خبر : عقيدة الفتك/هآرتس

الثلاثاء 21 أغسطس 2012 04:28 م / بتوقيت القدس +2GMT
عقيدة الفتك/هآرتس



 عشرات الفتيان اليهود اعتدوا في نهاية الاسبوع الماضي على ثلاثة فتيان فلسطينيين في ميدان صهيون في القدس واصابوا أحدهم بشكل جسيم. وتناولت الشرطة الحدث في البداية كمشادة، وأول أمس فقط غيرت روايتها وبدأت تتناوله بصفته محاولة فتك، بالصدفة فقط لم تنتهي بالموت. والان ينبغي التوقع منها أن تعرف كيف تقدم الى المحاكمة كل المشاركين في جريمة الكراهية النكراء هذه. لقد روى شهود عيان بان المشاغبين اليهود واصلوا ركل الفتى المصاب، جمال الجولاني، ابن 17، حتى عندما كان يتلوى على الارض، بينما يطلق رفاقهم هتافات عنصرية ضد العرب. وشاهد عشرات الاسرائيليين ما جرى دون أن يحركوا ساكنا. عدم مبالاتهم خطيرة فقط بقدر أقل من عدم مبالاة منفذي الفتك. كما أن شجب رئيس الوزراء والشخصيات العامة الاخرى لا يمكنه ان يشوش حقيقة ان للفتك سياقا سياسيا واجتماعيى عميقا.  المشبوهون بالفعلة هم أطفال وفتيان. كراهية العرب تلقوها من محيطهم: ربما من البيت، بالتأكيد من جهاز التعليم ومن الساحة السياسية. عندما يصبح التحريض ضد العرب هو السلامة السياسية، عندما يدعو الحاخامون الجمهور الى التصرف بعنصرية تجاه العرب ولا يقالون من مناصبهم، عندما تسن الكنيست قوانين ترتفع فوقها أعلام القومية المتطرفة والعنصرية، عندما يمجد وزير التعليم التفوق اليهودي على الفلسطيني في الخليل – فلا يمكن ان ننزل باللائمة فقط على الفتيان، الذين ترجموا كل هذا الى لغة العنف. أخ احد الفتيان المشبوهين حاول تبرير الشغب في أن الضحايا "بدأوا يغازلون يهوديات" – واضح أنه سمع "الاتهامات" من هذا القبيل من النواب في الكنيست ومن الحاخامين. هؤلاء، وآخرون قبلهم على مدى السنين، يتحملون هم ايضا المسؤولية.  المجتمع الاسرائيلي لا يمكنه أن يواصل ادعاء السذاجة والتظاهر بانه مصدوم، والتعاطي مع الحدث كأمر شاذ والاكتفاء بشجب هزيل. يجب اقتلاع جذور الكراهية، التي غرسها الزعماء، وقف سياسة دحر الفلسطينيين وممارسة سياسة حكومية نشطة لدمج العرب في المجتمع الاسرائيلي؛ وإلا، فان مثل هذه الظواهر ستتكرر بل وستتفاقم.