إذا كان نجح المرشح الجمهوري للرئاسة الامريكية ميت رومني في زيارته الى لندن أن يغضب البريطانيين ففي زيارته الى اسرائيل أثار غضب الفلسطينيين. فقد أعلن رومني بان القدس هي عاصمة اسرائيل، بل وسار في طريق بعض من أسلافه وتعهد بنقل السفارة الامريكية الى القدس. ولكن اذا كان كل هذا لا يكفي، فقد تورط ايضا في قول شبه عنصري عن الفلسطينيين حين المح بان اسرائيل تزدهر اقتصاديا اكثر من السلطة لان الثقافة اليهودية أسمى من الثقافة الفلسطينية.وشدد روني أمس في خطابه أمام اسوار البلدة القديمة على أن القدس هي عاصمة اسرائيل. ومع أنه لم يضف الكلمة "الموحدة" بعد كلمة القدس، ولكن هذا كان يكفي لانتزاع التصفيق والثناء من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وقبل وقت قصير من الخطاب منح رومني مقابلة مع وولف بليتسر من شبكة سي.ان.ان تعهد فيها بنقل السفارة الامريكية من تل أبيب الى القدس. وكان رؤساء سابقون كبيل كلينتون وجورج بوش الان قد تعهدوا هم ايضا في اثناء الحملة الانتخابية بنقل السفارة، ولكن ما أن دخلوا الغرفة البيضوية حتى أدخلوا الفكرة عميقا في حجرة التخزين. "لدولة اسرائيل قدرة على اختيار عاصمتها والقدس هي عاصمة اسرائيل"، قال رومني لبليتسر. "اعتقد أن السياسة الامريكية كانت منذ الازل اقامة السفارة في نهاية المطاف في مدينة العاصمة، القدس، اذا صرت رئيسا، فسأرغب في اتخاذ القرار بهذا الشأن بالتشاور مع الحكومة التي تكون في اسرائيل في ذاك... سفارتنا ستكون في القدس ولكن التوقيت سيكون شيئا أرغب في تنسيقه مع حكومة اسرائيل".وكان رومني عرج في زيارة الى رام الله، لم يلتقِ رئيس السلطة محمود عباس (أبو مازن) ولم يذكر المسيرة السلمية في خطابه ايضا. وقد اكتفى بلقاء قصير مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في فندق كامب ديفيد في القدس. بمحيطه ادعوا بان الحديث يدور عن اضطرارات الجدول الزمني. ومع ذلك فان التقدير هو أن رومني الذي ركز الزيارة على محاولة تجنيد اصوات يهود الولايات المتحدة، لم يرغب في اغضاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو او متبرعيه اليهود وعلى رأسهم شيلدون أدلسون. الفلسطينيون الذين على أي حال يتعاطون مع رومني بشك شديد، غضبوا من تصريحاته بشأن القدس. "اقواله بان القدس هي عاصمة اسرائيل غير مقبولة"، قال رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض صائب عريقات. "تصريحاته مقلقة وتشكل جائزة لاسرائيل على عدوانها".ولكن ما أغضب الفلسطينيين أكثر كان التصريح شبه العنصري الذي أصدره رومني في مناسبة تجنيد التبرعات يوم الاثنين مع نحو أربعين مليونيرا يهوديا امريكيا في القدس. وتطرق رومني الى الفوارق الاقتصادية بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، متجاهلا القيود التي يفرضها احتلال الضفة الغربية على امكانيات التنمية الاقتصادية. وبالنسبة لرومني، فان سبب الفوارق يكمن بالذات في الاختلافات الثقافية بين الاسرائيليين والفلسطينيين. "الانتاج الخام للفرد في اسرائيل هو 21 الف دولار بينما في السلطة الفلسطينية هو 10 الاف دولار فقط"، قال رومني. "عندما أصل هنا وانظر الى هذه المدينة فاني آخذ بالحسبان انجازات هذا الشعب (في اسرائيل ب.ر) وأنا اعترف بالثقافة، بالحداثة وبالتاريخ اليهودي للازدهار في ظروف صعبة.اما عريقات فهاجم رومني بشدة قائلا ان "هذا قول عنصري. اذا كان لا يستوعب بان الاقتصاد الفلسطيني لا يمكنه أن يصل الى كامل طاقته الكامنة بسبب الاحتلال الاسرائيلي... يبدو أنه ينقص هذا الرجل ببساطة العمل والفهم للمنطقة والناس الذين يعيشون فيها. كما أنه على ما يبدو لا يعرف حقا الاسرائيليين اذ لم اسمع أي مسؤول اسرائيلي كبير يتحدث عن التفوق الثقافي.