خبر : الهجوم على ايران متعلق بغانتس / بقلم: ألون بن دافيد / هآرتس 9/7/2012

الإثنين 09 يوليو 2012 02:06 م / بتوقيت القدس +2GMT
الهجوم على ايران متعلق بغانتس / بقلم: ألون بن دافيد / هآرتس 9/7/2012



متى ستحين لحظة الحسم. هل بدأ رئيس الوزراء ووزير الدفاع اللذان هددا العالم الى الآن بأنهما يوشكان ان يهاجما ايران لحث المجتمع الدولي، هل بدءا يؤمنان بتهديداتهما وبالحاجة الى تنفيذها؟ ان العسكريين ذوي الصلة بهذا الشأن يسيرون وكأنهم يحملون حملا ثقيلا.             الفترة الزمنية قصيرة. ويرى بنيامين نتنياهو واهود باراك انه ينبغي الهجوم قبل انتخابات الرئاسة الامريكية في تشرين الثاني، وأنه ينبغي ان يبدوا أنهما يؤجلان العقوبات التي فُرضت على ايران في مطلع الشهر بضعة اسابيع. ولهذا فان نافذة الفرص الضيقة هي بين آب وتشرين الاول.             سيُعقد المجلس الوزاري المصغر – الذي تُضمن فيه بحسب التقديرات دائما تقريبا أكثرية لاقتراح الهجوم – قبل الهجوم بزمن قصير لمنع تسريب الأنباء. ويعلم نتنياهو وباراك ان بضعة اشخاص مستعدون للاضطجاع على سكة الحديد لوقف الانطلاق الى حرب لا حاجة اليها، أولهم رئيس الدولة شمعون بيرس الذي قد يخطو خطوة بعيدة كابلاغ البيت الابيض اذا عرف قبل ذلك بخطط الهجوم. وسينتظرهما في الساحة العامة مئير دغان ويوفال ديسكن وربما غابي اشكنازي ايضا الذي سيُنحي جانبا للحظة اعتبارات تقرير هرباز كي يوقف الكارثة المقتربة.             لكن الرجل الرئيس الحقيقي والوحيد القادر على إفشال الحماقة هو رئيس هيئة الاركان بني غانتس لأنه لا يمكن في دولة اسرائيل الخروج لحرب من غير تأييد رئيس هيئة الاركان، وغانتس بمواجهة وجها لوجه أو بجر قدميه هو الذي سيحول بيننا وبين "500 قتيل فقط"، كما قال اهود باراك. ان الحِمل الموضوع في هذه الايام على كتفي هذا الرجل الدمث الذي ينفر من المواجهات الشخصية، يلاحظ عليه. لن يستطيع رئيس الموساد ولا رئيس شعبة الاستخبارات ولا قائد سلاح الجو صد حلم نتنياهو وباراك الأعوج برغم ان هؤلاء الثلاثة يتحفظون منه.             ان غانتس الذي سيُتم قريبا نصف الولاية القصيرة التي مُنحت له ما تزال تعوزه الصلاحيات التي كانت لسلفه اشكنازي، لكنه يحمل في جعبته بوصلة اخلاقية دقيقة. فقد امتنع عن مواجهة باراك في تعيين الجنرالات وربما يستكين ايضا في مسألة تعيين نائب رئيس هيئة الاركان، لكنه يعلم ان الهجوم على ايران والحرب التي ستأتي في أعقابه أمر مختلف.             سيكون لكل كلمة يختارها في هذا الجدل المصيري وزن حاسم. ولن يستطيع غانتس ان يسلك مرة اخرى سلوك نادل يعرض الوجبات المختلفة في قائمة الطعام وثمن كل احتمال. وسيجب عليه في هذا الشأن ان يشير الى طريقة العمل الصحيحة في رأيه وهي لا تشمل الهجوم على ايران الآن.             يعرف غانتس التقدير الرائج ان أكثر الاحتمالات تقول ان هذا الهجوم فضلا عن أنه لن يوقف القنبلة الذرية الايرانية قد يُعجل ايقاع تطويرها وستُجر اسرائيل الى حرب مؤلمة لا تحسمها، لكنها ستحكم عليها بالشلل وبضرر بالغ بالجبهة الداخلية وقد يتغير بعدها وجه المجتمع الاسرائيلي، فهي حرب قد يزن اسرائيليون كثيرون على أثرها من جديد مستقبلهم في هذا المكان.             لن تُهزم اسرائيل في مواجهة عسكرية لحزب الله وايران وربما لسوريا ايضا، ولن تُخرب ايضا. لكن حينما ينقشع الغبار وندرك ان هذه الحرب لم تكن ضرورية ولم تحرز هدفها ايضا سيكون من الصعب ان نتفهم حتى ان يسقط أقل من 500 قتيل. وكل هذا الوزن موضوع الآن على الكتفين الضيقين لضابط واحد.