خبر : بيرس: لن نستطيع وقف الايرانيين وحدنا../ يديعوت

الجمعة 17 أغسطس 2012 05:12 م / بتوقيت القدس +2GMT
بيرس: لن نستطيع وقف الايرانيين وحدنا../ يديعوت



  خلف الكواليس في أحاديث مغلقة، كان رأيه معروفا منذ زمن بعيد. الرئيس شمعون بيرس لم يخفِ عن مقربيه موقفه بالنسبة لهجوم في ايران، يحاول رئيس الوزراء ووزير الدفاع بكل القوة اخراجه الى حيز التنفيذ، مع أو بدون اسناد أمريكي. غير أن أمس، في يوم ميلاده الـ 89، دفعت رياح الحرب بالمواطن رقم 1 لان يضع الاعتبارات الدبلوماسية جانبا – وان يقول رأيه بصوت عالٍ وبوضوح . بعد اسبوع من نشر خطط نتنياهو وباراك في "يديعوت أحرونوت" للهجوم في الفترة القريبة القادمة، ألقى أمس بيرس قنبلته الخاصة. "واضح أننا وحدنا لا يمكننا ان نفعل هذا"، قال أمس الرئيس لـ "يديعوت احرونوت". "اذا هاجمت اسرائيل ايران وحدها – فانها ستبقى وحدها، دون أصدقاء. لماذا نهاجم وحدنا فيما أن لنا شريك؟ أنا لا أفهم هذا. لاسرائيل يوجد حق في الدفاع عن النفس، ولكن هذا لا يعني أن لها واجب أن تكون على حرد مع الجميع". وعلى مسمع من مقربيه يدعي الرئيس بان رئيس الوزراء ووزير الدفاع يتصرفان بانعدام للمسؤولية الوطنية وأن طريقة عملهما في الموضوع الايراني ليست متوازنة. "اذا هاجمت اسرائيل في ايران بدون الولايات المتحدة"، قال في أحاديث مغلقة، "فمن شأن هذا أن يؤدي الى مصيبة". اما أمام الاعلام ففضل بيرس – الذي أجريت معه مقابلات مع النشرات الاخبارية الثلاثة في التلفزيون – أخذ جانب الحذر من مغبة المس بكبرياء نتنياهو وباراك ولم يدخل في صدام جبهوي. ومع ذلك، كان من الصعب الا يشخص المرء أمس الانتقاد الحاد في تصريحات الرئيس. "الولايات المتحدة لن تترك اسرائيل لمصيرها أبدا، ولن تسمح بان يسقط الشرق الاوسط في أيدي آيات الله"، قال. "فالامر لا يتعلق باوباما وحده، هذه مصلحة امريكية حقيقية. في الخمسين سنة الاخيرة لم يكن رئيس أمريكي واحد لم يستخدم ايضا الوسائل العسكرية ويعلن الحرب. هجوم اسرائيل لا يمكنه أن يوقف البرنامج النووي الايراني، بل أن يعيقه فقط". بيرس مقتنع بأن إسرائيل ملزمة بأن تعتمد على الولايات المتحدة ويؤمن بأن هذه ستشن هجوما عسكريا ضد إيران بعد الانتخابات للرئاسة. "تقديري هو أنهم لن يفعلوا هذا قبل الانتخابات، التي لم يتبقَ لها سوى 80 يوما. تصريحات اوباما في أنه لن يسمح بايران نووية لا تستهدف فقط الاذان الاسرائيلية. فهي تعكس حقا المصلحة الامريكية. ايران مع سلاح نووي هي خطر على الارواح. الولايات المتحدة تعتقد ذلك ايضا. اوباما جدي جدا في موقفه من اسرائيل، ولهذا فنحن ملزمون بالاعتماد عليه". وانتقد بيرس أمس أيضا رئيس الوزراء الذي شبه نفسه ببن غوريون حين تصدى هذا لمسائل الهجوم وشن الحرب. "بن غوريون وبيغن أيضا منعا حروبا وامتنعا عن حروب. بيغن انسحب من سيناء. بن غوريون لم يخرج أبدا الى حرب دون حلفاء. إمتنع بكل ثمن عن مثل هذا الوضع". كما أن الرئيس يغضب حين يروى له انه في مكتب رئيس الوزراء يذكرون الجميع بانه عارض الهجوم على المفاعل في العراق. وقال انه "حتى بعد أن قصفنا المفاعل، انتقل العراقيون الى أجهزة الطرد المركزي. ولولا الاجتياح الامريكي للعراق – لكان لهم سلاح نووي قبل ايران". ومع ذلك، نفى بيرس الادعاء الذي أطلقه باراك في أحاديث مغلقة وجاء فيها ان الرئيس يقف على رأس المعارضة للهجوم. "أنا لا ادير أي حملة. أنا لست معارضة للحكومة أو لرئيس الوزراء. أنا فقط اقول ما في قلبي". وليس صدفة أن اختار بيرس الوقوف علنا ضد الهجوم بالذات في يوم مولده، حين يعززه حب الجمهور والاضواء تتجه اليه. وحتى نتنياهو وعقيلته سارة اتصلا امس لتهنئته، قبل أن تبث النشرات الاخبارية تصريحات الدراماتيكية. في ساعات المساء، لم تُسمع اي تهنئات من محيط رئيس الوزراء. "بيرس نسي ما هو منصب رئيس الدولة"، قال أمس مقربو نتنياهو. "مع كل الاحترام، ليس من مهمة الرئيس القول اذا كان ينبغي الهجوم ومع من. بيرس نسي أنه كانت له ثلاثة أخطاء مصيرية تتعلق بأمن الدولة: فقد اخطأ حين اعتقد انه بعد اتفاقات اوسلو سيكون هنا شرق أوسط جديد، وعمليا جبت المسيرة أكثر من ألف ضحية. أخطأ بشأن التوقع بعد فك الارتباط، فيما أن عمليا تطلق من هناك آلاف الصواريخ. والخطأ الاكبر كان معارضته للهجوم على المفاعل في العراق في العام 1981. لحظنا بيغن تجاهل في حينه بيرس". مقربو باراك هم أيضا عقبوا على الامور فقالوا ان "الرئيس بيرس عظيم الحقوق. هو رجل نحن نقدره ولا نولي الكثير من الاهمية للامور. الامور معروفة. هو يقولها في محافل مغلقة، هذا لم يفاجىء أحدا. من حقه أن يفكر هكذا، ولكن في النهاية لا توجد فروق كبيرة في المواقف. وزير الدفاع ايضا لا يعتقد أن هجوما اسرائيليا، اذا ما وعندما سيدمر المنشآت النووية الايرانية، بل ستعيقها". وسارع وزراء في الليكود الى القفز أمس على العربة وادعوا بان "شيخوخة بيرس تخجل شبابه".في مقر الرئيس ردوا أمس على الهجوم الشخصي من مقربي نتنياهو في رد رسمي: "نحن نحترم رئيس الوزراء، سنواصل العمل معه ولن ننجر الى هذا المستوى".