بالذات في احتفال الذكرى الرسمية لبنيامين زئيف هرتسل، الذي أُجري أمس في جبل هرتسل في القدس، اختار رئيس الدولة شمعون بيرس اطلاق تصريح من شأنه ان يثير عاصفة ولا سيما في اليمين. فقد قال "الاستيطان الاسرائيلي في المناطق من شأنه ان يؤدي الى تغيير ديمغرافي مهدد". في بداية حديثه شرح بيرس بأن الاستيطان في المناطق المأهولة باكتظاظ بالسكان العرب من شأنه ان يعرض للخطر الاغلبية اليهودية في بلاد اسرائيل. "دولة يهودية بدون اغلبية يهودية، مشكوك ان تتمكن من البقاء يهودية"، حذر. "الاستقلال الوطني في العالم الديمقراطي يفترض الحفاظ على اغلبية يهودية، وهوية قومية في العالم متعدد الثقافات تستوجب الحفاظ على التميز الروحاني للشعب اليهودي. عندما قال هرتسل "إن شئتم فهذه لن تكون اسطورة"، ولم يكن يقصد التنازل عن الاسطورة، بل العكس. فدون ارادة للاسطورة، بمعنى للرؤيا أو الحلم، لا يمكن ان توجد دولة يهودية". وتعقيبا على ذلك قال رئيس لجنة رقابة الدولة، النائب اوري اريئيل، من الاتحاد الوطني: "مؤسف ان رئيس الدولة يقع مرة اخرى في خطيئة قول بائس يمس بأجزاء واسعة من الشعب. هذا قول موضع خلاف، من مدرسة "الشرق الاوسط الجديد"، وهو يمس أولا وقبل كل شيء بشرف مؤسسة الرئاسة المؤتمنة على حماية وحدة الشعب". أما النائب ميخائيل بن آري من الاتحاد الوطني فقد قال: "من الخجل والعار ان في ذكرى رسمية لهرتسل يسمح لنفسه الرئيس بالحديث في السياسة وبنقل رسالة مناهضة للصهيونية. بيرس لا يتعلم من أخطاء الماضي. هرتسل حلم بدولة الشعب اليهودي وبيرس يحلم بالشرق الاوسط الجديد النظيف من اليهود". رفيقه في الكتلة، النائب أريه الداد قال "ان الرجل الذي يقف خلف مصيبة اوسلو، المسؤول عن ألف خطأ استراتيجي وأيا من أحلامه لم يتجسد، تفوه بالتوقع المغلوط رقم 1001". أما أمين عام "السلام الآن"، ياريف اوفن هايمر، فأيد اقوال الرئيس وقال انها "صحيحة، ولكن خسارة أنها قيلت بتأخير أكثر من ثلاثين سنة".
