خبر : أكارثة ورمز/بقلم: حاييم شاين /اسرائيل اليوم 16/7/2012

الإثنين 16 يوليو 2012 12:53 م / بتوقيت القدس +2GMT
أكارثة ورمز/بقلم: حاييم شاين /اسرائيل اليوم 16/7/2012



 في هذه الساعات حقا يغير الاحتجاج الاجتماعي في صيف 2012 اتجاهه. فقد كان احتجاج الصيف الماضي هو احتجاج الطبقة الوسطى التي شعرت بأنها تحمل على كاهلها عبئا ثقيلا. وتحول الاحتجاج في الصيف الحالي ليصبح من نصيب مجموعة صغيرة في المجتمع الاسرائيلي ضعيفة من جهة اجتماعية اقتصادية، دُفعت الى طريق بلا مخرج وليس عندها ما تخسره في رأيها. نشأت في دولة اسرائيل صفة نشيط اجتماعي، وهذه مهنة جديدة هدفها تأجيج احتجاج اجتماعي واخراج الناس الى الشوارع واغراء المحتجين بالسلطة الشرعية المنتخبة. والصيف هو دائما الوقت المختار بحيث يوجد للمحتجين زمن فراغ. والنشطاء الاجتماعيون معنيون بالاحتجاج أكثر من عنايتهم بالمحتجين أنفسهم لأن تنظيم الاحتجاج هو اختصاصهم. ومن الحقائق ان اولئك النشطاء الاجتماعيين الذين قادوا الاحتجاج السابق هم الذين يستعملون الاحتجاج الحالي. لست أعرف قيادة الاحتجاج شخصيا لكن يُخيل إلي أنه لا يوجد في سجلها نشاط من اجل اولئك الجياع اليائسين الذين يملأون صفوف الاحتجاج المتجدد بعد انهيار الاحتجاج السابق. فشل احتجاج الصيف الماضي الذي حظي بدعم ضخم من وسائل الاعلام. وقد فشل لأنه يعيش في دولة اسرائيل ناس أذكياء جدا فهموا سريعا جدا البرنامج السياسي لقادة الاحتجاج. وحينما تبين انه يقف وراء الاحتشاد الشعبي في الظاهر اساتذة جامعات ذوو تصور شيوعي، ونشطاء فوضويون ومال اجنبي واعلام متآمر وساسة صغار، تلاشت قاعدة الاحتجاج وذابت لأنه لا يمكن خداع الجمهور الاسرائيلي مرتين. ان الثورة تحتاج في حالات كثيرة الى رموز، رموز تؤجج الغرائز وتثير شعورا بالعطف وتوقع على أوتار لطيفة في اللاوعي الجماعي للمجتمع، من ناس مستعدين للهجوم بأيدٍ مجردة على الجيش والانتحار على مرأى ومسمع من الأمة أو حرق أنفسهم ممن كانوا دائما هوى ومطمح الثوار. وهؤلاء الصدّيقون يتم عملهم بواسطة قطع جلود الآخرين. كان موشيه سيلمان رجلا مسكينا، وهو منذ سنين يتمسك بالحياة بأظفاره الى ان ضاق ذرعا. والحديث عن مأساة فظيعة، وأنا على يقين من أن خصوصيته ستُنقض وان وسائل الاعلام ستعطينا معلومات كثيرة عن حياته وعن عائلته. ويوجد في اسرائيل غير قليل من الناس الذين خسروا ممتلكاتهم ويحتاجون الى المساعدة، لكن المسافة من هنا الى محاولة شخص احراق نفسه علنا مسافة طويلة. سيحتضن الثوار الآن الى احتجاجهم صور موشيه سيلمان المحترق الفظيعة. وسيتحول الوقود الذي صبه على نفسه سريعا الى وقود يحتاج اليه الثوار لنفخ الروح في ثورتهم. فهذا استعمال هازل لكارثة انسان ضاق ذرعا بحياته بسبب وحدته. ان رؤساء الاحتجاج ووسائل الاعلام سيُعظمون العمل البطولي في ظاهر الامر من اجل حاجاتهم. وسيعرضون محاولة الانتحار على أنها انجاز مدهش للثورة. وأنا آمل فقط ألا يُغرى ناس آخرون حالهم سيئة بأن يخدموا الثورة الكاذبة ويحرقوا أنفسهم. من الواجب على سلطات الدولة ان تعتني باولئك الأفراد اليائسين. لكن هناك واجب أكبر ملقى على العائلة وعلى الجيران وعلى الاصدقاء ان يتبينوا ويساعدوا الناس الذين هم في عُسر. لأنه اذا عمل النشطاء الاجتماعيون عملا أقل بالسياسة وأكثر بالنشاط الاجتماعي فسيكون من الممكن منع اعمال اليأس والعجز.