خبر : مطالبة "مرسي" بالتدخل وتفكيك السلطة اصبح حلما..كهرباء غزة اصبحت "ام المعارك والكفر بالوطن والقضايا الكبرى سيد الموقف"

الثلاثاء 17 يوليو 2012 11:03 ص / بتوقيت القدس +2GMT
مطالبة



غزة / خاص سما / فجأة وبدون مقدمات وقرابة الساعة العاشرة ليلا تقريبا انطلقت صرخات فرح من حناجر مئات الاطفال في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين حتى خيل الى المستمع والمشاهد ان هدفا احرزه لاعب برشلونة الشهير "ميسي" في مرمى ريال مدريد. الصرخات المبتهجة كانت بكل بساطة تعبير طفولي عن وصول الكهرباء بعد قطع دام اكثر من 10 ساعات في ظل هذا الحر القاتل المغموس بالدم والسياسة والمزايدات.الغزيون اعتقدوا ان الامال والاحلام الموصولة بالسياسة حان وقت تجسيدها بعد محاولات المصالحة الاخيرة والبترول القطري وفوز الرئيس الاخواني برئاسة مصر ليكتشفوا ان لا شئ تغير وكان المعاناة والقهر هي الاصل والثابت وما غير ذلك متغير تافه لا يغني ولا يسمن من جوع. يقول المواطن "سعيد ابو حمد" 44 عاما من مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين "لا اريد ان يحدثني احد عن الصمود والمقاومة عبر فائدة العتمة وتنظيم التيار الكهربائي ودوره في تحرير القدس ويافا وحيفا لاننا سنبقى في هذا الحال لمئة عام اخرى". وقال " الكل يتعامل معنا وكاننا بلا احاسيس وكاننا كلاب ضالة وجدوها على قارعة طريق ويطعمونها الفتات والمعاناة". ويطالب المواطن "سعد رمضان" من مدينة غزة الرئيس مرسي بانقاذ غزة وتمديد الكهرباء لها " الرئيس المصري وعد برفع الحصار عن غزة فورا قبل الانتخابات ولا يمكن الان القبول باستمرار الوضع كما كان سابقا لان البعض بدأ يتحدث بان الاخوان المسلمين يحاصرون غزة" موضحا " كنا نتهم نظام مبارك بانه عميل ويتامر مع اسرائيل ورام الله لقطع الكهرباء وزيادة معاناة غزة" . وتساءل"ماذا نقول الان في ظل وجود رئيس اسلامي لمصر والاخوان يحكمون غزة والقاهرة؟. المواطنة "يسرى" 45 عاما من مدينة دير البلح تقول "على القيادات ان تخجل الان فلم يعد احد يتحدث عن فلسطين بل يتحدث الجميع عن الكهرباء وجداول القطع والماتورات والسولار والحر والدواء المفقود ..لقد اصبح الحديث عن فلسطين والقدس ترفا وصراخا لا يسمع له احد". وتضيف" اقترح على حكومتي فتح وحماس ان يفككوا السلطة ويعيدوا الاحتلال حتي يتحمل مسؤولياته وتعود البوصلة للشعب والامة الى فلسطين بدلا من ان تصبح البوصلة البنزين وماتورات "ابو خمسة كيلو" ومحطات البترول . وتابعت"هنيئا لك يا اسرائيل فلا احد يتحدث عن جرائمك الان في غزة هاشم فغزة تتحدث عن فقرها وسولارها وكهربائها وسينشا جيل لا يعرفك مستقبلا وسنورث ابناءنا مشاكلنا البعيدة عنك". ويعتبر المواطن "رامي حمدان" 43 عاما من شمال قطاع غزة ان المراهنة على صبر اهل القطاع وان الناس بامكانهم تشرب تلك الماساة لسنوات هو خطأ كبير موضحا" مستعدون للتضحية من اجل فلسطين والقدس والتحرير ولكننا لسنا مستعدون للمعاناة والقهر من اجل انقسام مخجل اصبح لا فائدة من وراءه ويرفضه الجميع بلا استثناء الا بعض المستفيدين منه سياسيا وماديا. وكانت سلطة الطاقة والموارد الطبيعية في غزة اعلنت اليوم عن جدول الكهرباء الذي من المقرر العمل به في محافظات القطاع خلال شهر رمضان, المتوقع انطلاقه -حسب المرصد الإسلامي العالمي- السبت المقبل.وقال أحمد أبو العمرين مدير مركز المعلومات في تصريح لفضائية "الأقصى" مساء الاثنين, إن جدول الكهرباء المعمول به قبل بداية رمضان سيتمر على ما هو عليه, مع تغير مواعيد قطع التيار ووصله.وأوضح أن ساعات القطع ستتغير بدلاً من الساعة العاشرة ليلاً والسادسة صباحاً إلى الحادية عشر ليلاً والسابعة صباحاً والثالثة مساءً, مع ثبات مدة القطع المتعارف عليها والتي تبلغ 8 ساعات. من جهته قال عضو المجلس التشريعي عن حركة " فتح" د" فيصل أبو شهلا"  اليوم أن هناك أصابع اتهام متعددة تحاول أن تستثمر أهل قطاع غزة باستمرار قطع الكهرباء بشكل مستمر عنه . ودعا " أبو شهلا" إلى إغلاق ملف أزمة الكهرباء في غزة  بأسرع وقت ، ومحاسبة كل من يتورط بفعل ذلك  . وطالب بتشكيل لجنة تقصى حقائق من كافة الفصائل الفلسطينية لمتابعة ومراقبة أزمة الكهرباء وتحديد المسئول عن مفتعلي الأزمة . من جهته قال النائب عن حماس الدكتور يحيي موسى’ أن الأزمة سياسية يفتعلها عباس من اجل أهداف وهمية تتعلق بإخضاع حماس والضغط عليها سياسياً’ وقال موسى ’ ما يعطل حل مشكلة الكهرباء هو قرار سياسي من محمود عباس من أجل الضغط على حركة حماس للحصول على مكاسب وهمية تتعلق بخضوع حماس من خلال الكهرباء والدواء ’. وأكد موسى أن النائب أبو شهلا يعلم الحقيقة كاملة ، متهما إياه بمحاولة تعويم المشكلة وإظهارها على أنها إدارية رغم أنها سياسية من الطراز الأول -حسب وصفه- وقال :’ عباس يريد استمرار الأزمة تحت ذريعة أن عودة الأمور لمسارها الصحيح في غزة وانتهاء الأزمات فيها يعزز الانقسام ، دون أن يلتفت لآلام الشعب الفلسطيني وعذاباته في ظل الأزمات المتلاحقة ’. ودعا موسى النائب أبو شهلا إلى التحلي بالشجاعة والحديث بالحقيقة كاملة ، مطالباً إياه بالتقدم بالحل ، معرباً عن استعداد القائمين على الوضع في غزة مساعدته لإنهاء الأزمة بالصورة التي يراها بعيداً عن دفع الأثمان السياسية . وأشار النائب موسى إلى الحملات الالكترونية التي يقيمها بعض الشباب الفلسطيني في غزة من أجل حل مشكلة الكهرباء في غزة ، ومطالباتهم بإقالة بعض المسئولين في سلطة الطاقة ، داعياً إياهم إلى اجتماع في مقر المجلس التشريعي بحضور رئيس سلطة الطاقة والقائمين على الملف في غزة للاستماع إلى الحقيقة كاملة من مصادرها المعتمدة والمطلعة قبل القيام بحراكهم الشبابي في الاتجاه الخاطئ . من جهته قال الكاتب والناشط الحقوقي مصطفى ابراهيم"ازمة الكهرباء اصبحت أولوية مقدمة على كل الأولويات، ومع ذلك نقول وفي داخلنا حزن وألم كبيرين وفي حلوقنا غصة، أن من يتحمل المسؤولية هو الاحتلال، ولا حل لنا إلا بإتمام المصالحة، واحترام دماء الشهداء وحفظ كرامات الناس. إن الاستمرار في الانقسام يعني اضاعة الامل وتدمير ما تبقى من عدالة قضيتنا والمشروع الوطني والمقاومة".واضاف ابراهيم "السب والشتم والتخوين وتحميل المسؤوليات والمزايدات والتكفير، والكفر بالوطن والقضية الكبرى سيد الموقف، حالنا لا يشبه اي حال، نحن شعب يرزح تحت الاحتلال، اسسنا نظام سياسي منقوص السيادة وندعي تعزيز صمود الناس، وبأننا قادرون على بناء مؤسساتنا في ظل الاحتلال والحصار".وقال"حتى الان لم نتمكن من تقديم النموذج الافضل من الحكم الصالح الرشيد، حكامنا السياسات كانت ولا تزال غير عاقلة وليست رشيدة وبعيدة عن الشفافية والمحاسبة ومصارحة الناس، انطلقوا من رؤاهم الخاصة، لتزداد الامور تعقيداً".واكد ان "معركة الكهرباء في غزة أصبحت ام المعارك، الناس لا يطلبون المستحيل، ويدركون ان الاحتلال يتحمل المسؤولية الاولى والأخيرة، ويفرض عقابا جماعيا على كل الناس".