نقل مكتب رئيس الوزراء في الاونة الاخيرة رسالة حادة اللهجة الى القاهرة من خلال البيت الابيض، كي تسحب بشكل فوري الدبابات التي أدخلتها الى منطقة شمال سيناء كجزء من الصراع الذي تديره ضد خلايا الارهاب الاسلامي في شبه الجزيرة. كما طالبت اسرائيل ان تتوقف مصر عن ادخال قوات جيش دون تنسيق مسبق، وذلك لان هذا يعد خرقا خطيرا لاتفاق السلام بين الدولتين. وكان التدخل الامريكي مطلوبا بعد أن تضرر التنسيق الوثيق الذي كان قائما في الماضي بين جهازي الامن وجيشي الدولتين في الفترة الاخيرة. وللولايات المتحدة، بالمقابل، تأثير كبير على مصر – ولا سيما بفضل المساعدة العسكرية الواسعة التي تمنحها لها الولايات المتحدة كل سنة، والتي تبلغ نحو 1.3 مليار دولار. وأكد مصدر اسرائيلي رفيع المستوى أمس الامور قائلا: "اسرائيل تشغل بالها الدبابات المصرية المتواجدة في شمالي سيناء. هذا خرق فظ لاتفاق السلام". أحد مخاوف اسرائيل هو الا تعمل مصر على اعادة السيطرة الامنية في سيناء الى أيديها، ونشاطها ضد خلايا الارهاب يكون بحجم محدود فقط. تخوف آخر هو أن يشتغل المصريون الخروجات عن اتفاق السلام كي يبقوا القوات المدرعة في سيناء، دون قيد زمني فيؤدوا بذلك الى تغيير بحكم الامر الواقع للاتفاق. ومع ذلك، فالحديث يدور عن وضع مركب. اسرائيل تفهم جيدا بان الصراع الذي يديره الجيش المصري في سيناء ضد خلايا الارهاب، والذي من أجله أدخلت مصر الدبابات الى سيناء، يخدم المصلحة الاسرائيلية ايضا. اضافة الى ذلك توجد حساسية كبيرة تجاه الحكم المصري الجديد، رجل الاخوان المسلمين. كما أن هذا هو السبب الذي جعل اسرائيل تتردد في شكل الرد المناسب على الخروجات الخطيرة عن اتفاق السلام مع مصر. في مقال نشره امس في "واشنطن بوست" دنيس روس، المستشار الرفيع السابق للرئيس الامريكي الى الشرق اوسط، دعا الادارة الامريكية الى اشتراط استمرار المساعدة الامريكية لمصر باحترام اتفاق السلام مع اسرائيل. وكما نشر الاسبوع الماضي في صحيفة "هآرتس"، نقل الجيش المصري مؤخرا عشرات الدبابات والمدرعات الى منطقة شمالي سيناء خلافا للملحق العسكري لاتفاق السلام بين اسرائيل ومصر. وقد تم ادخال الدبابات دون علم اسرائيل. قبل نحو اسبوع صادق وزراء المجلس الوزاري السياسي – الامني في استفتاء هاتفي على ادخال خمس مروحيات قتالية مصرية من طراز أباتشي الى سيناء دون قيد زمني، بعد أن كان وزير الدفاع صادق قبل بضعة ايام من ذلك على استخدام المروحيات المزودة بالرشاشات فقط. وحسب تقارير من يوم أمس، أكدت مصادر مصرية بان مصر تستعد لارسال طائرات قتالية ومدرعات اضافية الى شبه الجزيرة في اطار الصراع ضد خلايا الارهاب.