خبر : معارضة الاشتراكية القومية في اسرائيل / بقلم: زئيف شترنهل / هآرتس 11/7/2012

الأربعاء 11 يوليو 2012 12:26 م / بتوقيت القدس +2GMT
معارضة الاشتراكية القومية في اسرائيل / بقلم: زئيف شترنهل / هآرتس  11/7/2012



 كان تركيب المشاركين في المظاهرتين الكبيرتين الاخيرتين مختلفا في الحقيقة، لكن كان بينهما قاسم مشترك هو وهم ان الحياة في اسرائيل يمكن ان تستمر في السير مثل كوكب سيار بعيد مستقل. اجل انه مما يريح أكثر الاسرائيليين ان يكتموا حقيقة ان كل نقاط ضعف المجتمع متصل بعضها ببعض. فاذا كان "الشعب يطلب عدالة اجتماعية"، أي العدالة له هو نفسه، فيجب ان ندرك انه لن يحصل عليها من غير عدالة للجميع.             ليس صدفة ان مجتمعنا الاستعماري والمحافظ الجديد وهو من المجتمعات الأكثر عدم مساواة في الغرب بعد الولايات المتحدة فقط. وليس صدفة ان المتظاهرين لم يخرجوا للنضال تحت شعار "العدل للجميع"، لأن العدل والمساواة قيمتان عامتان وليس جميع المجتمعين في باحة متحف تل ابيب معنيين حقا بهاتين القيمتين، فكثيرون وفي مقدمتهم هستدروت الطلاب الجامعيين يرون ان "العدالة" المحدودة التي تتلخص بقروض سكنية رخيصة وبناء للايجار ويوم دراسي طويل في المدارس ومنح من جامعات يمكن بيقين ان تعايش التمييز العرقي، مع رفض سافر لحقوق انسان اساسية لغير اليهود وسلطة استعمارية فظة وعنيفة في المناطق.             ان المركز – اليسار الاسرائيلي وبخلاف الزعم السائد حقا ليست له أية صلة بالاشتراكية الديمقراطية التي هي مصطلح مؤلف من أفضل ما في الاشتراكية وأفضل ما في الليبرالية. والاشتراكية والليبرالية تتناغمان بفضل مضامينهما الاخلاقية والثقافية وتتحدان على رؤية الانسان هو الهدف النهائي لكل أنشطة المجتمع والدولة. وبحسب التصور الاشتراكي الديمقراطي لا تُرى الدولة هدفا بل وسيلة لتحقيق حقوق الانسان ولهذا لا تستطيع الاشتراكية الديمقراطية ان تسلم لرفض حقوق البشر مهما كانوا. والحديث في واقعنا عن مواطنين اسرائيليين غير يهود وعن مهاجرين ليسوا مواطنين وعن سكان يقعون تحت الاحتلال في المناطق. والمركز – اليسار لا يهتم بهؤلاء الناس ولهذا لا يستحق ان يسمى "اشتراكية ديمقراطية".             القصد الى حزب العمل قبل كل شيء بالطبع. فهذا الحزب كما حددت عضو الكنيست شيلي يحيموفيتش أهدافه ليس أكثر من حزب اشتراكي قومي قريب من الليكود بتصوره السياسي. بل إن حقيقة ان الابقاء على الاحتلال يجيء على حساب دولة الرفاه لا تقلقه. وزعم يحيموفيتش انه ينبغي انهاء التقسيم المُشل بين يمين سياسي ويسار سياسي وان تُحصر العناية في النضال الاجتماعي، يُحرف جوهر الاشتراكية الديمقراطية ويخدم أهداف اليمين بصورة واضحة. ويحتاج فوق ذلك الى بلادة حس فريدة في نوعها للايمان بأن مسألة العلاقات الاجتماعية المعوجة في اسرائيل يمكن حلها بتجنيد الحريديين وارسال العرب للخدمة المدنية.             والحقيقة هي ان النضال لتجنيد الحريديين ليس له معنى حقيقي، كما ان فرض الخدمة المدنية على الشباب العرب ايهام. يجب على الحريديين مقابل التأييد الرسمي السخي ان يهيئوا أنفسهم قبل كل شيء للعمل في جهاز اقتصادي حديث وان يبدأوا تعلم الرياضيات والعلوم والانجليزية والتاريخ وبعد ذلك فقط، اذا حصل ذلك أصلا، يتم التجنيد. وكذلك من أراد اندماج العرب وجب عليه ان ينهي الاحتلال وان ينفق على مجتمعهم وبناهم التحتية وآنذاك سيجندون أنفسهم للجيش راغبين لأنهم سيدركون ما تبين لآخرين قبل ذلك وهو ان الجيش وسيلة ناجعة لا نظير لها الى التقدم الاجتماعي السريع.             والخلاصة هي ان النضال الحقيقي يجب ان يتم لمواجهة الاحتلال الذي يُفرغ المجتمع الاسرائيلي من مضامينه الاخلاقية ويضر بمستوى حياة الضواحي، ولمواجهة المحافظة الجديدة وعبادة اقتصاد السوق، في نفس الوقت، ولا طريقة للفصل بين وجهي الواقع هذين.