خبر : لا يستطيع معارضو الهجوم ان يكونوا متفائلين برغم الضغط الامريكي / بقلم: عاموس هرئيل / هآرتس 18/7/2012

الأربعاء 18 يوليو 2012 03:18 م / بتوقيت القدس +2GMT
لا يستطيع معارضو الهجوم ان يكونوا متفائلين برغم الضغط الامريكي / بقلم: عاموس هرئيل /  هآرتس  18/7/2012



سُجلت هدنة طفيفة للقطار الجوي من المسؤولين الامريكيين الكبار الى اسرائيل بين نهاية زيارة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون والمجيء المتوقع لوزير الدفاع ليون بانيتا في الاسبوع القادم. ان الطرفين يحرصان نحو الخارج على عرض مهذب قدر المستطاع للاختلافات الأساسية في الرأي بينهما فيما يتعلق بالعلاج المناسب للتهديد الذري الايراني. وتستطيع كلينتون بالفعل ان تعلن الى الغد "أننا جميعا في الصفحة نفسها" في شأن ايران. والصمت غير العادي للقيادة الاسرائيلية عن هذه المسألة في الاسابيع الاخيرة، والحركة النشيطة في الخط بين واشنطن والقدس في أعقاب ذلك، يُعبران عن قلق امريكي حقيقي من نوايا اسرائيل المحتمل.             ان التوتر في العلاقات بين الدولتين في مسألة ايران ظاهرة موسمية: فقد جربنا مثله في الخريف الماضي والذي سبقه ايضا. وقد يكون هذه المرة ذا تأثيرات أكثر حدة مما كان في الماضي. فقد تعلمون انه برغم وعود كلينتون باظهار "حكمة وإبداع" في التعامل مع الايرانيين، لم يطرأ تغيير حقيقي على التحليل الامريكي للصورة أو ما يجب ان يتم فعله في شأنها: فواشنطن ما تزال تقدس العقوبات في حين تشك اسرائيل في جدواها.             زعم رئيس لجنة الخارجية والامن في الكنيست، عضو الكنيست روني بار أون (كديما) أمس ان ايران قادرة على مواجهة العقوبات التي فرضت عليها مدة سنة اخرى على الأقل. وتقول اسرائيل بقوة انها لا تستطيع ان تنتظر زمنا طويلا جدا وذلك في الأساس بسبب الخشية من ان تستغله طهران لاكمال ادخال البنى التحتية الذرية المركزية الى "نطاق الحصانة" من قصف جوي. والناس الذين يتحدثون في هذه الايام الى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتبين لهم انه يوحي بتصميم أكبر مما كان من قبل على الحاجة الى هجوم اسرائيلي.             اذا استقر رأيه في نهاية الامر على الهجوم – وتعلمون ان هذا القرار لم يتم اتخاذه بعد – فيجب عليه ان يأخذ في حسابه ثلاثة تأثيرات اشكالية ممكنة وهي: ازمة شديدة في العلاقات مع الامريكيين، وخطر محتمل هو هجوم طويل بالصواريخ والقذائف الصاروخية على الجبهة الاسرائيلية الداخلية والخوف من ان يمنع عدم وجود تأييد دولي لاجراء اسرائيلي من طرف واحد الضغط المستمر بعد الهجوم الذي هو حيوي لضمان ألا يعاود الايرانيون بناء المشروع سريعا جدا.             والمشكلة هي ان حماية الجبهة الداخلية واستمرار الضغط على طهران ايضا متعلقان تعلقا كبيرا بحسن العلاقات بالامريكيين. ان عناصر حيوية في حماية الجبهة الداخلية من الصواريخ تعتمد على ارادة الولايات المتحدة الخيرة، وسيكون من الصعب من غير جهد آخر من واشنطن احباط تجديد ايران للتسلح الذري. وفي الاثناء يعاملنا الامريكيون بقفازات حرير، وقد يتغير هذا اذا تجاهل نتنياهو تحذير الرئيس براك اوباما وهاجم ايران عشية الانتخابات في الولايات المتحدة. وقد لا يكون اعلان كلينتون أمس اللاذع والمباشر والذي قال ان الجاسوس الاسرائيلي جونثان بولارد سيبقى في السجن الى الأبد، قد لا يكون مقطوعا عن هذا السياق.             ما يزال مبلغ الفائدة التي سيجلبها هجوم عسكري اسرائيلي مختلفا فيها اختلافا شديدا ولا سيما سؤال كم سينجح القصف في تأجيل المشروع الايراني. ويبدو مع ذلك أنه يحسن بمعارضي الهجوم ألا يُنموا توقعات مفرطة تتعلق بالقدرة على احباط هذا الاجراء. اذا كانت اسرائيل في الحقيقة قد واجهت معضلات كهذه في الماضي كما تزعم وسائل الاعلام الاجنبية على الدوام، فان الحيرة كانت حينما كان البرنامج الايراني في مرحلة أقل تقدما. وفي هذه المرة، وقد أصبحت الساعة تتكتك بقوة أكبر مما كانت في الماضي، سيكون السؤال الرئيس هو الالتزام العقائدي والتاريخي لرئيس الوزراء بأن يمنع ما نعته نتنياهو منذ سنين بأنه خطر محرقة ثانية.