عمان / سما / قال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشعل، ان جهود المصالحة مستمرة وان ثمة ترتيبات لعقد لقاء بينه وبين الرئيس محمود عباس، مشيراً الى ان المصالحة قطعت شوطاً كبيراً، وتم إنجاز عدد من الملفات، مثل تبادل حركتي حماس وفتح الاسماء المقترحة لتشكيل الحكومة. وجاءت تصريحات مشعل هذه، عقب تصريحات مناقضة كان أدلى بها نائبه، موسى ابو مرزوق، في حديث خاص لـ" القدس" نفى من خلالها وجود ترتيبات قريبة للقاء قد يجمع الرئيس محمود عباس، ورئيس مكتب حماس السياسي خالد مشعل. وقال مشعل في لقاء مع مجموعة من الصحفيين، والكتاب الفلسطينيين والاردنيين، في مقر اقامته في العاصمة الاردنية عمان، مساء اليوم:" هناك تدخلات خارجية وعوائق داخلية سببها الابطاء لدى البعض، ووجود شكوك وتخوفات لدى البعض الاخر، اضافة الى طغيان الحزبية الضيقة في بعض الاحيان، وكلها تقف في وجه المضي في جهود المصالحة." واضاف ان حركة حماس "مارست مرونة عالية، وقدمت تنازلات كبيرة، وان الجهود مازالت تبذل لتذليل العوائق والعقبات التي تحول دون اتمام هذه المصالحة." ولفت الى ان الاردن عرض جهوده للمساعدة في اتمام المصالحة، وحماس من جانبها ترحب بهذا الدور الى جانب الدور المصري، وقال "ان مصر بحكم التاريخ هي الراعي التاريخي، ومن جانبنا نرحب بالدور الاردني، واي دور عربي يدفع المصالحة الوطنية الفلسطينية". واوضح مشعل اننا ننتظر الاخوة في مصر، للانتهاء من ترتيب أوضاعهم والتحضير لاستئناف جهودها في رعاية ملف المصالحة، مشيراً الى أن مصر لا يمكن الا ان تكون مع فلسطين، ورفع الحصار عن قطاع غزة مع مراعاتنا لأولوياتها الداخلية. واكد ان هناك تحضيرات لزيارة مصر لتهنئة الرئيس محمد مرسي بتولية رئاسة الجمهورية، وقال هذه التحضيرات لم تبحث بعد في الموعد والتفاصيل. وكان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبو مرزوق، قال في تصريحات لـ" القدس" لا ترتيبات لإجراء لقاء بين الرئيس عباس وخالد مشعل، لتحريك ملف المصالحة". وأكد ابو مرزوق أنه "لا يوجد أي ترتيب حتى اللحظة لعقد لقاءات قريبة بين عباس ومشعل، أو أي وفود من حركته و فتح". واضاف في رد منه على سؤال حول وجود ترتيبات لعقد لقاء مرتقب بين مشعل، أو أي وفد قيادي من الحركة بالرئيس المصري الجديد محمد مرسي، " حتى الآن لا توجد ترتيبات لهذه الزيارة". وعن فحوى اللقاءات التي عقدها في الاردن، وصف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الاجواء بانها "كانت ايجابية وتختلف عن الزيارة الاخيرة في كانون اول الماضي، باعتبارها تأسيسية لعلاقة مستقبلية اكثر وضوحاً وشموليه". الاردن للأردنيين واكد مشعل على "موقف حركة حماس الثابت على ان فلسطين للفلسطينيين، والاردن للأردنيين" مشدداً على ان "الكونفدرالية مرحب بها، ولكن بعد تحرير فلسطين وليس قبل ذلك، وإلا يصبح ذلك هروباً من التحرير". وقال:" لمسنا من المسؤولين الاردنيين طمأنينة وترحيبا بموقف حركة حماس الثابت النابع من المصداقية والشفافية". واواضح رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، انه تم خلال هذه الزيارة بحث عدة عناوين مهمة تتجاوز العلاقات بين حماس والاردن الى الملف الفلسطيني بشكل عام، والوضع العربي والتطورات التي يشهدها. واشار الى ان من بين القضايا والملفات التي تم بحثها، افاق العلاقة وشكلها ومحدداتها، مؤكداً ان "افق العلاقات مع الاردن ليست على حساب أحد، وليست ندية، لان حماس حركة والاردن دولة". وبشأن شكل العلاقة اوضح مشعل ان "الحديث مع المسؤولين الاردنيين في كافة المستويات، اكد على الخيارات المفتوحة في العلاقة، واتفاقا على معالم هذه العلاقة، وهي امور مازالت قيد البحث". وفي موضوع المحددات أكد على اربع نقاط اساسية هي: ان الاردن واستقراره اولوية ومقدس ولا يمس ، وان الشأن الاردني شأن خاص لا نتدخل فيه حالنا مع كل الدول العربية ، وان حركة حماس ليست ليست طرفاً في اطياف الشان الخاص بالاخوان المسلمين في الاردن، وانها تقف على مسافة واحدة من هذه الاطياف، وان العلاقة الفلسطينية الاردنية هي علاقة تاريخية طويلة، تعالج ملفاتها بحكمة وهدوء والمواطنة للأردنيين من اصل فلسطيني ليست مدخلاً للتوطين او الوطن البديل على حساب الاردن. افق العلاقات مع الاردن وقال مشعل بشأن العلاقات مع الاردن" ان العلاقات مع الاردن غير محصورة، وهي علاقات طيبة، علاقات تنسيق وتعاون وتواصل في الامور السياسية والصراع العربي الإسرائيلي، وهذه مصلحة عربية فلسطينية مشتركة "، مؤكداً ان هذه العلاقات بين الاردن وحماس، ليست على حساب علاقات السلطة وحركة فتح . واوضح مشعل قائلا :" الزيارة جاءت في سياق طبيعي وليس في سياق اخر"، في اشارة منه الى ما تداولته بعض وسائل الإعلام من علاقة بين توقيت الزيارة وفوز محمد مرسي بالرئاسة المصرية حيث أكد مشعل ان الزيارة "كانت مُجدولةٌ ومتفق عليها منذ الزيارة الاخيرة التي تمت برعاية قطرية". وقال: "الزيارة محددة منذ ما يزيد عن شهر نصف، وقبل فوز مرسي تأخرت قليلاً لأسباب لوجستية". وشدد على ان هذه الزيارة تميزت بان اجواء الفهم ارتفعت واستقرت لفتح صفحة جديدة، وان "مستوى العلاقات قد تطور، ولم يعد امنياً فقط، بل اضيف له المستوى السياسي، ولذلك كانت هناك اجتماعات مع مختلف مستويات الدولة الاردنية". واوضح ان المباحثات مع المسؤولين الاردنيين "لم تتطرق لموضوع فتح مكتب لحركة حماس في الاردن، باعتبار القضية والعلاقات اكبر من ان تحصر في هذه الجزئية" مدللاً على ذلك بان "حركة حماس تتمتع بعلاقات قوية ومتينة مع دول لا يوجد لها فيها مكاتب ومقرات". الربيع العربي وفي حديثه عما تشهده بعض الدول العربية من ثورات، اوضح مشعل ان الربيع العربي ورغم الخسائر والدماء "سيكون خيرا للأمة على صعيدين، الصعيد الوطني حيث النهضة والتقدم وتحقيق الحرية والقضاء على الفساد، وعلى صعيد قومي، بحيث يصبح لدينا مشروعنا العربي المتوازي مع المشاريع الاقليمية الاخرى". الربيع الفلسطيني واشار الى انه إذا كان ثمة ربيع فلسطيني، فهو في اتجاهين، الاول ضد الاحتلال وإجراءاته من خلال اتمام المصالحة ولم الشمل الفلسطيني، واتجاه آخر بأن نعيد ترتيب أولوياتنا وبناء مؤسساتنا الوطنية والاتفاق على برنامجنا السياسي للمرحلة المقبلة". انتخابات حماس الداخلية ورداً على تساؤلات الصحفيين بشأن الجدل حول الانتخابات الداخلية لحركة حماس قال مشعل :" ان حماس تستكمل انتخاباتها الداخلية وصولاً لانتخاب مجلس الشورى العام، الذي سيفرز قيادة الحركة في الداخل والخارج والمكتب السياسي" موضحا ان "هذه العملية قد تحتاج شهرين او اقل من ذلك بقليل". واكد على ان العملية الانتخابية تجري وفق ديمقراطية متينة وراسخة، مرجعاً طول الفترة الانتخابية، الى الظروف الصعبة التي تجري فيها هذه العملية، وبسبب التبعثر الجغرافي للعناصر وقيادات الحركة، وقال:" ان الانتخابات تشمل كافة مستويات القيادية في الحركة". حماس ودورها في الاصلاح الاردني واشار مشعل الى انه خلال اجتماعات وفد الحركة بالمسؤولين الاردنيين، لمس رغبة لديهم بان يكون لهم كلمة خير عند الاحزاب والقوى السياسية في الاردن، موضحاً ان الرد ركز على ان "الشأن الاردني شأن خاص، لا نتدخل به، وما دام ذلك برغبة اردنية في كلمة خير لن نتأخر عن قول كلمة الخير مع كافة الاحزاب والقوى السياسية الاردنية". وقال :" ان الحركة قالت كلمة الخير نصحاً للأحزاب والقوى وكذلك للمسؤولين مع احترامنا لحدود ما يمكن القيام به، مؤكدين على اهمية الحوار للحل ووجدنا تجاوباً طيباً من الجميع في تقبل الافكار ". واضاف ان "حركة حماس لا تقحم نفسها في الشأن الاردني الداخلي ، كما اننا لا نتدخل بشأن الاخوان الداخلي، فالإخوان في الاردن تنظيم قائم بذاته، وحركة حماس حركة فلسطينية مستقلة" مؤكداً ان حماس "لا تريد إقحام نفسها في شأن الاخوان المسلمين في الاردن . واكد ان حماس تقف على مسافة واحدة من كافة اطياف الاخوان المسلمين في الاردن، بما يتعلق بعلاقتها مع الدولة الاردنية . يذكر ان زيارة وفد قيادة حركة حماس مستمرة منذ 28 من الشهر الماضي، وجرى خلالها عدد كبير من اللقاءات مع الفعاليات السياسية والشعبية الاردنية والفلسطينية.