خبر : خبير إسرائيلي: مصر بقيادة الإسلام السياسي ستُحول الصراع إلى ديني والشرارة التي ستُشعل التوتر مع القاهرة كامنة في أي عملية عسكرية ضد غزة

الإثنين 09 يوليو 2012 01:18 ص / بتوقيت القدس +2GMT
خبير إسرائيلي: مصر بقيادة الإسلام السياسي ستُحول الصراع إلى ديني والشرارة التي ستُشعل التوتر مع القاهرة كامنة في أي عملية عسكرية ضد غزة



القدس المحتلة سما بات اعتيادياً أن يقوم الإعلام العبري على مختلف مشاربه بتشبيه ما يجري في سيناء من عمليات مسلحة، بالوضع الأفغاني، إذ أضحى ما يجري هناك يشكل قلقا شديدا في أوساط سلطات الاحتلال، وخصوصاً بسبب ما يجري اليوم في مصر وعدم الاستقرار السياسي، والخوف من أن يؤثر هذا الوضع على الأمن الإسرائيلي، إذ إن ما يتواصل حدوثه في سيناء يشكِل تصعيدا خطيرا، ويثير تساؤلات عن مدى سيطرة الدولة المصرية على تلك المنطقة، وإلى أي مدى سيكون الرئيس الجديد مصمما وحازما في فرض النظام في سيناء، وخصوصا على الحدود مع إسرائيل، وهو أمر سيكون له أثر على مستقبل وطبيعة العلاقات بين البلدين.وعلى سبيل الذكر لا الحصر، صحيفة ’يديعوت أحرونوت’ قالت بالحرف الواحد إن انعدام السيطرة على سيناء، سيخلق جبهة أمنية صعبة ومحفوفة المخاطر، إذا تحوَلت شبه جزيرة سيناء إلى أفغانستان، وإلى أرض مستباحة، لذلك، فإن الخوف هو من انفجار الأوضاع هناك في وجهنا، على حد وصفها.علاوة على ذلك، لفتت الصحيفة إلى أن القلق يساور أيضا الجيش الإسرائيلي، الذي يتخذ استعدادات لمواجهة التطورات المحتملة، بما في ذلك رصد ميزانيات وموارد، أهمها الاستخباراتية، تحسبا لفتح جبهة خطيرة من الإرهاب، حيث تعمل في المنطقة خلايا للقاعدة، وحماس والجهاد الإسلامي، التي تستغل فراغ السلطة المصرية وغيابها، وفي هذا السياق قال محلل الشؤون العسكرية في الصحيفة، أليكس فيشمان، وهو صاحب الباع الطويل في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إن إن مصر لم تعد مصر، والحدود تغيَرت مع هذه الدولة، واتفاق السلام بين مصر وإسرائيل يُعاني مرضا عضالا، وهو في طريقه إلى الموت، مشددا على أن مصر بقيادة الإسلام السياسي الأصولي، ستُحول الصراع مع دولة الاحتلال من صراع على الأرض وعلى الأمور السياسية إلى صراع ديني، لا أكثر ولا أقل، بحسب وصفه.وبالتالي، أضاف فيشمان، يجب علينا أن نبدأ النظر إلى ما أسماه الحقيقة الجديدة بأن الحدود مع مصر باتت حدودا معادية، وقال أيضا في مقال نشره على صدر الصفحة الأولى، إن الخوف لدى صناع القرار في تل أبيب، هو أن تتحوَل مصر بعد 34 عاما من توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل، إلى دولة معادية، بكل ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ، على حد قوله.وزاد فيشمان قائلاً: تحولت منطقة الحدود بين إسرائيل ومصر في الآونة الأخيرة إلى منطقة قتالية، وأصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إلى جنوده تقضي بعدم التمييز بين المهربين والعناصر الإرهابية وإطلاق النيران على أي شخص مشبوه يقترب من هذه المنطقة، بداية في الهواء ومن ثم تصويبها على الأرجل، وقد أدى تغيير تعريف منطقة الحدود مع مصر حتى الآن إلى تغيير في حجم قوات الجيش الإسرائيلي المنتشرة في تلك المنطقة، وإلى تغيير نوعيتها. كما أقامت قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية اطقمة استخبارات خاصة، مؤلفة من أفراد جهاز الأمن العام (الشاباك) والشرطة والجيش، والتي تنشط في كل من سيناء وقطاع غزة ومنطقة النقب.ولفت فيشمان إلى أن المصريين يطالبون بتغيير بنود الملحق العسكري لاتفاق السلام مع إسرائيل، بما يتيح لهم إمكان إدخال دبابات وطائرات هليوكوبتر مقاتلة إلى سيناء من أجل محاربة كارتيلات الإجرام المنظم والخلايا الإرهابية، بيد أن إسرائيل ما زالت تعارض ذلك جملة وتفصيلاً كي لا تشكل هذه الخطوة سابقة يمكن أن يترتب عليها في المستقبل احتمال زيادة حجم القوات العسكرية المصرية المرابطة في منطقة الحدود بين الدولتين.وخلص إلى القول إن الشرارة التي يمكن أن تشعل التوتر مع النظام الجديد في مصر موجودة في غزة، وكامنة في أي عملية عسكرية ستقدم إسرائيل عليها هناك في المستقبل. في غضون ذلك، قال قائد الكتيبة الجنوبية في جيش الاحتلال الجنرال طال حرموني إن إسرائيل قلقة من التصعيد على الحدود مع مصر، ومن فقدان السيطرة الأمنية في شبه جزيرة سيناء، وان إسرائيل تسابق الزمن لإنهاء بناء السياج الأمني الفاصل على طول الحدود مع مصر. في حين نقلت ’يديعوت أحرونوت’ عن رئيس المجلس الإقليمي رمات هنيغيف قوله إن البلدات الإسرائيلية في الجنوب تكمل في هذه الفترة استعداداتها لتقوية أمن السكان وتحصينه، وذلك عبر إقامة سياج الكتروني حول بعض هذه البلدات، وفي مقدمتها مستوطنة كديش بارنيع، مع توسيع الطرق في المكان استعدادا لأي طارئ.في السياق ذاته، كتب المحللان آفي يسسخاروف وعاموس هارئيل في صحيفة ’هآرتس’، أن العملية التي وقعت في منطقة كاديش برنيع، وإطلاق صواريخ غراد باتجاه عوفدا ومتسبيه ريمون الشهر الماضي، إضافة إلى أنباء كثيرة عن تصاعد ما أسمياه نشاط عناصر مسلحة فلسطينية في سيناء خلال الانتخابات الرئاسية المصرية، يشير إلى أن هناك مصلحة لجهات معينة في مصر، في تسخين الحدود مع إسرائيل، وزاد المحللان أنه أصبح واضحًا بأن الدولة العبرية تستطيع توقع حصول عمليات أخرى من هذا النوع. وبرأيهما، فإن أن الفوضى العارمة في سيناء لن تختفي قريبا، وأن قوات الأمن المصرية ستكون مشغولة في محاولات متكررة لتثبيت الوضع الأمني في المدن الكبرى في مصر، وأن كل يوم يمر منذ اندلاع الثورة فإن سيناء تسقط تحت سيطرة ما أسمياها بالمجموعات المسلحة الفلسطينية والإسلامية وغيرها، على حد قولهما.وزعم المحللان أن من بين المشاكل المركزية التي ستضطر إسرائيل إلى مواجهتها هي عدم وجود عنوان، حيث أن هوية منفذي العملية الأخيرة، كما أن هوية مطلقي صواريخ غراد، وشددا على أن الحكومة الإسرائيلية تجد نفسها منعزلة أكثر في الشرق الأوسط المعادي، وأنه بالتأكيد مع فوز مرسي في انتخابات الرئاسة، فإنها ليست معنية بتصعيد آخر مقابل القاهرة، ولذلك تمتنع عن القيام بأي عملية في الأراضي المصرية.وخلص المحللان إلى القول إن أكثر ما يخشاه جيش الاحتلال، بحسب المصادر الأمنية في تل أبيب، أن تجر تنظيمات بلا عنوان وبلا هوية واضحة، جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى ما أسمته بـالكمين الاستراتيجي مقابل مصر، في وقت يبلغ التوتر فيه أوجه، على حد وصفها.