خبر : التحديات الجديدة / بقلم: عاموس غلبوع / معاريف - 3/7/2012

الثلاثاء 03 يوليو 2012 01:32 م / بتوقيت القدس +2GMT
التحديات الجديدة / بقلم: عاموس غلبوع / معاريف - 3/7/2012



  الآن، بعد ان صار لمصر رئيسا منتخبا من الاخوان المسلمين يمكن ان نحلل ما الذي يمر به الشرق الاوسط ومحيطه القريب من خلال ثلاثة مزايا مركزية. الاولى بينها هي تغيير الهويات والتحالفات: من عالم القومية العربية، الهوية العربية، للاتحادات العربية، ندخل الى شرق اوسط الهوية المركزية فيه هي الاسلام. لا يحتمل ان يكون هناك أمر أكثر انقطاعا عن الواقع من اقتراح الرئيس شمعون بيرس على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان تتلقى الجامعة العربية انتدابا لسنتين على سوريا كحل لما يجري هناك. عمليا، الجامعة العربية هي "الميت – الحي". قوتان عظميان اسلاميتان، تركيا وايران، لا تنطقان بالعربية، بدأتا منذ الآن التنافس على الهيمنة في الشرق الاوسط الناطق بالعربية.             المثير للاهتمام هو ان الدول القومية العربية والانظمة العسكرية العلمانية العربية نشأت في أعقاب الهزيمة العربية في 1948 في حرب الاستقلال. وتسقط هذه الانظمة الآن ليس بسبب اسرائيل بل بسبب فشلهم الاجتماعي – الاقتصادي. منذ العام 1948 ونزاعنا مع الدول العربية يسمى "النزاع الاسرائيلي – العربي". فهل من الآن فصاعدا سيُسمى "النزاع الاسرائيلي – الاسلامي"؟ من يقرأ ميثاق حماس سيرى ان لديها منذ زمن بعيد النزاع هو مع اليهود الذين سيطروا على ارض الله.             الميزة الثانية البارزة هي التعفن المتواصل للقوى العظمى الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، وعجزها حيال ما يجري في منطقتنا. وهذا بالتوازي مع جهود قوى عظمى مثل روسيا والصين في محاولة التأثير بطريقة ما على ما يجري في المنطقة. حين يعلن الرئيس الامريكي بأن "الولايات المتحدة تسير مع الطرف التاريخي السليم" وعليه فقد ألقت بمبارك الى سلة مهملات التاريخ، فانه يؤشر بذلك للجميع بأن ليس للولايات المتحدة سياسة بل مجرد حاجة لمشاهدة الى أين يتدفق التاريخ.             الميزة الثالثة هي ان الشرق الاوسط يوجد في قلب بركان يخلق دينامية لا تتوقف من الاضطرابات والمفاجآت. فهل خريطة الدول كما صُممت قبل نحو 100 سنة ستبقى أم ستتغير؟ في بعض الدول، كالسودان، تغيرت منذ الآن. ماذا سيكون في العراق، في سوريا وفي لبنان؟. كل الانظمة الملكية في المنطقة لا تزال على حالها. حتى متى؟ الى أين ستتجه مصر الاسلامية؟ هل ستعقد حلفا مع العربية السعودية كي تقيم محورا عربيا حيال ايران؟ أم سترتبط بالذات بايران؟.             دولة اسرائيل تقف أمام منطقة معادية، مثل الوضع الذي كانت تعيشه قبل اقامتها في 1948. ولكنها في حينه كانت ضعيفة من كل النواحي، أما اليوم فهي القوة الثالثة في المنطقة الى جانب ايران وتركيا. ما هي فرائض "إفعل ولا تفعل" لاسرائيل؟ أولا، ألا تحاول التدخل في ما يجري حولنا؛ ثانيا، ألا تنجر الى استفزازات وألا تدخل في مغامرات مثل "تصفية حماس"، أو على سبيل المفارقة ان نضع أنفسنا وحدنا حيال ايران؛ ثالثا، هجر السعي الى اتفاقات سلام أو اتفاقات دائمة والهوس المريض "لتسوية سريعة مع الفلسطينيين" (أي منهم؟ دولة حماس في غزة؟) وذلك بالطبع دون ان نهجر مجرد الأمنية المعلنة في السلام. ادارة النزاع واحتوائه هما ما ينبغي ان يوجهنا الآن، وليس حله. والاثنان الاخيران، اللذان لا يقلان في أهميتهما: الحفاظ على تأهب وجاهزية الجيش الاسرائيلي والدفاع عن شبكة العلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة.