خبر : يوم الحساب ... كيف سيتأثر الاقتصاد الاسرائيلي من هجوم إيران

الأربعاء 27 يونيو 2012 06:51 م / بتوقيت القدس +2GMT
يوم الحساب ... كيف سيتأثر الاقتصاد الاسرائيلي من هجوم إيران



نشرت صحيفة يديعوت أحرنوت تقريراً شاملاً يظهر كيفية التأثير على الاقتصاد الإسرائيلي في حال قامت بمهاجمة إيران، مشيرة إلى أن النمو سيكون سلبياً، كما سترتفع غلاء معيشة أكثر، وأن النظام الاقتصادي والتوفير سيتضرر، في حين ستهبط ثمن الشقق السكنية، إضافة إلى توقع زيادة البطالة بشكل أكبر والاقتصاد سيرتخي في أعقاب تجنيد جماعي للسكان من أجل المعركة، ولم تتحدث عن آلاف القتلى والأضرار الجسيمة للمباني والبنى التحتية. للهجوم الإسرائيلي على إيران والاقتصاد الإسرائيلي ... ثلاث سيناريوهات تلقى الضغط بشأن هجوم محتمل على إيران في الآونة الأخيرة توجه كبير، عندما تحدث الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بأنه ملتزم بالحفاظ على أمن "إسرائيل" وسيدافع عنها أمام كل تهديد، مع مساعدات أمريكية أو بدونها، في حين سيؤثر الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي في مجالات عديدة داخل "إسرائيل"، وإحدى الجوانب الأساسية الذي من شأنه أن يكون له تأثير كبير هو الجانب الاقتصادي. وعلى الرغم من الوقفة التأملية الكبيرة بهذا الخصوص سوف نصف سلسلة سيناريوهات أساسية بخصوص الرد الإيراني وتأثيراتها على الجانب الاقتصادي، يتوجب علينا وضع عدة قواعد افتراضية أساسية، وبعدها النتائج المستقبلية تصرف الانتباه أكثر، وكما هو معروف فإن هذه القواعد الافتراضية الأساسية يمكن أن تتحقق أو لا تتحقق وبشكل جزئي. القاعدة الافتراضية الأولى : الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية ليس قصير، وسيستمر لعدة أيام فقط. القاعدة الافتراضية الثانية : أن يكون الهجوم ناجحاً وعلى هذا الأساس فإن التهديد على وجود "إسرائيل" سيرتفع، وأنه من المتوقع أن يصاب في الهجوم عدد من الطائرات الحربية الإسرائيلية ومن الممكن أن يقتل عدد آخر من الطيارين أو يقعوا في الأسر، هذه التداعيات الاقتصادية والأوصاف المترتبة غير خطيرة، وهي بالأساس ستؤثر وعلى مر الزمن على المزاج العام في "إسرائيل". القاعدة الافتراضية الثالثة : حاجة الجيش الإسرائيلي لملئ النواقص في الاحتياط لسلاح الجو في أعقاب الهجوم ليس كبير، وهو وارد في معظمه داخل افتراضات العمل من ميزانية الدفاع الحالية؛ وفي حالة إذا اضطررنا إلى عمليات رد في لبنان وغزة، والتكلفة الأمنية ستكون أخرى وستكون من ضمن سيناريوهات آتية. القاعدة الافتراضية الرابعة : جزء من دول العالم تدين الهجوم، ولكن ليس هناك قطع وعدم قطع علاقات اقتصادية مع إسرائيل. القاعدة الافتراضية الخامسة : سيكون رد من الجانب الإيراني وشركاؤه، الاقتصاد سيتأثر مما يحدث في اليوم الذي يلي وحسب قوة استمرار ردة الفعل للطرف المتضرر، وعلى أساس هذه القاعدة الافتراضية، سيأخذ بالحسبان ثلاث سيناريوهات مستقبلية مختلفة بخصوص الاقتصاد الإسرائيلي. سيناريو التأثير الثانوي "الغير خطير" على الاقتصاد هذا السيناريو مؤسس وفي معظمه على ما حدث في إسرائيل بعد حرب الخليج الأولى عام 1991 وعلى الرغم من التخوفات من ردود عراقية دراماتيكية بالفعل، فإن عدد الصواريخ التي سقطت على إسرائيل كان قليلاً جداً، عشرات متفرقة فقط. الاقتصاد توقف لفترة أيام محدودة، أقل من أسبوعين والضرر الملموس كان قليلاً، وبعد الضربة لم يكن التأثير قوي على الإنتاج الإسرائيلي وكان ثانوي. وعلى هذا فإن هذا السيناريو تعتقد أن الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي سيكون تهديدات بتدمير إسرائيل، وبالفعل دندنة ضعيفة، وعدد قليل من الصواريخ الإيرانية من نوع شهاب 3 وشهاب 4 ستسقط على إسرائيل، وجزء منها سيسقط من قبل منظومة صواريخ حيتس ومن جانب ومنها ستتسبب بأضرار معينة في الأساس بمنطقة "غوش دان". حماس : ستفضل ونتيجة لحساباتها الداخلية وفي أعقاب استنتاجاتها من عملية الرصاص المصبوب، عدم تصعيد الوضع بشكل كبير. ومن قطاع غزة سيتم إطلاق عشرات الصواريخ " من أجل التضامن" وبالأساس على المناطق الجنوبية ولكنها لن تكون غير التي عرفنا في الماضي، وأضرارها ستكون طفيفة. حزب الله : حزب الله المتورط الآن بما يحدث في سوريا، ويخشى رد إسرائيلي وعلى ضوء حرب لبنان الثانية، سيرد هو أيضاً بشكل معتدل "متوسط" وسيطلق عشرات الصواريخ وبالأساس على الشمال والتي ضررها سيكون ضررها ضعيف في حينها إسرائيل ستقرر الرد بشكل معتدل. السيناريو الثانوي هذا يطرح أن الفترة الزمنية للتصعيد هي قصيرة نسبياً، وسيستمر أيام معدودة حتى فترة أسبوع، وسيكون الاقتصاد الإسرائيلي في وضع طوارئ، وسكان كثيرون سيضطروا للمكوث خائفين في الملاجئ لفترات قصيرة، ولكن في النهاية الشيء أيام العمل التي سيتم خسارتها تكون تافهة. الأضرار ستكون متدنية جداً، والأضرار المادية في جميع أنحاء الدولة ستكون ضئيلة جداً، وبقيمة مئات الملايين من الشواكل فقط. الموانئ البحرية ستضرب لعدة أيام، بعد تخوف اقتراب السفن من الخارج إلى شواطئ إسرائيل، وبعدها سيكون هناك ارتفاع معين في تكلفة إرسال البضائع من الخارج وارتفاع في تكلفة التأمين، وسيكون هناك مساس معين في فرع السياحة. في هذا السيناريو: الدولار وعملات أجنبية أخرى سترتفع بشكل معتدل نسبياً أمام الشيكل، وستعود إلى سابقها وبسرعة، بعد أن يتضح الشح يلاحظ كما تخيلوا في البداية مؤشر البورصة أسعار النفط سوف ترتفع وبعد ذلك تهبط، لأن غيران ستكون مضطرة بالاستمرار في بيع النفط. وفي المقابل يمكن الاعتقاد، أن السعودية ودول أخرى، منتجة للنفط ستزيد من إنتاجها النفطي من أجل رفع الأسعار المتواصل في الأسواق. بالإجمال : المساس الشامل بالإنتاج الإسرائيلي في هذا السيناريو هو ثانوي حوالي 0.1% من الإنتاج وليس لها تأثير طويل الأمد. سـيـنــاريــو الــوســـط: في هذا السيناريو وما بعده أسس الفوارق هو في قوة الرد الإيرانية من جانب الإيرانيين وشركاءهم، سيناريو الوسط هذا مؤسس إلى حد ما على ما حصل وحسب هذا السيناريو، أن الجيش الإسرائيلي سيدخل إلى لبنان والأضرار الاقتصادية غير العشرات من الخسائر في الأنفس للمواطنين وأكثر من 100 جندي سيقتلوا وآلاف المواطنون ومئات الجنود سيصيبوا، وسيشتمل على أضرار كبيرة للمباني والتي ستصاب من الصواريخ " حوالي 25% من صواريخ حزب الله ستصيب المجالس السكانية ". ستكون هناك إصابات في شمالي البلاد لصواريخ، وآلاف صواريخ الكاتيوشا من قبل حزب الله ومئات الصواريخ في جنوب البلاد من جهة قطاع غزة، وأوساط البلاد عشرات الإصابات نتيجة للصواريخ الإيرانية ويمكن الاعتقاد أن معظم الصواريخ ستسقط في مناطق مفتوحة. في هذا السيناريو سعر الدولار والعملات الأجنبية الأخرى سوف يشتد أمام الشيكل، وبعد سيشتد الشيكل ولكن من غير المؤكد أنه سيعود لمستواه المعروف. وارتفاع سعر الدولار، سيرفع وبشكل طفيف التضخم المالي البورصة ستتضرر وستأخذ زمن لكي تسترد عافيتها، وأسعار النفط سوف ترتفع مقابل مستواها المعروف. الموانئ الإسرائيلية ستشل لعدة أسابيع، وهذا سيؤدي بالصادرات والواردات، وهذا سيؤدي إلى ارتفاع في أسعار نقل البضائع، في حين أن فرع السياحة وهذا سيؤدي إلى ارتفاع في أسعار نقل البضائع. فرع السياحة الداخلة والخارجة سيعاني من ضرر حقيقي. نسبة البطالة في الاقتصاد سترتفع بقياس ما، وبخصوص ميزانية الدفاع التكلفة ستزداد إذا أراد الجيش الإسرائيلي الرد من خلال الدخول إلى داخل لنبان أو غزة، يفضل عدم الحديث عن كميات القتلى والجرحى للجيش الإسرائيلي كنتيجة لهذه العمليات،في هذا السيناريو الأضرار للاقتصاد يمكن أن تصف إلى 20 مليار شيكل. سيناريو التأثير الأصعب على الاقتصاد الإسرائيلي هذا سيناريو صعب جداً من ناحية الاقتصاد الإسرائيلي، وليس هناك سيناريو في السابق يمكن الاستبدال به بخصوص ماذا سيحدث. في هذا السيناريو نحن نعتقد أن فترة الرد الإيراني ستكون طويلة أكثر، وإسرائيل سترتطم بنزاعات واسعة، والتي من الممكن أن تستمر أيضاً لشهر أو أكثر مع حزب الله وحماس في المقابل، بما في ذلك تجنيد احتياط ودخول الجيش الإسرائيلي إلى لبنان وقطاع غزة، هذا السيناريو سيشمل مئات القتلى في الجيش الإسرائيلي، مئات المواطنين سيقتلوا وآلاف الجرحى. "في اليوم هذا السيناريو" الشعب الإسرائيلي سوف يعاني كثيراً سواء من ناحية نفسية أومن ناحية جسدية، سيرافق هذه الحرب رشقات كبيرة من مئات الصواريخ كل يوم، جزء منها يحمل رؤوس حربية وزنها نصف طن، ستطلق إلى أواسط البلاد. والمواقع الإستراتيجية للدولة ستتضرر وبعدها، إيران ستزعج إسرائيل وعلى مدار فترة طويلة، بإطلاق صواريخ متفرقة كل يوم، كما فعلت زمن الحرب الإيرانية العراقية. قدرة الدقة لهذه الصواريخ محددة ولكن إطلاق عدد بسيط من الصواريخ تجاه إسرائيل كل يوم، سيتسبب بإزعاج كثير للسكان، وتشويش نظام الحياة والمساس بالروتين اليومي – ومن هنا مساس مستمر وطويل بالاقتصاد. من ناحية اقتصادية هذا الشيء، سيشابه تلك الفترة زمن العمليات الانتحارية خلال الأعوام 2001 – 2003 ، والتي أثرت على لاوضع العام، على الاستهلاك وتطوير الأعمال، وستكون الحاجة لأموال كبيرة من أجل التطوير، وأموال إضافية من أجل إعادة تمويل الجيش الإسرائيلي بالمعدات وخسارة أيام عمل كثيرة، وفرع السياحة سيتضرر وبشكل كبير. في هذا السيناريو سعر الدولار والعملات الأجنبية الأخرى، سترتفع أمام الشيكل لمستويات عالية، وهذا سيتولى الصادرات الإسرائيلية، وسيمس البورصة ستتضرر وتحتاج مزيد من الوقت لتسترد عافيتها، وسيكون هناك أضرار بإدخارات الجمهور. أسعار النفط سوف ترتفع، وسيكون هناك تأثيرات على أسعار العقارات وأسعار الشقق ستهبط بعشرات النسب، كما حدث في بداية فترة الانتفاضة الثانية. الاقتصاد الإسرائيلي من الممكن أن يفقد ازدهار لمدة عام وحتى يمكن الدخول إلى فترة ازدهار سلبي. البطالة ستزداد وبشكل حاد، وسيتم إقالة الكثير من العمال، الحكومة ستستثمر أموال كثيرة في التعويضات، والترميمات وتصليحات لمباني وبنى تحتية تتهدم في أعقاب الصواريخ. وميزانية الدولة ستدخل في حالة عجز كبير. والدولة ستحتاج لتجنيد أموال خاصة.