القاهرة / سما / تحدثت صحيفة الإندبندنت البريطانية عن اللواء عمر سليمان، مدير المخابرات العامة ونائب الرئيس السابق حسنى مبارك، الذى توفى الخميس بمستشفى كليفلاند بكاليفورنيا. ووصفت الصحيفة البريطانية سليمان باعتباره حصناً لنظام مبارك. وقد لعب مدير المخابرات السابق أدواراً حاسمة على مدار العقود الثلاثة الماضية، فرغم بقائه بعيدا عن وسائل الإعلام والظهور العلنى، إلا أن كان له رأى فى كل قضية أمنية حيوية تواجه مصر. ومثل رئيسه، تشير الصحيفة، كان سليمان عدواً للإسلاميين فى أنحاء المنطقة وصديقاً لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل. ورغم ظهوره البارز خلال الثورة، حيث عُيّن نائباً لمبارك، لكن سليمان توارى وابتعد عن أعين الرأى العام بعد رحيل النظام، وقد عاد مرة ثانية كمرشح رئاسى، مما أثار المخاوف من عودة النظام القديم. وقالت الصحيفة إنه كان يعتقد، على نطاق واسع، أن المدير السابق للمخابرات هو الخيار المفضل لدى القيادة العسكرية لخلافة مبارك، مما خلق توتراً غير معلن بينه وجمال، نجل الرئيس. وقد شغل سليمان منصب رئيس المخابرات على مدار عقدين، حيث لعب دوراً رئيسيا خلف الكواليس، بصفته المسئول عن التعامل مع أهم القضايا التى تواجه الدولة المصرية، بما فى ذلك العلاقات مع أمريكا وإسرائيل والمحادثات مع الفلسطينيين. وكانت برقيات تابعة للخارجية الأمريكية، قد كشف عنها ويكيليكس، فضلاً عن ملفات سرية لوكالة المخابرات المركزية، قد أشارت إلى سليمان باعتباره قناة الوصل بين القاهرة وواشنطن فيما يتعلق بالتعاون فى مجال مكافحة الإرهاب. ويعتقد أنه لعب دوراً مباشراً فى برنامج الترحيل السرى الأمريكى، الذى ينطوى على إرسال الإرهابيين المشتبه بهم إلى مصر لاستجوابهم وتعذيبهم أحياناً. وتختم الصحيفة قائلة إن هذا الرجل المهذب الغامض، باعتباره واحداً من أقرب مستشارى الزعيم المستبد، فإنه أخذ كثيرا من أسرار النظام الساقط إلى مقبره.