يوم الأثنين، في ظلمة الليل، في منزل رئيس الوزراء في القدس. وكان آفي ديختر في حينه لا يزال نائبا في المعارضة عن كديما، يجلس مع بنيامين نتنياهو ويعقد الصفقة التي ستطلقه نحو طاولة الحكومة. ولكن في هذه الصفقة لم تكن الوظيفة السياسية الا وجها واحدا من العملة – ففي وجهها الاخر قد يؤدي الى هجوم اسرائيلي ضد منشآت النووي في ايران. تعيين آفي ديختر في منصب وزير حماية الجبهة الداخلية بدلا من متان فيلنائي، الذي يقلع الى الصين، يتضمن هدية اخرى – الانضمام الى محفل الثمانية، الهيئة الاستشارية لرئيس الوزراء. التعيين، بالطبع، ليس صدفة: فقد تم أغلب الظن فقط بعد أن سمع نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك من رفيقهما في سييرت متكال السابق، موقفه من امكانية هجوم في ايران، والذي كان أغلب الظن إيجابيا ومماثلا لموقفهما. وهكذا فان ضم رئيس المخابرات الاسبق الى هذا المحفل لن يغير فقط اسمه من الثمانية الى التسعة، بل وسيغير ايضا ميزان القوى بين المعارضين الاربعة والمؤيدين الاربعة للهجوم – وسيمنح نتنياهو الاصبع اللازم له لاقرار الهجوم عند التصويت المصيري. ومع أن ليس لمحفل التسعة صلاحيات رسمية لاقرار عمليات عسكرية أو الاعلان عن شن الحرب، ولكن قوته كهيئة استشارية ذات مغزى حين يؤتى بقرار الهجوم لاقرار المجلس الوزاري – الهيئة التي لم يعين فيها ديختر وذلك لان هذه الهيئة لا يمكنها أن تضم اكثر من نصف اعضاء الحكومة، ولكنه سيكون فيها مراقبا – وبعد ذلك ايضا حين يطلب، حسب التقدير، اقرار الحكومة. إضافة الى ذلك، فان تأييد ديختر، كرئيس مخابرات أسبق، يوازن قليلا بالنسبة لنتنياهو معارضة معظم كبار رجال الامن في الماضي وفي الحاضر للهجوم.