كل إرهاب هو شرعي، اليهود مخادعون وخطيرون واسرائيل لا توجد على الخريطة – هذه هي الرسائل "التربوية" التي تنشرها السلطة الفلسطينية في المؤسسات بشكل دائم، مغرض وثابت. هذه المعطيات يقدمها "جدول التحريض الفلسطيني" الذي عرضه على الحكومة أمس وزير الشؤون الاستراتيجية موشيه بوغي يعلون ومدير عام وزارته يوسي كوبفاسر. وتتابع الوزارة منذ ثلاث سنوات التحريض الفلسطيني، ولكن أمس عرضت لاول مرة المعطيات بشكل مركز على الحكومة وبعد ذلك على وسائل الاعلام. ويتابع الجدول التصريحات العلنية لكبار رجالات السلطة الفلسطينية نشاطاتهم ومنشورات المؤسسات والمنظمات التي تسيطر عليها السلطة. ويتابع الجدول التحريض الصريح للنزعة القومية، تشجيع أجواء العنف والارهاب، التحريض على الكراهية وتصوير اسرائيل بالشيطان، وعدم تهيئة القلوب للسياقات الايجابية. الاستنتاج الرئيس الذي عرض أمس يقضي بان السلطة الفلسطينية هي التي تقرر مستوى لهب التحريض وهي التي ترشحه. يوجد سقف واضح ما هو المسموح وما هو الممنوع: عمليات بالسلاح الناري – ممنوع، الكراهية والرغبة في اختفاء اسرائيل – مسموح. والاكتشاف الجديد هو أن السلطة الفلسطينية تعمل داخل شعبها ضد التطبيع مع شعب اسرائيل في كل المستويات. وقال كوبفاسر امس ان السلطة "جاءت لتخلق فكرة كفاح ورفض مبدأ السلام والتطبيع ونفي وجود شعب اسرائيل". واضاف: "نحن نسأل أنفسنا كيف على الاطلاق يؤمنون هناك بالترهات التي تنشر، مثلا حول التعذيب الذي يتعرض له السجناء في السجون وعن أن المستوطنين يدربون كلابا وخنازير لاقتلاع أشجار الزيتون، ولكن هذا يظهر المرة تلو الاخرى". وقد أظهرت المتابعة بـان ابو مازن وباقي كبار المسؤولين الفلسطينيين يتجاهلون وجود دولة اسرائيل. في خريطة حملها أبو مازن في حدث ما، تظهر فيها دول مجاورة، اسرائيل غير موجودة. في خرائط اخرى تعرض في المناسبات، احيانا، يشار الى الخط الاخضر، ولكن في الطرف الاسرائيلي لا يظهر اسم دولة. والتلفزيون الفلسطيني يدعو اليهود الى المغادرة الى "البلدان التي جاءوا منها وذلك من أجل السماح لنا بالعودة الى مدننا التي تركناها، في عكا، في حيفا وفي يافا". وفي اسرائيل يشرحون بان الرسالة التي تنقل في التصريحات هي ان فلسطين ستقوم في نهاية المطاف، على كل أرض اسرائيل. خطوة أخرى هي خلق صورة شيطان لليهود بشكل عام وللمستوطنين بشكل خاص. رسالة تنقل بشكل دائم هي أن كل الارهاب هو شرعي والمؤسسة الفلسطينية تقرر متى تستخدمه، حسب اعتبارات "الكلفة والمنفعة".