خبر : الرئيس المؤخر بقلم: الداد باك يديعوت 22/6/2012

الجمعة 22 يونيو 2012 05:40 م / بتوقيت القدس +2GMT
الرئيس المؤخر  بقلم: الداد باك   يديعوت 22/6/2012



 يستل محمود ابن الثامنة والعشرين من عمره، وهو خريج معهد التجارة الذي يجب عليه ان يعتاش من اعمال عارضة، يستل من محفظته بفخر صورة ابنته ابنة السنتين نجوى. وبرغم حداثة سنها صُورت وشعرها مكسو بخمار قاتم اللون للحفاظ على حشمتها. وليس محمود مسلما متطرفا، فهو حليق الذقن كما ينبغي وشعره ممسوح بالجل ويلبس بنطال جينز بحسب الموضة وقميصا قصير الكُمين ضيقا. وقد صوت في انتخابات الرئاسة لاحمد شفيق المرشح المستقل في ظاهر الامر وممثل المعسكر العلماني المقرب جدا من النظام العسكري.             "تحتاج مصر الى رئيس ذي تجربة يستطيع ان يواجه المشكلات الكثيرة ويعيد بناء الاقتصاد سريعا"، يُبين. "ان مرشح الاخوان المسلمين الدكتور محمد مرسي يعد بأشياء كثيرة لكنه بلا تجربة ولا يعلم أحد ما هي خططه الحقيقية. نحن في حاجة الى رئيس يعيد السياحة والاستثمارات الاجنبية ويُقر الامور من جديد ويُقر الامن الداخلي ويُصرف سياسة خارجية ذات مسؤولية".             كان محمود يرمز في نظري هذا الاسبوع الى نفس مصر المنقسمة في الايام المصيرية والى التوترات المرهقة التي تمر بها. وهو يعتبر في ملايين الناس الذين خرجوا قبل سنة ونصف الى ميدان التحرير للتظاهر على مبارك ونجحوا في اسقاط النظام. لكن في الوقت الذي مر منذ ذلك الحين جرى على محمود – مثل كثير من المصريين – وعي سريع.             ان التجربة الديمقراطية القصيرة التي عبرت عنها انتخابات مجلس الشعب أسهمت اسهاما كبيرا في تلاشي النشوة الثورية. "صدقني أو لا تصدق"، يقول منير وهو من نشطاء الحركة الديمقراطية، "فرح ناس كثيرون حينما نشرت المحكمة الدستورية في الاسبوع الماضي قرارها المتعلق بعدم قانونية انتخابات مجلس الشعب وبفض مجلس الشعب.             "كنا في البداية فخورين بمجلس الشعب هذا. وتابعنا مدة ساعات النقاشات في التلفاز ورأينا أمام أعيننا كيف أصبح انجازنا سيركا. ان حكم الاسلاميين قد تُرجم من فكرة مجردة الى صورة لمئات الرجال ذوي اللحى والنساء ذوات الخُمر يقررون مستقبل مصر. وحينما استقر رأي أحد النواب السلفيين على قطع مباحثات مجلس الشعب بصوت الأذان زيدت السخرية على الخوف لأنه لا يمكن ان تُدار دولة على هذا النحو".             رصاصة في الرأس             يعلم الاخوان المسلمون ايضا، الأسياد الجدد للشارع المصري بالمزاج المتغير. وكان المؤتمر الصحفي الذي جمعه مرسي بعد اغلاق صناديق الاقتراع بساعات معدودة دليلا واضحا على ذلك. أعلن متحدثوه في الحقيقة الفوز لكنهم نسبوا اليه أكثرية ضئيلة تبلغ 52 في المائة لا أكثرية ساحقة كالتي حصلت عليها الاحزاب الاسلامية في انتخابات مجلس الشعب. قد يكون الاخوان بلا تجربة في العمل الحكومي لكن لهم حواس سياسية حادة. بل يعترف حتى خصومهم الشديدو الخصومة في المعسكر الديمقراطي بأن في صفوف الاخوان ساسة كبارا يتحكمون تحكما جيدا بخبايا اللعبة بصورة أفضل من اولئك الذين اضطُهدوا طوال السنين بين أظهر العلمانيين.             يعلم الاخوان جيدا حدود قوتهم ويريدون الامتناع بكل ثمن عن معاودة أخطاء الماضي. وقد أوضح لي محمد ابن السادسة والعشرين، وهو طالب طب في جامعة عين شمس ونشيط متطوع مخاوفهم في مراحل الثورة الاولى وأوضح لي بقوله: "ان 1954 منقوشة في ذاكرتنا جيدا. لا نريد أن نُمكّن الجيش من ان يكرر ما فعله بنا عبد الناصر".             ان الاخوان الذين كانوا آنذاك أكبر حركة سياسية في مصر، تعاونوا مع ضباط الجيش الذين أسقطوا النظام الملكي الفاسد في 1952. وكان جمال عبد الناصر، وهو من قادة "الضباط الأحرار" واحدا من المتصلين بالاخوان واعتبره الاسلاميون واحدا منهم خطأ، لكن منذ اللحظة التي تولى الحكم فيها بدأ يُنحيهم جانبا.             وقد مكّنت محاولة اغتياله في 1954 على يد نشيط من الاخوان المسلمين، مكّنت النظام من ان يبدأ حملة قمع لم يسبق لها مثيل ويزج بقادة الحركة في السجون ويُعدمهم ويحطم البنية التحتية التنظيمية ويوجب على الاخوان ان يجلوا جلاءا طويلا أو يمارسوا العمل السري.             التقيت مع محمد أول مرة قرب ميدان التحرير في المظاهرات الجماعية التي سبقت خلع الرئيس، وحافظنا منذ ذلك الحين على علاقة والتقينا في كل مرة زرت فيها مصر تقريبا. وفي هذه الفترة غيّر صورته وحلق لحيته السوداء لكن ارتيابه الشديد في نوايا النظام العسكري لم يقل بل بالعكس، فقد عززت التطورات السياسية ولا سيما في الايام الاخيرة ايمانه بأن قادة المجلس العسكري الأعلى سيفعلون كل شيء لمنع نقل السلطة الى الاخوان.             ان حل مجلس الشعب ومصادرة السلطات من رئيس المستقبل ونقلها الى الجيش وتأخير نشر نتائج الانتخابات – كل ذلك يُرى أنه انقلاب عسكري جديد. وهم في معسكر شفيق ايضا على يقين من ان المشير محمد الطنطاوي سيفضل ان يطلق النار على رأسه على ان يُسلم مرسي ورفاقه سلطات ادارة شؤون مصر.             ومع ذلك فان مؤيدي الديمقراطية منقسمون بشأن طريقة سلوك قيادة الجيش، فيقول لي واحد منهم فضل الامتناع عن التصويت للرئاسة بأنه لم يشأ ان يعطي صوته لمرشح النظام القديم ولم يكن يستطيع ان يصوت لمرشح متدين، قال لي: "لا يعلم الجنرالات أنفسهم ما الذي يريدونه. انهم يريدون ان يعودوا في أسرع وقت ممكن الى قواعدهم العسكرية ويعفوا أنفسهم من ادارة الوضع المعقد الذي نشأ في الدولة".             "يعلم الجيش بالضبط ما الذي يريده ويُدبر الامور تدبيرا ذكيا"، يزعم في المقابل نشيط معارضة ديمقراطي أعطى شفيق صوته لمنع تحول مصر الى دولة اسلامية. "أوضحوا للمصريين بانتخابات مجلس الشعب ما الذي ينتظرهم اذا سيطر الاسلاميون على الدولة. ان اعلان مقر الاخوان في يوم الاثنين فوز مرسي أسقط هو وحده البورصة وأفضى الى هرب مليارين ونصف مليار جنيه مصري. وأفادت الصحف هرب فنانين علمانيين خارج مصر. ويرى الناس ان السياحة تضررت، وفي دولة يعتاش فيها واحد من ثمانية من ذلك، من الواضح ماذا سيحدث اذا أجاز الاخوان والسلفيون قوانين تُحرم بيع الكحول. وقد عرف الجيش كيف ينشيء جو يوجب على الناس ألا يُسلموا مستقبلهم للاسلام المتطرف".             ماذا لنا وتحرير فلسطين             لعبت سخونة الأحداث من جديد في مثلث الحدود بين مصر واسرائيل وغزة هذا الاسبوع لمصلحة معارضي الاخوان المسلمين، ففي حين ربطوا في اسرائيل الهجمات بالصواريخ على الجنوب بفوز مرسي المرتقب في الانتخابات ونشوء جبهة اسلامية، وفي حين تم تغيير شعار مظاهرة الاخوان في التحرير معارضة لحل مجلس الشعب من "الشعب يريد اسقاط النظام" الى "الشعب يريد تحرير فلسطين"، زادت في الشارع المخاوف من حرب مع اسرائيل.             "من ذا يحتاج الى التصريحات الغبية لتحول القدس الى عاصمة مصر الجديدة؟"، يقول زكي غاضبا، وهو محامي شاب من أبناء الأقلية المسيحية القبطية. "هل يعتقدون حقا ان الناس سيكونون على استعداد للقتال من اجل تحرير فلسطين؟ أفنحن قادرون أصلا على ان نحارب اسرائيل؟.             "أقام الاسرائيليون مئات الدبابات وكتائب كاملة قبالة الحدود. أنحتاج الى حرب؟ يريد الناس هنا ان تعود حياتهم الى مسارها وان يُحرز تحسن اقتصادي. وبينت تصريحات الاخوان المغامرة فقط أننا نحتاج الى رئيس يسلك سلوكا مسؤولا ولا يجعل العالم كله ضدنا".             صوت زكي مثل كثيرين من أبناء الطائفة القبطية لشفيق بلا أي تردد، وبرغم ان الكنيسة أعلنت الحياد وامتنعت عن ان تؤيد علنا مرشحا ما، وقفت الطائفة المسيحية الكبيرة وقوف رجل واحد الى جانب العسكري العلماني. وقد تحول كابوس تحول مصر الى دولة شريعة اسلامية من تهديد متوهم الى واقع. وقد هاجر أكثر من 150 ألف قبطي في الاشهر الاخيرة، وهذا هرب أدمغة جماعي يصاحبه هرب مال لأن الذين يستطيعون ان يُدبروا لأنفسهم جوازات هجرة الى الغرب يُعدون على نحو عام في الطبقات العليا.             تحول احتمال الحرب مع اسرائيل ايضا في نظر كثير من المصريين الى تهديد حقيقي. "بعد سنة حينما أبلغ سن الثلاثين يفترض ان أحصل على اعفاء"، يقول واحد ممن تحدثت معهم. "يجب علي الآن ان آخذ في الحسبان احتمال ان يجندوني مع كل ذلك ويرسلوني لأحارب اسرائيل بسبب مباديء لا أومن بها".             يعرف مؤيدو الجيش كيف يستعملون تهديد الحرب مع اسرائيل لحاجاتهم ايضا. في ارض النيل التي تغرقها الاشاعات ونظريات المؤامرة هناك من يؤمنون ايضا بأن اسرائيل تخطط لاستغلال عدم استقرار مصر الداخلي للسيطرة على سيناء من جديد أو لانشاء شريط أمني لمواجهة اطلاق الصواريخ على الأقل كالشريط الذي كان في جنوب لبنان. "اذا حدث هذا حقا فسيستطيع رجل عسكري ذو خبرة فقط مثل شفيق ان يحمي ارض مصر ومصالحها"، يقول زكي.             بازاء سيناريوهات الحرب يحظى نتنياهو وحكومته بالمدح على ألسنة ناس في الادارة لسلوكهم منذ بدأت الثورة. "نحن محظوظون لأن يمينكم موجود الآن في الحكومة لا في المعارضة"، يقول لي مبتسما موظف مصري رفيع المستوى. "تخيل ماذا كان سيحدث لو لم يكن افيغدور ليبرمان وزير الخارجية، فقد كان هو الذي قال ان مصر هي أكبر تهديد استراتيجي لاسرائيل بل أكبر من ايران، سيقصف بتصريحات قتالية من المعارضة، لكنه باعتباره وزيرا رفيعا يحافظ على صمت يُسهل علينا جدا.             "لا يُجر نتنياهو ايضا الى حرب كلامية مع مصر كانت ستوجب علينا ان نرد ونُحدث توترا، وكان هذا التوتر لا يخدم سوى أعداء السلام".             ويتابع الموظف قائلا: "من الصحيح الى الآن ان اتفاق السلام ما يزال صامدا، يمكن ان نزعم انه ينبع من انه بقي من الاتفاق الورق الذي كتب عليه فقط، فليست لكم سفارة في مصر ولم تعد توجد علاقات اقتصادية وأدخل الجيش المصري قوات الى سيناء، لكنه توجد قنوات اتصال مفتوحة وهذا انجاز".             ليس الجميع في القاهرة يشاركون الموظف في إطرائه. فهناك من يُفسرون ضم كديما الى الحكومة بأنه انشاء "مجلس حرب مصغر" مؤلف من "جنرالات وصقور" يطمحون الى مهاجمة مصر واحداث واقع جديد في الشرق الاوسط بالتنسيق مع واشنطن.             "اتفاق سايكس بيكو جديد"، هكذا تُسمى هذه النظرية التي تنسب الى اسرائيل والولايات المتحدة نية استغلال التوترات العرقية في الدول العربية لتقسيم المنطقة من جديد كما فعلت فرنسا وبريطانيا في أواخر الحرب العالمية الاولى مع انحلال الدولة العثمانية. ويفترض ان تُقسم مصر وسوريا وليبيا ولبنان – في رأي آباء هذه النظرية - في المستقبل القريب كل واحدة الى عدة دول جديدة تُسلم لتحكمها طوائف أو قبائل مختلفة.             ويرى الاخوان المسلمون ان اسرائيل والولايات المتحدة هما اللتان تجذبان الخيوط من وراء عمل المجلس العسكري الاعلى، ويشارك في هذا التصور ايضا فريق من الثوار العلمانيين الذين استقر رأيهم على ان يعاونوا الاخوان في احتجاجهم على قرار حل مجلس الشعب وتأخير نشر نتائج الانتخابات.             يرى هؤلاء الثوار ان حل قبضة الجيش عن ادارة الدولة يسبق مناضلة الاسلاميين عن هوية "الجمهورية المصرية الثانية" المستقبلية. وهكذا أصبح الاخوان المسلمون الذين كانوا على حذر كبير من المشاركة علنا في مراحل الثورة الاولى، أصبحوا قوة متقدمة شرعية للحركة الشعبية لتغيير النظام واستقر رأيهم على ان يتحدوا مباشرة عدوهم الأقدم، أي الجيش.             عصابات مسلحة             ليس توحيد الصف بين الاخوان وبعض قوى الثورة العلمانية هو الحلف الغريب الوحيد الذي نشأ في مصر في الاسابيع الاخيرة. والتقدير هو ان السلفيين – وهم حركة اسلامية أكثر تطرفا تريد ان تقود من جديد مذهب حياة كان في ايام النبي محمد – أعلنوا تأييد ترشيح مرسي لكنهم أمروا مؤيديهم بأن يصوتوا لخصمه بسبب الاختلافات الفكرية السائدة بين التيارين. فالسلفيون يرون الاخوان جسما معتدلا جدا وذا ميل الى مهادنة الظروف. وهم يفضلون ان يعززوا قوة مرشح الجيش للافضاء الى حرب استنزاف بين النظام القديم والاخوان يربحون هم وحدهم منها – في تقديرهم.             تستعد القوى جميعا لهذه الحرب الداخلية الآن. وقد تشعل هوية الفائز في الانتخابات التي قد تُكشف في مطلع الاسبوع القادم – اذا لم يستقر رأي اعضاء اللجنة الانتخابية العليا على الغاء التصويت بسبب مقدار التزوير الكبير والاخلال بحرية الانتخاب – ان تشعل حربا أهلية. وحذر متحدثو الاخوان هذا الاسبوع مرة بعد اخرى من انه اذا أُعلن ان الجنرال شفيق رئيس فستنشأ صدامات "عنيفة خطيرة" بين الشعب والجيش.             مع اعلان اللجنة أول أمس تأخير نشر النتائج بادر الاخوان الى اعلان أنهم يبدأون اضرابا جماعيا في ميدان التحرير. واليوم بعد صلاة يوم الجمعة في المساجد يتوقع ان يحضر مرسي الى الميدان لأداء قسم شعبي للرئاسة.             في توقيت غير عرضي كشفت وزارة الداخلية هذا الاسبوع عن ان قوات الامن ضبطت كمية ضخمة من الاسلحة الثقيلة هُربت الى مصر وفيها 100 صاروخ مضاد للدبابات. اذا كان قد شاع الى الآن ظن ان تهريب السلاح الى مصر مخصص للفلسطينيين فانه يتغلغل الآن الى وعي المصريين ادراك انه يتم تسلح تحت أنوفهم قد يوجه عليهم. ان قدرا يزداد من السلاح يتنقل بين أيد خاصة لا من اجل الدفاع عن النفس فقط. ويتحدثون هنا عن عصابات مسلحة تخضع لأمر الاخوان المسلمين والمنظمات السلفية.             ان السائر في وسط القاهرة لا يستطيع ألا يلاحظ استعداد قوات الامن لنشوب عنف جديد أشد مما سبقه. وتحمي المكاتب الحكومية الشديدة الحساسية – الداخلية والمالية والدفاع والعدل – قوات مشتركة بين الجيش والحرس الوطني. وتقف مدرعات مليئة بقوات تفريق المظاهرات في شوارع جانبية. ودار الحكومة كلها محاطة بسور حجري من جهة وبأسلاك شائكة من جهة ثانية. وأُقيم عند مداخل "مجلس الشعب" ومجلس الشورى – وهما مجلسا النواب اللذان حُلا – جنود مسلحون. ان الجو في القاهرة مشحون بالتوتر.             سيتعرض الجيش المصري في الايام القريبة الى أكبر امتحاناته منذ كانت الحروب مع اسرائيل وربما يكون هو الأكبر. اذا وحينما ينشب قتال جديد في الدولة ستواجه القوات معضلة صعبة: فسيضطر الجنود البسطاء الذين يؤجرون أجورا تسد الرمق الى الاختيار ما بين طاعة قادتهم الأثرياء المُنعمين المتمتعين الرئيسين بسيطرة الجيش على موارد مصر الرئيسة وبين الانضمام الى قوى الثورة التي يعتبر كثير من أبناء عائلتهم فيها. فلمن يكون ولاؤهم آنذاك؟.             في مراحل الثورة الاولى جُنب الجنود هذه الحيرة، فقد رأى الجميع الجيش هو الجهة الوحيدة القادرة على المصالحة والوصل بين النظام والشعب وعلى ضمان استقرار مصر وأمنها الداخلي. وكان الأعداء آنذاك رجال الشرطة الفاسدين والمقربين من مبارك. وفي الـ 18 شهرا التي مضت تغيرت صورة الجيش الايجابية تغيرا كبيرا وأصبح كثيرون يرونه متابعا لنهج النظام القديم الذي يريد ان يؤبد سلطته.             في حين أصبح نصف السكان على استعداد ليُسلموا الى الجيش تحول مصر الى ديمقراطية، يرى النصف الآخر الجيش اليوم عدوه اللدود – ويحصل شقاق عميق بين جزئي مصر هذين. بقيت عشرة ايام الى الموعد الذي وعد فيه الجيش بنقل السلطة الى الرئيس المنتخب ديمقراطيا. وقد تكون عشرة الايام القادمة مصيرية جدا لمستقبل مصر والشرق الاوسط كله.