القرار الدراماتيكي للمحكمة المركزية في القدس بتبرئة ساحة اولمرت من بندين أساسين في لائحة الاتهام واللذين بناءا عليهما قُدم الى المحاكمة، أدخل أمس الى الحراك الساحة السياسية وأعاد الوهج الى وجوه النواب من كديما. فجأة باتوا يرون اولمرت من كفيل بانقاذ الحزب من الفناء السياسي. رئيس كديما، شاؤول موفاز، سارع أمس الى اصدار بيان هنأ فيه اولمرت على تبرئته وأشار الى الحقوق الكثيرة التي له. غير ان نواب في كديما قالوا، علنا وسرا، بأن اولمرت سيجتاز بسلام كل العوائق القانونية المتبقية له، وهو الوحيد في مركز الخريطة السياسية القادر على نزال جدير لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو واعادة بناء الحزب. تعبير عن ذلك قدمه أحد كبار كديما، صديقه، رئيس لجنة الخارجية والامن، النائب روني بار أون، حين قال "اهود اولمرت كان رئيس وزراء ممتاز ورئيس كديما ممتاز، واذا أراد، وأنا أفترض انه يريد، واذا لم يرد فسيكون هناك من يدفعه الى ان يريد، العودة الى الساحة السياسية – وهو سيجد مكانه المناسب"، قال بار أون. "كل الآخرين، بما في ذلك الموجودين وغير الموجودين، سيُجرون حسابهم". أبروم بورغ، صديق اولمرت، كان أمس في المحكمة وهنأه بعد القرار. "اذا كان اولمرت سيعود الى السياسة فان كل اللعبة تتغير بشكل دراماتيكي"، قال بورغ. "باراك لا يمكنه ان يكون رئيس وزراء، شيلي يحيموفيتش لا تزال لا يمكنها، موفاز ألغى نفسه، ليبرمان متورط مع النيابة العامة ويئير لبيد لا يريد. الوحيد القادر، بل والذي أثبت بأنه يمكنه ان يكون رئيس وزراء هو اولمرت. في أعقاب تبرئته من معظم الاتهامات ضده، فقد تحول من رئيس وزراء سابق الى رئيس وزراء بالانتظار". وكي يحصل هذا ينبغي لاولمرت ان يأمل ألا تستأنف النيابة العامة على تبرئته، ألا يُفرض عليه عار وبالأساس ان يخرج بريئا ايضا من دوره في محاكمة هولي لاند. اذا حصل كل هذا، كما تُقدر اوساط الساحة السياسية، فان اولمرت كفيل بأن يعود قُبيل الانتخابات القادمة كي يتنافس على رئاسة كديما أو حتى رئاسة كتلة وسط – يسار كبيرة بروح أفكار صديقه حاييم رامون. "تحدثت مع اولمرت قبل القرار وهنأته بعده"، قال رامون لـ "معاريف". "أعربت أمامه عن فرحتي الكبرى. أفترض أننا سنتحدث ونلتقي قريبا". ومع ذلك، رفض رامون تناول مسألة مستقبل اولمرت السياسي. يئير لبيد، صديق اولمرت، هنأه بقرار المحكمة، رغم ان عودة اولمرت الى الساحة السياسية تؤثر عليه ايضا، كمن أقام حزب وسط جديد. تسيبي لفني، التي لا يكن لها اولمرت الكثير من المحبة، اتصلت وهنأته. في مكتب رئيس الوزراء تابعوا أمس باهتمام التقارير عن محاكمة اولمرت والآثار السياسية المرتقبة. في بيان قصير نشره نتنياهو جاء: "أُعرب عن ثقتي الكاملة في الساحة القضائية وأُهنيء اهود اولمرت على تبرئته من بندين من ثلاثة اتُهم بها". أحد اعضاء كتلة الليكود قال أمس: "نتنياهو يأمل ألا يأسف في نهاية المطاف على انه لم يقرب موعد الانتخابات". في شاس سارعوا الى القفز على الفرصة، ارسال تهنئة حارة بل وعناق حميم لاولمرت وأبناء عائلته على المعاناة التي اجتازوها في السنوات الاخيرة، ربما كاشارة عن "المعاناة" التي تسبب بها لهم اولمرت في موضوع قانون طال. متضررة محتملة اخرى من عودة اولمرت الى الساحة السياسية هي رئيسة العمل ورئيسة المعارضة شيلي يحيموفيتش. في بيان نشرته أمس يحيموفيتش وجهت الانتباه الى انه "لاول مرة في اسرائيل يُدان رئيس وزراء بخرق الثقة" وشددت على انه يتعين على الشرطة والنيابة العامة التصرف تجاه قادة الدولة مثل آخر المواطنين. والآن تتابع كل الاحزاب بتأهب التطورات المتعلقة بمستقبل اولمرت. لهذه التطورات كفيل بأن تكون آثار على الساحة السياسية بأسرها. العوائق في الطريق الى العودة ما الذي يقف في وجه عودة اولمرت الى الحياة السياسية والعامة امكانية الاستئناف – اذا استأنفت النيابة العامة للعليا على التبرئة، فعودة اولمرت ستُجمد. مسألة العار – المحكمة كفيلة بأن تقرر بأنه يوجد عار في مخالفة خرق الثقة في قضية مركز الاستثمارات. بند العار أو عقوبة السجن التي تفرض عليه ستمنع اولمرت من ان يكون وزيرا أو نائبا. قضية هولي لاند – رئيس الوزراء السابق هو أحد المتهمين في المحاكمة، التي بدأت قبل اسبوعين فقط. طالما توجد ضده لائحة اتهام لا يمكنه ان يكون وزيرا. موعد الانتخابات – يحتمل جدا ألا تنتهي المحاكمة حتى الانتخابات، حتى لو لم يُقدم موعدها.