خبر : اسحق شمير: بوصلة مباديء / بقلم: موشيه (بوغي) يعلون / اسرائيل اليوم 2/7/2012

الإثنين 02 يوليو 2012 07:14 م / بتوقيت القدس +2GMT
اسحق شمير: بوصلة مباديء / بقلم: موشيه (بوغي) يعلون / اسرائيل اليوم 2/7/2012



 إنتمى اسحق شمير الى جيل كان حب شعبه وبلده منقوشا في نفسه وروحه وفي جسمه ودمه حقا. وقد جابهت اسرائيل في سنوات زعامته تحديات كثيرة واستطاع ان يوجه السفينة الصهيونية في الماء الهائج بحكمة وعقل كبيرين وتجربة عمرها سنين طويلة.             واشتملت سني حياة اسحق شمير على عدد من الأحداث الشديدة الأهمية مرت بالشعب اليهودي في العصر الحديث وكان مشاركا فاعلا فيها وهي: النضال لانشاء وطن قومي للشعب اليهودي في ارض اسرائيل، وانشاء الدولة والنضال عن أمن اسرائيل في البلاد وفي أنحاء العالم، والانضمام الى القيادة السياسية للمجتمع الاسرائيلي، وفي النهاية، وهو الذروة – رئاسة حكومة اسرائيل في الثمانينيات ومطلع التسعينيات من القرن الماضي.             حظيت بلقاء اسحق شمير حينما كان رئيس الوزراء. وقد حضرت اليه قائدا لدورية هيئة القيادة العامة للموافقة على عمليات عسكرية. وكان حادا كالموسى في ملاحظاته واسئلته. واستطيع ان أتحدث عن الاصغاء وعن الاسئلة الحادة التي تعبر عن تفريق مهم بين الغث والسمين وعن الحيرة التي وزن بها الفائدة بازاء الخسارة والأخطار بازاء الاحتمالات. وكانت تجربته عظيمة، واستطعت من موقعي باعتباري ضابطا شابا ان الاحظ اصراره المبدئي على الامور التي آمن بها.             بعد ذلك، زمن حرب الخليج وحينما كنت قائدا للواء المظليين واستعددنا لعملية عسكرية في غرب العراق، أثر فيّ جدا برود الأعصاب الذي أظهره إذ كان رئيس الوزراء وقراره الشجاع بعد جدل غير سهل على قيادة ضبط النفس في رد اسرائيل على الهجوم الصاروخي العراقي في تلك الحرب، وذلك بعد تقديرات واسعة.             بعد ذلك بسنة، في 1992، خسر الليكود واسحق شمير السلطة وكان من جملة اسباب ذلك الشعور بأن دولة اسرائيل موجودة في موقع بلا مخرج وأنه يُحتاج الى شق طريق سياسي. ونشأ عند الشعب وهم عن ارادة صادقة حقة للسلام الحقيقي، ان للصراع بيننا وبين جيراننا حلا سهلا وسريعا وعتيدا برغم 100 سنة عداء.             مرت 20 سنة منذ ذلك الحين. وأصبحنا نعي ان الاعتراف بأنه لا يوجد حل كامل في ايامنا للصراع بيننا وبين الفلسطينيين يجعل فريقا من الشعب ييأس وهو الذي أمل حلولا سحرية؛ وقد اعتدت ان أقول لهذا الفريق انه بعد الطريق الطويل الدامي الذي قطعناه فان المحاولة المكررة لاقامة حل فوري عن قصد الساسة الى "انشاء أمل" يتحطم باعتباره وهما – هو الشيء الذي يُبعد السلام المأمول. وقد عرف شمير ما قاله أمامه زئيف جابوتنسكي وهو ان احتمال السلام يكون بعد بناء السور الحديدي لا بسبب التنازلات والانسحابات.             عمل اسحق شمير بحسب بوصلة لا بحسب هبوب الرياح. وقد عمل في ضوء مبادئه لا بحسب استطلاعات الرأي أو البدع المتبدلة. وحينما وجه اليه النقد على ذلك شق طريقه بحسب اعتقاداته وقيمه.             كان اسحق شمير صخرة صلبة من جهة تصوراته، وكان مخلصا لبلده ولشعبه في مواجهة ضغوط عظيمة استُعملت عليه من كل طرف، واستعملها عليه ايضا شركاؤه في المعسكر واصدقاء اسرائيل في الخارج. وهي قيم أرشدته في سنيه كلها وسطعت فوق قيادته، وأنا على يقين من ان التاريخ سيذكر هذا.