التوتر بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) ورئيس الوزراء سلام فياض سيحتدم جدا في أعقاب المقابلة التي أجراها فياض مع صحيفة "واشنطن بوست"، ونشرت في نهاية الاسبوع. في المقابلة، التي بدت كبدء لحملة سياسية، يدعي فياض بان ابو مازن وحماس يعملان مع على منع الانتخابات، ويعلن لاول مرة بانه لا يستبعد امكانية التنافس في الانتخابات الرئاسية. في السنة الاخيرة تدهورت العلاقات بين ابو مازن وفياض الى الدرك الاسفل. وكانت الذروة قبل شهرين عندما رفض فياض رئاسة وفد فلسطيني ينقل رسالة من ابو مازن الى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في لقاء عقدته القيادة الفلسطينية مع القيادة الاسرائيلية. فياض، الذي اعتقد أن هذه فكرة غبية وعديمة الجدوى، ابلغ ابو مازن بانه غير مستعد للتعاون مع الخطوة. ومنذئذ يعمل ابو مازن في عدة قنوات كي ينحي فياض عن منصب رئيس الوزراء، رغم الضرر الشديد الذي سيلحقه الامر بالسلطة الفلسطينية في الاسرة الدولية. ففياض يعتبر في واشنطن وفي عواصم اوروبا، التي هي المانحة الاكبر للسلطة الفلسطينية، كرجل مهني، معتدل ونظيف من الفساد. في الاتصالات مع حماس لاقامة حكومة الوحدة، سيترك فياض منصبه وأبو مازن سيكون كرئيس وكرئيس وزراء في نفس الوقت. وفي الاتصالات وافق ابو مازن على سحب الشرط في أن حكومة الوحدة لن تقام الا اذا تقرر موعد الانتخابات. ابو مازن وحماس على حد سواء غير معنيين باجراء حملة انتخابات، خشية أن يفقدا فيها قوة سياسية كبيرة. في المقابلة مع "واشنطن بوست" تحدث فياض مثلما لم يتحدث أبدا علنا، وانتقد ابو مازن مباشرة. "اذا سألتني، فاني غير مقتنع بان هناك جدية لاجراء الانتخابات"، قال للصحافية ليلي فيماوت، مالكة الصحيفة. وسألت فيماوت فياض هل يقصد انه لا توجد جدية بالنسبة للانتخابات لدى حماس. "من جهة حماس بالتأكيد – وأبقي جوابي هكذا"، قال. "ابو مازن انتخاب في كانون الثاني 2005 لولاية من أربع سنوات... حماس انتخبت في كانون الثاني 2006 لاربع سنوات ايضا – ولاية الجهتين كان ينبغي أن تنتهي منذ زمن بعيد". وواصل فياض الهجوم على ابو مازن وعلى حماس بل وألمح بان على الفلسطينيين أن يخرجوا الى احتجاج شعبي مطالبين باجراء الانتخابات. "يجب اعطاء الناس فرصة لتحقيق حقهم في انتخاب قيادتهم. كان هذا ينبغي أن يحصل منذ زمن بعيد. هذا ما يهمني حقا. أعتقد أنه سيكون للناس شيء أو شيئين يقولونه (اذا امتنع ابو مازن وحماس عن اجراء الانتخابات. ب. ر). اعتقد أن الناس لن يوافقوا على ذلك. أتوقع من شعبنا أن يطالب بفرصة انتخاب قيادته. هذا شيء ينبغي فرضه على الساحة. فالناس لا يمكنهم أن يصبروا الى الابد". وأوضح رئيس الوزراء الفلسطيني، بانه حتى لو نحي عن منصبه كرئيس للوزراء، فانه يعتزم مواصلة العمل في الساحة السياسية الفلسطينية. وقال: "أنا لن أذهب الى أي مكان. هذا حلمي ولست ملزما بان أكون في الحكومة كي أحققه". وسألت فيماوت فياض هل يعتزم التنافس في الانتخابات على الرئاسة. فقال: "لا استبعد ذلك. اذا رأيت أن فرصي معقولة، فسأسير في ذلك. أعتقد أن هذا أمر قابل للتحقيق".