في المجتمع العربي، وبالاساس في أوساط الشباب، لا يوجد احساس بالالحاح وتجند استعداد للنقاش في الحكومة على استنتاجات لجنة بلاسنر. ويشارك في هذا الاحساس ممثلو جمعيات تعمل ضد الخدمة الوطنية. "في اوساط الشباب يوجد وعي عام للجدال الجماهيري على الخدمة الوطنية، ولكن ليس على مستوى التأهب والتجند – نحن لسنا هناك بعد"، تقول ندى نصار، شابة من قرية عرابة ونشيطة في جمعية "بلدنا" التي تقود الحملة ضد الخدمة الوطنية. وعلى حد قولها، فان عدم الاهتمام لا يبدو واضحا الا لدى الشباب، الذي ينشغل بعضهم بمشاكل السنة الدراسية، الثانوية العامة والامتحانات، بل وبالنشاطات في البلدات العربية ايضا. الموقف الرسمي الذي اتخذته لجنة المتابعة والاحزاب العربية يعارض الخدمة الوطنية المدنية، التي تفتح برأيهم ثغرة للتجنيد، تشويه الهوية الوطنية العربية للشباب وغرس النزعة الاسرائيلية في اوساطهم. النواب العرب قاطعوا مداولات لجنة بلاسنر، ولكن بشكل غير رسمي عقدوا جلسات مع اعضاء اللجنة، ومع بلاسنر نفسه، اعربوا فيها عن رأيهم. الاسبوع الماضي أفادت "هآرتس" بحملة اعلامية تبدأ في الايام القريبة القادمة ضد توصيات لجنة بلاسنر، سواء كانت توصيات بالخدمة الوطنية بالتطوع ام بالخدمة الالزامية.ربيع اغبارية، ابن 19 من حيفا، يعارض الخدمة الوطنية. على حد قوله، "الشباب العرب لن يوافقوا على قرارات كهذه، لا احد يوافق على تشويه الهوية. واضح أنه يوجد شباب على علم بالاثار السياسية وهناك من هم على علم اقل، ولكن واضح أن الشباب العرب سيكونون منصتين في نهاية المطاف وسيستقيمون في معظمهم مع الموقف السائد في المجتمع العربي – ضد الخدمة الوطنية بالاكراه وضد الصلة الامنية". نشيط مركزي ضد الخدمة الوطنية قال لـ "هآرتس" ان "الاستراتيجية الان هي انتظار القرارات ومن ثم الرد. "نحن لا نريد أن نثير الموضوع ونتخذ قرارات دراماتيكية مثل الدعوة الى العصيان المدني ضد الخدمة الوطنية، طالما لم يتخذ قرار نهائي بهذا الشأن. واضح أن ليبرمان ورجاله يريدون اثارة الموضوع، تقديم العرب في صورة سلبية. نحن لا نريد أن نخدمه. واضح أنه توجد الان معركة بين عناصر الائتلاف، ولا سيما موفاز ضد ليبرمان. نحن لا نريد أن نكون هناك". جمال مجادلة، عضو مجلس البلدية في باقة الغربية، يقول ان الخدمة المدنية الوطنية يمكنها بالذات أن تكون رافعة جيدة للشباب العرب، اذا ما عرضت وجرت بالشكل السليم على الجمهور العربي. ولكن على حد قوله، الاحساس هو أن الحكومة تعرض الامور في سياق أمني الزامي، لاثارة غضب العرب وعرضهم كرافضين. "التعاون والموقف الايجابي والمتساوي يمكنهما أن يغيرا صورة الوضع ويحدثا تغييرا في الموقف وتخفيفا لحدة المعارضة، ولكن الحكومة لا تفعل هذا بالشكل السليم"، يقول مجادلة.