خبر : نجاح أول عملية إنجاب لأسير من خلف القضبان بحيوانات منوية مهربة

الإثنين 13 أغسطس 2012 12:09 م / بتوقيت القدس +2GMT
نجاح أول عملية إنجاب لأسير من خلف القضبان بحيوانات منوية مهربة



رام الله / سما /  رزق الاسير عمار الزبن، صباح اليوم الاثنين بمولود ذكر في أول عملية إنجاب لزوجة أسير معتقل منذ 14 عاما، بعد نقل عينة من السائل المنوي، لتكون بذلك الحالة الأولى من نوعها في تاريخ الحركة الفلسطينية الأسيرة. وقال الباحث في مؤسسة التضامن لحقوق الانسان احمد البيتاوي، أن المواطنة دلال الزبن زوجة الأسير عمار الزبن المعتقل منذ بداية العام 1998، رُزقت امس بمولد ذكر بعد علمية تلقيح صناعي شملت زراعة حيوانات منوية أُخذت من عينة قام زوجها بإخراجها من السجن خفية قبل 9 شهور. وكانت مؤسسة التضامن قد علمت بأمر الزراعة من خلال الأسير نفسه عبر إحدى الزيارات له في سجن "هداريم"، وتابعت الأمر مع الزوجة منذ أكثر من 4 شهور، إلا أنها آثرت في حينه عدم نشر الخبر إلى أن تتم عملية الولادة بنجاح. ولفت البيتاوي إلى أن المولود وأمه بحالة صحية جيدة، مشيرا إلى أن الأسير عمار اطلق على مولوده اسم "مهند" تيمنا بصديقه الشهيد مهند الطاهر الذي اغتالته القوات الإسرائيلية في مدينة نابلس منتصف العام 2002.  وذكر البيتاوي أن هذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها الأسرى داخل السجون الإسرائيلية بإخراج عينات بغرض الإنجاب، إلا أن جميع محاولاتهم السابقة مُنيت بالفشل، مؤكدا أنها المرة الأولى في تاريخ الحركة الأسيرة منذ 45 عاما تنجح فيها عملية الزراعة والإنجاب. وأوضح البيتاوي أن الاحتلال يمنع نقل مثل هذه العينات من الأسرى إلى زوجاتهم خارج السجون، ما يضطر الأسرى إلى نقلها بصورة سرية بطرق مختلفة، وهو ما حصل مع زوجة الأسير عمار. وقالت زوجة الأسير عمار، قبل ساعات من دخولها غرفة الولادة: "أنا سعيدة جدا بهذا الانجاز الذي ما كان له أن يتم لولا توفيق الله، أصبحت اليوم أرى عمار بابني الجديد مهند الذي أرجو من الله تعالى أن يتربى في كنف والده بعد أن يمن الله عليه بالفرج القريب"، ولفتت الزوجة إلى أنها حاولت في وقت سابق إجراء عملية الزراعة مرتين، إلا أنها لم تنجح بسبب موت العينة التي تبقى صالحة لمدة 6-12 ساعة. ودعت أم مهند زوجات الأسرى الذين يقضون أحكاما عالية، خاصة الصغيرات منهن واللواتي لم ينجبن، الى ان يحذين حذوها ويحاولن الإنجاب بهذه الطريقة، وذكرت الزوجة أن الفكرة بدأت تراود عمار منذ الأشهر القليلة التي تلت إصدار الحكم بحقه، وها هي اليوم تتحقق.  أما شقيقتا مهند (بشائر وبيسان) كانتا في سعادة لا توصف، وقالت بشائر ودموع الفرح تنساب على وجنتيها "هذه اول فرحة تدخل بيتنا منذ اكثر من 15 عاما"، مضيفة "الان اصبح لنا اخ وهو خير سند لنا". وكان مركز رزان الطبي للعقم واطفال الانابيب في مدينة نابلس، اجرى عملية الزراعة للزبن، وقال مدير المركز الدكتور سالم ابو خيزران لـ: "استلمنا العينة من الحيوانات المنوية للزوج بوجود ثلاثة من اقارب الزوج وثلاثة من اقارب الزوجة". واضاف: " كان الزوجان يرغبان بطفل ذكر، ونحن بدورنا اجرينا عملية فصل لنوع الجنين، وكررنا محاولة الزراعة 3 مرات، من عينة الحيوانات المنية نفسها، وقد فشلت محاولتان، ولكن تكللت بالنجاح".  من ناحيته قال مدير مكتب وزارة الاسرى في نابلس سامر سمارو، بأن "الحياة يجب ان تتواصل بالنسبة للاسرى، ومن حقهم الانجاب". واعرب سمارو عن امله في ان يتم التوافق على هذه القضية مع الطرف الاخر (اسرائيل) بحيث يتم السماح للاسرى بالنجاب عبر تقنية الانابيب. وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اعتقلت الأسير عمار حماد الزبن بتاريخ 11/1/1998 عن معبر الكرامة قادما من الأردن متوجها إلى مدينته نابلس، وهو يقضي حكما بالسجن لمدة 26 مؤبدا و25 سنة اضافية بتهمة مشاركته في عدد من العمليات الفدائية، وهو أب لابنتين: بشائر (16 عاما)، وبيسان (14 عاما)، بالإضافة الى مولوده الجديد "مهند".   صحيفة"القدس"