خبر : خطة زعيم المعارضة الاسرائيلية "شاؤول موفاز" للسلام

الأربعاء 27 يونيو 2012 06:49 م / بتوقيت القدس +2GMT
خطة زعيم المعارضة الاسرائيلية "شاؤول موفاز" للسلام



عندما تحدث شاؤول موفاز عن خطته السياسية في مؤتمر صحافي عام 2009، مع الفلسطينيين، تجاهلت وسائل الإعلام العبرية خطته السياسية وركزت على استعداده للتفاوض مع حماس فقط، وتجاهلت الصحافة حقيقية أن موفاز كان قد اشترط الحوار مع حماس " المنظمة الإرهابية " بقبول شروط الرباعية، ونبذ العنف وقبول الاتفاقات السابقة مع إسرائيل والاعتراف بحق إسرائيل في الوجود وبدلاً من ذلك، الجميع استغرب من استعداد رئيس أركان جيش سابق لإجراء محادثات مع منظمة إرهابية تأمر بقتل الإسرائيليين. ثم بعد ذلك، عندما حاول موفاز تقديم خطته السياسية في الكنيست، زعيمه الحزب " تسيبي ليفني" منعته من ذلك، ومنعته من التحدث بأي شيء، وأخذت تقاطعه باستمرار مع كلمة "رائع ". سريعاً وإلى الأمام مرت سنتين ونصف، موفاز هو الآن رئيسياً لحزب كاديما وزعيم المعارضة وأحد منافسي رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو"، مما يجعل ما يقوله في مقابلة خاصة مع صحيفة "الجيروزاليم بوست" أكثر أهمية أكثر من أي وقت مضى. توقيت المقابلة هو أيضاً مهم جداً، حيث أنه يأتي قبل أيام من اجتماع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مع رئيس الحكومة الفلسطينية "سلام فياض"، وخلافاً للمقابلات التي أجراها موفاز مع وسائل الإعلام العبرية منذ انتخابه في 27 مارس، هنا موفاز يركز على القضايا الدبلوماسية وليس في المسائل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الإستراتيجية، حيث طُلب منه الحديث عنها خلال المقابلة مع صحيفة "جيروزاليم بوست". موفاز يحاول في المقابلة التالية تقديم بديل ذي مصداقية لبنيامين نتنياهو في القضايا الدبلوماسية – في رسالة المقصود فيها ليس فقط الناخبين المحتملين في إسرائيل ولكن أيضاً للفلسطينيين وأيضاً للبيت الأبيض. وقد تحدث بإيجابية عن الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" بخصوص القضية الفلسطينية، وانتقده في قضية إيران، وجعل أول عبارة له للجاسوس الإسرائيلي "جوناتان بولارد " وقد مد يده إلى يهود العالم. سؤال/ من هو الجانب المسئول عن المأزق الدبلوماسي الحالي، نتنياهو أم سلفكم "ليفني" أم الفلسطينيين ؟ موفاز: كلا الجانبين هما السبب، للأسف على مدى السنوات الثلاث الماضية فإن الحكومة الإسرائيلية الحالية لم تتخذ خطوات تحقيق تقدم في المفاوضات، كان ذلك خطأ " فادحا " عدم قبول الحكومة الإسرائيلية لخطة أوباما ( قدمها في وزارة الخارجية في مايو الماضي ). المفاوضات عالقة بسبب انعدام الثقة بين الزعيمين وكرئيس وزراء يمكنني إصلاح ذلك. الخطر الأكبر لإسرائيل ليس التهديد الإيراني، ولكن تحول إسرائيل إلى دولة ثنائية قومية، فقدان الأغلبية اليهودية يهدد إسرائيل أكثر من أي شيء آخر، وأنا لن أسمح بحدوث ذلك. اتفاق مع الفلسطينيين هو في مصلحتنا لأنه سوف يضمن لنا أن تبقى إسرائيل دولة يهودية وديمقراطية، وينبغي لإسرائيل والسلطة الفلسطينية قبول بيان الرباعية والتقدم في المفاوضات، الوقت ليس في صالح أي من الجانبين. سؤال/ لماذا خطتك تدعو إلى انسحاب على مرحلتين من 60% من الضفة الغربية ومن ثم 100% عن طريق تبادل الأراضي، ما هو جوابك ؟ موفاز/ لا يمكن أن يتم التوصل لاتفاق في خطوة واحدة، ولذلك فمن المهم أن تكون هناك اتفاق مؤقت لبناء الثقة وإعطاء الفلسطينيين دولة وضمان أمني إسرائيلي على طول الطريق لاتفاق دائم، وبعدها بسنة، يمكننا التوصل إلى اتفاقات بشأن الحدود والأمن لأن الفجوات ليست واسعة. أنا أود ضمان بأن حجم أراضي الفلسطينيين بنفس حجم الضفة الغربية وقطاع غزة قبل 1967 مع تبادل الأراضي وفي أي اتفاق سوف نحافظ على الكتل الاستيطانية وأنها ستكون جزئاً من دولة إسرائيل وحدودنا الشرقية. وأضاف:أنا واقعي جداً وعلى استعداد لتقديم تنازلات تاريخية، ولكني أصر على الترتيبات الأمنية، وسوف تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، ولن تكون لها جيش يمكن أن يهدد أمن إسرائيل، يمكن أن يكون لهم قوات أمنية تدافع عن شعبهم، ولكن لن تكون لهم قوات جوية أو دبابات أو صواريخ التي يمكن أن تهددنا، أنا أفهم الأمن بشكل جيد. سؤال/ لقد قدمت خطتك في عام 2009، المنطقة تغيرت كثيراً منذ ذلك الحين، هل مازلت تؤيد تنفيذها الآن؟ موفاز/ الآن خصوصاً، التغييرات الهائلة في منطقتنا تتطلب منا وضع أهدافنا الإستراتيجية لأنفسنا تعزيز اتفاقيات السلام مع مصر والأردن والتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين. سؤال/ كيف يمكن تسليم 60% ثم 100% من الأراضي؟ موفاز / في الاتفاق المؤقت، ستقدم لهم مناطق " A " ، " B " التي تشكل حوالي 40% من أراضي الضفة الغربية بالإضافة إلى 20% أخرى من المنطقة " C " لجعل الأراضي متجاورة من جنين إلى الخليل بحيث يصبح 99.8% من الفلسطينيين في الداخل، ودون إخلاء للمستوطنات. بعد تبادل الأراضي، الكتل الاستيطانية ستمكن من بقاء 250000 يهودي، سنُبقي أرئييل، معاليه أدوميم، غوش عتسيون، وادي الأردن يمكن استئجاره لمدة 25 عاماً ويهود الخليل يمكن أن يبقوا في حالة خاصة. سؤال/ إعطاء الفلسطينيين نسبة 100% عن طريق تبادل الأراضي مثل خطة رئيس الوزراء السابق "أيهود أولمرت" هل تؤيد ذلك ؟ موفاز / لا، هو أراد بالفعل اتخاذ قرارات بشأن القدس واللاجئين والمياه والمجالات الكهرومغناطيسية، خطة أولمرت لا يمكن أن تكون عملية. سؤال/ لماذا تعتقد بأن إسرائيل يجب أن تقبل بخطة أوباما، والتي اعتبرت بأنها مثيرة للجدل للغاية ؟ موفاز/ خطة أوباما اتخاذ قرار بشأن الحدود والأمن أولاً ، والقدس واللاجئين في وقت لاحق والتي هي جزء من خطتي، ولقد قدمتها لمستشاريه دنيس روس، جيفري فيلتمان ، والي دان شابيرو ، في عام 2009. أنا لا أقول أنه اعتمد على خطتي في مجملها، ولكن كرئيس وزراء ، أنا سأقنع أوباما بقبول خطتي الدائمة. سؤال/ إذا أُقرت الحدود قبل قضية اللاجئين، وإسرائيل قدمت تنازلات في الضفة الغربية، لماذا لا يتنازل الفلسطينيين عن اللاجئين؟ موفاز/ اللاجئين خط أحمر بالنسبة لي، لن يذهب لاجئ فلسطيني واحد إلى الحدود النهائية لإسرائيل، يجب التوصل إلى اتفاق مؤقت وبناء الثقة لاتفاق الوضع النهائي، وخلق أجواء جديدة مع الفلسطينيين والدول العربية وتحسين العلاقات الاقتصادية معهم بشكل كبير. سؤال/هل يمكن التوصل إلى اتفاق مع القيادة الفلسطينية الحالية، أو يجب أن ننتظر الانتخابات التشريعية الفلسطينية والتي أجلت لمرات عديدة ؟ موفاز / حسب خطتي فإن العالم سوف يكون شريكاً، والفلسطينيون لن يكون لهم خيار، لقد حصلت على دعم من قادة العالم، وقد التقيت مع كبار المسئولين الفلسطينيين الذين دعوا إلى خطة واقعية وعقلانية ولكن لا يمكن قول ذلك علناً، أي زعيم فلسطيني منتخب يقبل بشروط الرباعية يمكن أن يكون شريكاً. سؤال/ هل ترى نفسك كزعيم لما يسمى بمعسكر السلام؟ وما رأيك في دعوات رئيس حزب ميرتس السابق "يوسي بيلين" لتفكيك السلطة الفلسطينية ؟ موفاز/ أنا رئيس معسكر واقعي، الذي يريد التوصل إلى السلام، وإصلاح نظامنا الانتخابي، وإجراء تغييرات اجتماعية واقتصادية واسعة، والمساواة في أعباء خدمة الجيش الإسرائيلي. أنا ضد مبادرة جنيف، وأنا لا أتفق مع أفكار بيلين والتي من شأنها أن تؤدي إلى دولة ثنائية قومية، والذي هو أسوء شيء ممكن بالنسبة لإسرائيل. سؤال/هل تتوقع أن تكون المتحدث الرئيس في مسيرات إسحاق رابين التذكارية؟ موفاز/ إذا وجهت دعوة لي لإلقاء كلمة في مسيرات رابين، سأفعل سؤال/ لقد أثنيت على مبادرات أوباما الدبلوماسية بشأن القضية الفلسطينية، هل توافق أيضاً مع طريقة تعامله مع إيران؟ موفاز/ أعتقد بأن إدارة أوباما تلتزم بوقف البرنامج النووي الإيراني ولكني لا أؤيد فكرة أوباما هذا الأسبوع بالسماح لإيران بامتلاك برنامج نووي مدني، سيكون من الصعب جداً أن تراقب، إيران لديها قدرات وطموحات عسكرية، لذلك لا يمكننا أن نغمض أعيننا، لن نسمح لإيران بامتلاك قدرات نووية لأن ذلك سيغير ميزان القوى في الشرق الأوسط. وأميركا تدرك لماذا إسرائيل لا يمكنها أن تقبل بذلك. سؤال/هل تعامل نتنياهو مع قضية إيران بذكاء ؟ موفاز/ حكومته حققت تقدم، لكن لا ينبغي التعامل مع هذه القضية علناً، العالم سوف يتخذ الخطوات اللازمة لمنع إيران نووية، الآن هو الوقت المناسب لدفع العقوبات لوقف البرنامج. وأنا أيضاً أؤيد تغيير النظام في إيران، ولكن منع السلاح النووي يجب أن يكون على رأس الأولويات. سؤال/إذا فشلت العقوبات وجميع الخيارات الأخرى غير العسكرية، هل يمكن أن تأمر بضرب إيران، وهو البلد الذي ولدت فيه، ومسقط رأسك؟  موفاز/هذا ليس له علاقة، الخيار العسكري هو الخيار الأخير، ويجب على إسرائيل أن تكون مستعدة لذلك، ولكن ليس وقته الآن، هناك متسع من الوقت لفرض عقوبات وهو الدور الذي يقوم به العالم، إذا نظرنا إلى إيران تقترب من قدرة نووية عسكرية، هذا سيكون سيفاً على رقبتنا، وضد مصلحة الولايات المتحدة، وسوف أكون أول من يدعم إسرائيل لاتخاذ أي إجراء، وعلى هذا لن يكون هناك ائتلاف ومعارضة. سؤال/ هل تعتقد بأن أوباما سيطلق سراح "جوناتان بولارد" من السجن؟ موفاز/ الوقت سوف يحكم في ذلك، لقد حان الوقت لإطلاق سراحه، إنه لم يعد يشكل أي خطر على الأمن الأمريكي، لا ينبغي أن يكون مصيره مرتبطاً بالانتخابات الأمريكية، وينبغي الإفراج عنه لأسباب إنسانية، ولقد حان الوقت لكي ننهي هذه القضية . سؤال/ هل تعتقد بأن ليفني ستبقى في الحياة السياسية مع وجود قضايا كثيرة معلقة في الهواء؟ موفاز/ هذا قرار يعود لها، لقد قلت بأن مكانها هو في كاديما ولكن كل شخص له بديل، وكانت نتائج الانتخابات واضحة، والحزب سوف يعمل بشكل مختلف الآن. سؤال/ إذا انتخبت كرئيس للحكومة، هل ترى نفسك أيضاً زعيماً ليهود العالم؟ موفاز/ يجب علي أي رئيس وزراء رؤية كل يهود العالم كجزء واحد منا، ويتحمل المسئولية عن كل واحد منهم، والحفاظ على اتصالات معهم. علاقتهم بأرض إسرائيل عميقة، وليس هناك ما يمكن أن يغير ذلك، لقد تحدثت في الاتحادات اليهودية العام الماضي بأمريكا الشمالية، ولقد تأثرت كثيراً من التزام قادة الجاليات اليهودية في أمريكا لمستقبل إسرائيل.