خبر : تقرير : خطط لرسم حدود الدولة العلوية وانهيار النظام كارثة لايران وفرحة للسعودية وراحة لاسرائيل على روسيا تحمل مسؤوليتها بحماية الاسلحة الكيماوية

الثلاثاء 24 يوليو 2012 09:19 ص / بتوقيت القدس +2GMT
تقرير : خطط لرسم حدود الدولة العلوية وانهيار النظام كارثة لايران وفرحة للسعودية وراحة لاسرائيل على روسيا تحمل مسؤوليتها بحماية الاسلحة الكيماوية



لندن  وكالات  نتنياهو قد يمتلك ترسانة الاسلحة الكيماوية السورية، القوات النظامية تحكم سيطرتها على احياء في دمشق، والعنف مستمر لم يتوقف، هذه القصة اليومية عن سورية، والعامل الاهم فيها ان شهر تموز (يوليو) الجاري هو اكثر الشهور دموية حيث قتل فيه 2500 مما يرفع، عدد قتلى الثورة السورية الى اكثر من 19 الفا منذ اندلاعها قبل ستة اشهر.ففي الوقت الذي تقول فيه صحيفة ’ديلي تلغراف’ ان قوات الاسد قد احكمت سيطرتها على احياء دمشق الا ان العنف مستمر في دمشق ومدينة حلب الثانية التي لو خسرها الاسد فان حكمه قد انتهى فعليا.وتقول الصحيفة ان العملية المضادة التي قام بها الجيش السوري انهت احلام الجيش الحر بالسيطرة على العاصمة. مشيرة الى ان المقاتلين السوريين ولاسبوع كامل قاتلوا بشراسة لـ ’تحرير’ العاصمة حيث ارتفعت معنوياتهم بالعملية التي قتلت ثلاثة من رؤوس النظام المهمة للرئيس يوم الاربعاء الماضي.وتقول الصحيفة ان الاسد استعاد تنظيم قواته، حيث شن هجوما مضادا كشف فيه عن سوء تسليح المعارضة وضعفها. ولكن الصحيفة تقول ان الاسد سحب قوات من مدينة حلب التي يقول المقاتلون انهم يعملون على تحريرها الآن، من اجل الدفاع عن دمشق.وتعطي الاحداث صورة ان كل طرف في النزاع يزعم تقدما في المعركة على سورية، ولهذا اشارت صحيفة ’نيويورك تايمز’ التي قالت ان التلفزيون السوري عرض صورة لقطات عن عودة الحياة العادية في حي الميدان وصورت الجيش وكأنه يربح المعركة على كل الجبهات، فيما يدفع المقاتلون في حلب من اجل تحريرها، واشارت الى صور فيديو وضعتها المعارضة على يوتيوب وتظهر رتلا من الدبابات وهو يدخل احياء حلب، حيث رش الجنود البيوت التي كانوا يمرون بها. الترسانة الكيماويةويلحظ في كل التغطيات الغربية للنزاع في الاونة الاخيرة التركيز على ضرورة حماية وتأمين السلاح الكيماوي الذي تملكه سورية وسط دعوة من الادارة الامريكية لاسرائيل بضبط النفس، وعدم التسرع والقيام بعملية لتدمير الترسانة الكيماوية. وفي هذا السياق ركزت صحيفة ’اندبندنت’ على تصريحات ايهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي الذي تحدث فيها عن معلومات استخباراتية تؤكد حصول حزب الله على نظام اسلحة متقدمة، وقال ان اسرائيل لن تقف مكتوفة الايدي امام نقل هذه الاسلحة من سورية الى الحزب. وتأتي تصريحات باراك في ضوء دراسة اسرائيل للوضع في سورية، فهي ترى ان هناك خيارات ثلاثة يمكن فيها ان تقع الترسانة في يد حزب الله او جماعات متطرفة مثل القاعدة او كحل اخير ويائس ان تقوم الحكومة السورية باطلاقها على اسرائيل.مسؤولية روسياوخصصت صحيفة ’ديلي تلغراف’ افتتاحيتها لموضوع الترسانة السورية حيث طالبت روسيا الداعم الرئيسي للاسد العمل على حماية الترسانة السورية، وجاء فيها انه في الوقت الذي اصبحت فيه خطة كوفي عنان قطعا ممزقة، ويقاتل كل طرف المعركة حتى النهاية تعيش سورية حربا اهلية تثير قلق القوى الدولية المنخرط بعضها في الحرب، حيث لا تزال روسيا وايران تقدمان الدعم للنظام فيما توفر قطر والسعودية وتركيا الدعم المالي والعسكرية واللوجيستي للمتمردين، فيما تقوم دول اخرى بتشديد العقوبات على الاقتصاد السوري المتداعي.وتشير الى القلق المتزايد بين كل الاطراف من تفكك سورية الذي قد يؤدي الى وقوع ترسانتها الكيماوية في يد الجماعات الارهابية سواء لحزب الله الداعم للنظام في سورية او لجماعات ارهابية مثل القاعدة. وتضيف ان المسؤولين الامريكيين والاسرائيليين يعتقدون ان الاسد لا يزال يسيطر على الاسلحة والتي تضم غاز الخردل والاعصاب، لكن مخاوفهم زادت بعد التفجير في مقر قيادة الجيش مما يقترح ان السلطة بدأت تتسرب من يد الرئيس. وتتساءل عن الطريقة التي يتم فيها احتواء التهديد المتمثل بوقوع الاسلحة في اليد الخطأ. وتشير الى ان اسرائيل تدرس امكانية غزو سورية لتأمين الترسانة لكنها تخشى من هجوم صاروخي من حزب الله، ومن جهة اخرى فقد عززت امريكا وجودها في الخليج العربي كي تمنع ايران من القيام باية مغامرة عسكرية باغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي لمرور النفط للاسواق العالمية.وتنهي بالقول ان الرابطة المفقودة في هذا النقاش هي روسيا التي ساعدت سورية في ثمانينات القرن الماضي على تطوير ترسانتها، مذكرة ان روسيا التي تواجه نفسها حركات تمرد اسلامي في جمهوريات القوقاز لها لا تريد ان تقع هذه الاسلحة في يد المتطرفين. وتختم بالقول ان فاعلية التدخل العسكري قليلة الآن، فاستمرار العناد الروسي والتصويت الدائم ضد قرارات مجلس الامن، سيضع على كاهل الكرملين مسؤولية ثقيلة لمنع تفكك سورية.دمار ايرانوعن الاثار الاقليمية التي سيتركها رحيل الاسد وانهيار حكم العائلة كتب مالكوم ريفكيند، وزير الخارجية والدفاع البريطاني السابق في ’التايمز’ قائلا ان اكثر شخص قلق في العالم على ما يحدث في سورية هو المرشد الاعلى للثورة الاسلامية، اية الله علي خامنئي. ويشير ريفكيند ان الاثار الكارثية على ايران ليس مبالغا فيها، لان ايران وسورية حليفان قديمان وحدتهما الاهداف المشتركة والمصالح ضد امريكا واسرائيل. ويقول ان العلاقة لم تكن حلفا بين طرفين بل كانت تمثل بالنسبة للايرانيين جزءا من استراتيجية ناجحة، للتأثير على منطقة شمال العالم العربي الممتدة على ساحل المتوسط. ويقول ريفكيند ان اهم عدو لايران هم السعوديون الذين اقسموا على منع ايران من التمدد في مناطق سيطرتهم التقليدية، وتعتمد السعودية في هذا التصميم على دعم كامل من قطر والامارات، حيث ترى السعودية وحلفاؤها ان انهيار نظام الاسد سيكون كارثة على ايران. ومع انه لا يمكن لاحد التكهن حول طبيعة النظام الذي سيخلف الاسد، علماني، اسلامي او تحالف بينهما لكن الشيء الوحيد الواضح هو ان قوة العلويين ستنكسر وسيعود السنة لحكم البلاد. وسيتعامل النظام الجديد مع ايران كعدو ساعد الاسد على ذبح شعبه، وستتم معاقبة روسيا لكن النظام الجديد سيرغب لاحقا باقامة علاقات قوية مع موسكو حتى لا يظهر بمظهر من يعتمد على الغرب. وبالمحصلة هزيمة ايران تعني عزلة حزب الله وابتهاجا سعوديا وارتياحا اسرائيليا. ولن تحزن تركيا على انهيار النظام السوري، فقد كان عليها ان تستوعب مئات الالاف من اللاجئين اضافة لمراقبتها للاكراد في سورية. كما ان سقوط الاسد لن يكون ضربة لمصالح ايران الاقليمية بل سيترك اثارا على مشروعها النووي. وينهي ريفكيند اننا نشهد تغيرا تاريخيا في ميزان القوة في المنطقة.سيناريو التقسيم يتردد دائما في التعليقات الصحافية الغربية حيث تقترح كل هذه التحليلات ولادة دولة علوية ودرزية من انقاض النظام في دمشق. وقد تناول روبرت فيسك الموضوع من زاوية مختلفة، حيث قال ان الهجوم على مقر قيادة الامن القومي الاسبوع الماضي وان كانت مدمرة للنظام الا ان اندلاع المعارك في مدينة حلب اهم، فهي عاصمة الثروة واكثر ثراء من دمشق ووصول الثورة اليها تضرب عصب الحلف بين تجار المدينة السنة والحكام العلويين وفي حالة انهيار هذا الحلف فالاسد يواجه معضلة كبيرة. ويقول فيسك ان اهمية حلب لا تنبع من ثروتها فقط بل من سبب اخر، فهي ليست مهد الزراعة في التاريخ فقط بل يوجد فيها اهم مركز بحثي للعلوم الزراعية في العالم ’ايكاردا’ حيث تسهم ابحاثه في زيادة الانتاج الزراعي في اسيا وافريقيا وتسهم في دعم ابحاثه دول من مثل كندا وبريطانيا والمانيا وهولندا والولايات المتحدة والبنك الدولي ويعمل فيه 500 خبير. وقد تعرضت محطته الرئيسية في تل هاديا التي لا تبعد سوى عشرين ميلا عن حلب الى هجوم من مجموعات المسلحين حيث سطوا عليها واخذوا منه عربات والالات زراعية واجهزة كمبيوتر، ومن حسن الحظ ان بنك الجينات الزراعية للمركز توجد منها عينات مستنسخة محفوظة في الخارج. ومع ان الجيش السوري قام بنقل نقاط التفتيش قريبا من المركز. ويقول انه مع توسع مجال الحرب ظهرت اشكال من عمليات يقوم بها حزب البعث بتدمير قرى سنية قريبة من مناطق العلويين ’علويستان’ في السهل الزراعي القريب من حماة والواقع تحت جبال العلويين. واشار الى العملية التي تم فيها قصف بالمروحيات بلدة الحوش السنية التي لا يزيد عدد سكانها عن 7 الاف مزارع وقرى اخرى مما ادى الى تشريدهم، ولا يوجد في هذه القرى مقاتلون لكن هنا شكا متزايدا، كما يقول، ان هذه سياسة مقصودة من حزب البعث لتهيئة الاجواء للتقسيم حالة سقوط دمشق. ويقول ان هذه القرى تقع على نفس الخط الذي رسمته القوات الفرنسية عندما انشأت دولة العلويين في العشرينات من القرن الماضي. ويقول ان الشكوك ايضا تشير الى ان مذبحة الحولة في ايار (مايو) الماضي كانت ردا على محاولة تسميم آصف شوكت، نائب وزير الدفاع حيث قتلا معا في الاسبوع الماضي. ويتحدث فيسك عن عامل آخر، في جبال حوران التي يقطن فيه الدروز، حيث سجلت عمليات اختطاف خطيرة لم تحل الا بعد اتصالات من الزعيم الدرزي وليد جنبلاط مع عدد من القيادات الدرزية في سورية. ويتحدث فيسك عن علاقة جنبلاط المضطربة مع الاسد والذي اصدر منذ الازمة سلسلة من التصريحات المعادية في دمشق، ودعا في الاسبوع الماضي الدروز والعلويين لدعم الثورة، بل وهاجم حلفاءه الروس حيث وصف موقفهم بانه غير مقبول اخلاقيا وسياسيا. ولم يكن جنبلاط يتحدث بدون سبب فقد قتل ثلاثة من الدروز في الثورة. ويدعو جنبلاط الآن العلويين الانضمام للثورة والتأكيد على انهم سوريون اولا وعلويون ثانيا. وان تحقق هذا فالاسد قد انتهى ويختم بالقول ان الارقام عن العاطلين عن العمل تظهر ان 58 بالمئة من الشباب تحت عمر 24 عاما عاطلون عن العمل بنسبة اكبر من مصر، وماذا يفعلون الآن ـ انضموا للثورة كما يقول.قصص المجازرفي تقرير كتبه مراسل صحيفة ’التايمز’ من على الحدود الاردنية للاجئين فروا من قرى في محافظة درعا بعد ان دخلها الشبيحة في خمس حافلات وجمعوا النساء والاطفال في ساحة قرية منها ونادوا بالمكبر قائلين انهم سيقتلون الاطفال ان لم يسلموا المقاتلين.ونقلت عن شادي الحريري، طالب جامعي انه كان مع عمته وابنيها عمر 16 عاما وشادي خمسة اعوام حيث امسك الشبيحة بابنيها وقالوا اي منهما تريدين ان نقتل ولم تكن قادرة على الاجابة فقتلوا الاكبر حيث فقدت الوعي. ويقول التقرير ان مثل كل اللاجئين على الحدود مع الاردن او تركيا او لبنان يحمل الخارجون من سورية قصصا عن القتل والذبح ولعل ابشع القصص تلك التي حملها معهم لاجئون من حمص، حيث قالوا ان كل حي في احيائها شهد مجزرة. ونقلت عن خالد عامل البناء قوله ان الجنود امسكوا اربع نساء من المدينة واخذوهن لاعلى بناية وعروهن من ملابسهن قبل رميهن، وقال ان جثثهن بقيت في الطريق قبل ان ينجح مقاتلو الجيش الحر باجبار القناصة على الانسحاب. ويقول ان حيا من الاحياء التي يتواجد فيها المقاتلون شهد اعتقال 240 شخصا قيدوا واطلق عليهم الرصاص. ويضيف ان نقاط التفتيش التي اقامها الجيش في الاحياء بدأت بعد الحادث باعتقال اي شخص تظهر هويته انه من سكان بابا عمرو. وينقل التقرير قصصا عن امرأة نسيت ابنها الصغير وهي تحاول الهرب للاردن، وتم العثور على ابنها من قبل الثوار.عن القدس العربي