خبر : بديلان، وثالث أيضا/يديعوت

الثلاثاء 21 أغسطس 2012 04:28 م / بتوقيت القدس +2GMT
بديلان، وثالث أيضا/يديعوت



معارضو العملية في ايران، مثل مؤيديها، ينجحون في الهرب من الاسئلة العسيرة، المعارضون يديرون رؤوسهم جانبا عند سماعهم سؤال: "هل انتم مستعدون للتسليم بقنبلة ذرية ايرانية؟" هذه ليست هي المسألة، يقولون، المسألة الصحيحة هي اذا كان ينبغي الاعتماد على الولايات المتحدة أم على أنفسنا فقط. مؤيدو العملية يتراجون حين يسمعون السؤال: "هل انتم مستعدون لحرب 30 سنة مع ايران؟" ليست هذه هي المسألة، يشرحون، المسألة الصحيحة هي هل نرفع أيدينا ونتخلى عن قدرتنا على الردع. لا جديد في التملص على نمط "نسأل أنفسنا، نجيب بأنفسنا" – فهو المهرب الدائم للسياسيين. لو كان الخيار هو السير نحو عملية ضد النووي الايراني مع الامريكيين أو بدونهم، واضح أن من الافضل معهم. لو كان الخيار الابقاء على قدرة الردع او التخلي عنها، واضح أنه من الافضل الحفاظ عليها وتعزيزها. على الاسئلة السهلة توجد دوما أجوبة جاهزة. أما على الاسئلة الصعبة فلا توجد.في أوساط المؤيدين للقصف يسود بشكل عام الرأي بان ايران ليست اكثر من نمر من ورق، وبالتالي فان عملية عسكرية مركزة ستصفي مرة واحدة والى الابد استعدادها للتورط في مغامرات عسكرية معنا ايضا. الحرب ستنتهي في أقصى الاحوال في غضون أربعة اسابيع. واذا لم تنتهي؟ للمؤيدين لا مفر الا الاعتراف بانه بثمن تصفية القدرة النووية العسكرية للجمهورية الاسلامية الايرانية هم مستعدون لحرب صواريخ من عشر سنوات معها. معارضو القصف في ايران يعولون على سقوط النظام، انهيار الاقتصاد، عمليات تشويش الكتروني، تهديدات أمريكية مصداقة واحداث اخرى تؤدي برأيهم الى الاستنتاج بانه لن يكون لايران قنبلة. وماذا اذا كانت؟ للمعارضين لا مفر الا الاعتراف بانهم مستعدون لان يتعايشوا مع ايران ذات قنبلة ذرية، على الا نتورط في حرب دائمة معها. التقيت قليلا من الاشخاص الذين أبدوا استعدادا للتصدي للاثار القصوى لمواقفهم في المسألة الايرانية. "انا أعارض الخيار العسكري، ولهذا فاني افترض بانه يتعين على اسرائيل أن تسلم بقنبلة ذرية في يد نظام المتزمتين في طهران"، قال لي في الماضي قائد رفيع المستوى جدا في الجيش الاسرائيلي. "بالاجمال، هذا ليس تهديدا وجوديا علينا". أذكر القشعريرة التي ألمت بي في حينه – حتى ذلك الحديث، لم أعرف بانه يوجد قادة في الجيش الاسرائيلي على هذا المستوى ممن يعتقدون بان التسليم بالقنبلة هو بالفعل خيار سيء لاسرائيل، ولكنه اقل سوءً من القصف. بالمقابل، رئيس وزراء واحد اعترف أمامي في الماضي: "أنا ألعب القمار مع كل العالم طالما كان بوسعي، ولكني أعرف بانه ذات يوم قد يتعين عليّ أن اكشف الاوراق واقرر في القصف. سأفعل هذا انطلاقا من واجب تاريخي - لن يوجد رئيس وزراء في اسرائيل يأخذ على عاتقه المسؤولية المصيرية لايران ذات سلاح نووي".الخيار بين البديلين – في صيغتهما المتطرفة – صعب كالسؤال. ولكن مؤخرا برز بديل آخر، من مدرسة نتنياهو وباراك: عدم وقف التسلح النووي الايراني، والمخاطرة ايضا بحرب استنزاف طويلة معها. المس بالعلاقات الخاصة بين الولايات المتحدة واسرائيل، وذا فقدان قدرة الردع الاسرائيلية حيال ايران. وصلنا الى أن بات عاموس يدلين، رئيس شعبة الاستخبارات الاسبق، يدعو من على صفحات الصحف الامريكية الرئيس اوباما الى القاء خطاب في الكنيست لمنع العملية ضد ايران. وكأن العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة هي اليوم مثل العلاقات بين اسرائيل ومصر قبل اتفاق السلام. الرئيس اوباما مطالب بان يتوجه الى قلب الاسرائيليين كما توجه الرئيس السادات بخطابه التاريخي في الكنيست في 1977. اذا كان بعد كل جملة التصريحات على لسان رئيس الوزراء ووزير الدفاع لن تقصف اسرائيل المنشآت النووية لايران مقابل خطاب (آخر) لاوباما، فانها ستعتبر دولة خانعة وضعيفة تترك مصيرها في أيدي الاجانب. وشكرا لبيبي وباراك اللذين جلبانا حتى هذا الدرك.