بيروت / وكالات / نشرت صحيفة ’الثبات’ اللبنانية تقريرا عن الأزمة السورية تحدثت فيه عن المساعدات العسكرية التي تقدمها أمريكا للمعارضة السورية جاء فيه: شكّل اللقاء الذي جمع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بنظيرها التركي أحمد داود أوغلو في أنقرة السبت الماضي، نقلة نوعية في مسار ’العمل المشترك’ بين البلدين في ما يتعلق بالأزمة السورية. فالحكومة التركية التي يقول معارضوها في الداخل إنها لا تقوم بأي خطوة في هذا الملف من دون ’إملاءات’ أميركية، انتقلت إلى سقف جديد في التصعيد الميداني، بفتحها طرق الإمداد بشكل أوسع لمسلحي المعارضة السورية، والمتطوعين العرب والأجانب، فبعد الإعلان عن تشكيل ’خلايا عمل’، تبلّغ الناشطون السوريون رسائل تركية بإمكانية إحداث نقلة نوعية في التسليح لجهة ’الكم والنوع’، من دون أن يتضح ما إذا كان هذا سيشمل الصواريخ المضادة للطائرات التي يطالبون بها. وتقول المعلومات إن عدداً من البواخر القادمة من ليبيا كانت تشرف على استقبالها الحكومة التركية، فتسمح بإنزال أنواع محددة من الأسلحة، وتعيد الباقي مما لا يتوافق مع ’السياسات العليا’، وقد ازداد عدد البواخر مع وصول باخرة جديدة نهاية هذا الأسبوع، تحمل صواريخ مضادة للدروع، وأخرى مضادة للطائرات، بالإضافة إلى مدافع المورتر بمختلف القياسات، والكثير من الذخائر، ويأمل هؤلاء أن تؤدي السياسات الجديدة التركية إلى الإفراج عن كامل الحمولة لنقلها إلى داخل سورية. واللافت أن هذه الحمولات باتت تُنقل بطريقة ’نظامية’، أي عبر الحدود التركية - السورية، لجهة بوابات العبور التي يسيطر عليها المسلحون، من دون أن يتبين بعد وجود قرار تركي - أميركي بتطوير النوعية المنقولة من الأسلحة، وسط تململ واضح لدى قيادات المسلحين، إذ بدأ بعضهم يشعر أنه لعبة بيد الأتراك والأميركيين، ويقول أحد هؤلاء إن الأتراك كانوا يسمحون بداية ببنادق ’البوم أكشن’، ثم بدأو بإدخال ’الكلاشنكوف’، ومؤخراً فتحوا الباب أمام قاذفات ’الآر بي جي’ ومدفعية ’المورتر’ الصغيرة، مشيراً إلى أن تقنين الدعم هو مطلب أميركي واضح، لإضعاف الطرفين، خوفاً من أن يتمكن أحدهما من الانتصار على الآخر، بانتظار القرار الكبير من الأميركيين، مشيراً إلى أنه يتوقع الآن تقديم المزيد من الدعم، لأن المطلوب عدم سقوط منطقة حلب بيد الجيش السوري مهما كان الثمن. وفي المقابل، يقول مصدر تركي إن أنقرة والأميركيين ’لا يثقون بكل الأطراف في الداخل السوري’، مشيراً إلى أن الأسلحة التي توزع على بعض هؤلاء لا يصل معظمها إلى المكان المطلوب، حيث تتحول إلى السوق السوداء لتباع بمبالغ كبيرة يكون للسلفيين حصة الأسد منها، نظراً إلى السيولة المالية الكبيرة التي يتمتع بها هؤلاء. وأشار المصدر إلى أن أنقرة تفضّل أن يكون الأمر مضبوطاً لجهة عدم تفرد أي طرف داخلي بالقرار في المستقبل، وإبقاء الأمر تحت السيطرة.