القدس المحتلة / سما / ما زال الفتور يُخيم على العلاقات الأردنية الإسرائيلية، وفي هذا السياق، وعلى وقع الأنباء التي أفادت بأن عمان رفضت طلبا تقدمت به الخارجية الإسرائيلية لإيفاد سفير أردني جديد لها في تل أبيب، قال محلل شؤون الشرق الأوسط في إذاعة الجيش الإسرائيلي، جاكي حوغي، إن الموقف الأردني في هذه القضية يحمل في طياته تناقضا كبيرا.وبحسب حوغي فإن الأردنيين يقولون إنهم يقومون بتفعيل سفارتهم في إسرائيل لمساعدة الفلسطينيين، وهم بالفعل يساعدون الفلسطينيين، إن كان ذلك بالضغط على الحكومة الإسرائيلية، على سبيل الذكر لا الحصر، في قضية القدس، أوْ في المساهمة بإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كذلك يُقدمون المساعدة لتأمين المعونات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ولكن إذا واصلوا تعنتهم ولم يقوموا بإرسال سفير جديد إلى إسرائيل، قال المحلل حوغي، فإن الضرر لن يلحق بالعلاقات الثنائية بينت تل أبيب وعمان، إنما الذي سيلحق به الضرر هو إمكانية مساعدتهم للفلسطينيين، وبالتالي أعتقد قال المحلل حوغي إن تواجد سفير أردني في تل أبيب هو مصلحة أردنية، وإذا قررت عمان عدم إرسال سفير، فهذا شأن خاص فيها، على حد تعبيره، وكانت مصادر حكومية أردنية إن المملكة رفضت طلبًا تقدمت به الخارجية الإسرائيلية لإيفاد سفير أردني جديد لها في تل أبيب.وقالت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها لوكالة الأناضول للأنباء إن هذا الرفض جاء بعد طلبات متكررة من الجانب الإسرائيلي في هذا الصدد وكان آخرها قبل عدة أيام عندما التقى دبلوماسيون إسرائيليون بمسؤولين أردنيين في عمان سرا لكن دون أن يسفر اللقاء عن نتيجة. وكانت عمان قد استدعت الوزير والسفير السابق علي العايد من تل أبيب شهر تموز (يوليو) 2010، احتجاجا على تصاعد أعمال الحفريات الإسرائيلية أسفل المسجد الأقصى بحسب ما قالته الحكومة آنذاك، واكتفى الأردن طيلة الفترة الماضية بالإبقاء على بعض موظفيه في سفارته بتل أبيب. وأرجع مسؤولون أردنيون إصرار المملكة على عدم تعيين سفير جديد في تل أبيب إلى حالة الجمود في عملية السلام بين الإسرائيليين والسلطة الفلسطينية، إضافة لاستمرار عمليات الاستيطان في القدس المحتلة والضفة الغربية، خاصة مع مجيء حكومة يمينية في إسرائيل مؤخرا.وكان الأردن قد عبر عن استيائه خلال الأشهر الماضية من تصريحات بعض المسؤولين اليمينيين ومن بينهم عضو الكنيست ارييه الداد، الذي قال في مناسبات عديدة: إن الأردن هو الدولة الفلسطينية الحقيقية. في السياق ذاته، تناول موقع صحيفة ’يديعوت احرونوت’ على الانترنت قضية طرد محاضر إسرائيلي من إحدى الجامعات الأردنية ، مشيرًا إلى أن السلام بين إسرائيل والأردن قد يكون موجودًا على الورق فقط. وأشار أيضا إلى أن من زار جامعة عمان قد يعتقد أن إسرائيل والأردن عدوتان لدودتان، حيث تجمع حشد كبير من الطلاب احتجاجا على محاضرة د. غدعون انهولت، من جامعة بن غوريون في مدينة بئر السبع، في موضوع الصحة النفسية في كلية الطب، ومنعوه من تقديم المحاضرة، ما اضطر المنظمون إلى تهريبه عبر بوابة خلفية.بالإضافة إلى ذلك، لفت إلى أن المتظاهرين طالبوا بإلغاء المحاضرة، ودعوا إلى طرد السفير الإسرائيلي ووقف عملية التطبيع في العلاقات، وإلغاء اتفاقية السلام بين الدولتين.. علاوة على ذلك، نقل الموقع عن د. انهولت وصفه لعملية تهريبه من الجامعة، بأن الطلاب بدؤوا بتوزيع نشرات تندد بمشاركة المحتلين الإسرائيليين في مؤتمر في الأردن، وطالبوا بوضع حد لذلك، وتابع قائلا إن الأجواء أصبحت مشحونة، وفي نهاية المطاف اضطر الحراس إلى تهريبه من بوابة خلفية. وبحسبه فقد شعر بالخطر عندما علم أن تقديرات قوات الأمن تشير إلى مشاركة أكثر من ألف طالب المظاهرة، وعندها تم تهريبه إلى خارج الجامعة عائدا إلى الفندق، ومن هناك قفل عائدا إلى إسرائيل عن طريق جسر الملك حسين.على صلة، سجلت العلاقات الأردنية الإسرائيلية ترديا إضافيا وصل إلى حد القطيعة الكاملة بين الطرفين، حيث ذكرت مصادر سياسية رسمية في تل أبيب، أن السفير الأردني غادر تل أبيب قبل حوالي السنة، ومنذ ذلك الحين لم يعد إليها، وان من يدير الأمور هو قائم مقام مؤقت مكانه، وقالت ’يديعوت احرونوت’، نقلا عن المصادر عينها، إن تل أبيب طالبت الأردن مرارا وتكرارا بتعيين سفير جديد، إلا أن عمان رفضت المطلب الإسرائيلي، لافتةً إلى أن عدم تعيين السفير الأردني يؤدي إلى ترد إضافي في العلاقات المتردية أصلا بين الدولتين، وان السفير الإسرائيلي في عمان داني نافو، اجتمع إلى وزير الخارجية الأردني مؤخرا وأطلعه على خطورة الوضع، إلا أن ذلك لم يُقنع الأردنيون. وقالت المصادر أيضًا إن القطيعة التامة تُميز العلاقات بين الملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كما أن التعاون بين الحكومتين وصل إلى الدرك الأسفل، وعمليًا، بحسب المصادر، لا يوجد تعاون بالمرة. مضافا إلى ذلك، أوضحت المصادر أن الوزراء الأردنيين يرفضون الاجتماع إلى نظرائهم الإسرائيليين، على الرغم من المحاولات المتكررة من جانب تل أبيب لعقد اجتماعات ثنائية، كما أن لقاءات على مستوى منخفض انعدمت بالمرة.