برنامج "الكلمة الاخيرة" في صوت الجيش نال ذات مرة جائزة قائد المحطة. امس بدأ البرنامج بتراشق للكلام بين المقدمين، جاكي ليفي وابري جلعاد، في موضوع مهاجري العمل. ليفي قال ان حقيقة ان اسرائيل هي حالة خاصة في العالم لا تعفينا من مراعاة اقتصاد آخرين و"تطالبنا بان نرى كم مكانا شاغرا يوجد لدينا". وهذا ما قاله جلعاد في تعقيبه، باختصار لا يخرج شيئا عن سياقه: "صحيح أن علينا أن نفحص كم مكانا شاغرا يوجد لدينا، ولكن حذار ان ننسى أن من يدقون ابوابنا ينتمون الى الاسلام، والاسلام اليوم هو المرض الاشد الذي يعربد في العالم. فهو يسمم المؤمنين به ويسمم كل مكان يصل اليه. الناس الذين يأتون الينا، ولا سيما جنوب السودان هم أناس جد معتدلون، الوجه الجميل حقا للاسلام... المشكلة هي انه عندما تحمل أنت الفيروس، فانك لا تعرف متى سيتفجر لك... كل مسلم يدخل الى هنا كفيل بان يصبح حاملا لعلم الاسلام العالمي... ولهذا فان علينا أن نحذر على حياتنا". ليفي رد بالضحك في موضوع آخر. عشرين دقيقة بعد ذلك، عندما قال جلعاد ان "الطائفة الاصولية يجب أن تتلقى معاملة منظمة ارهابية"، ضج محادثه وقال انه لا يجب التعميم. يمكن ان نفهمه: فالحديث يدور عن يهود لا يحملون فيروس الاسلام. ليس عندي شيء مع ابري جلعاد. فلم يسبق ان كان في نظري مفكرا يجب التصدي لمذهبه الفكري، وحقيقة أنهم اعطوه ميكروفونا في محطة اذاعية قطرية لا تجعله هكذا. كما اني لن العب هنا لعبة "ضعوا في قوله "اليهودية" بدلا من "الاسلام" وستحصلون على شيء كان سيدفعنا الى اطلاق الصرخة وعن حق، لو قاله مذيع راديو فرنسي/امريكي/ هوتنتوتي". كما ليست لدي أي مشكلة في أن هراء من هذا النوع يبث في الاذاعة: وسائل الاعلام تحتمل كل شيء، بما في ذلك الهراء العنصري التعميمي عن أكثر من مليار من الناس ويرى في من ولدوا لايمان معين حملة فيروس. لو كان جلعاد ينشر فيروس الغباء هذا في محطة خاصة، لكان كل شيء على ما يرام. لدي مشكلة مع صوت الجيش. فهذه محطة تمول من ميزانية حكومية، هي بحد ذاتها تمول من ضرائب المواطنين، والتي حسب معطيات مكتب الاحصاء المركزي 17 في المائة منهم يحملون فيروس الاسلام. بمعنى، واحد من كل ستة اسرائيليين وجد نفسه أمس يمول من جيبه محطة قالوا فيها عنه انه يحمل وباء. معظم العاملين في المحطة هم جنود، يلبسون بزات الجهاز الذي يرمز اكثر من اي شيء آخر الى الدولة. ونتفق نحن، طواعية أم خلافا لرأينا، على أن تبذل المساهمة في مكان آخر؛ فمحطة كهذه لا يمكنها ببساطة ان توافق على مثل هذه الاقوال الصادرة عن عامل فيها. تحدثت مع قائد المحطة يرون ديكل. قال لي انه لم يسمع الاقوال واني أول من يعقب عليها. لم اسقط من كرسي: فأنا أفترض بان الكثير من المستمعين يتماثلون معها. في وقت لاحق جاء رد فعل المحطة: "صوت الجيش يتحفظ تماما من التعابير التي اطلقت في برنامج "الكلمة الاخيرة". بمثل هذه التعابير لا يوجد ولا يمكن ان يوجد مكان في المحطة. نأسف اذا كان احد ما اهين مما قيل" واضح من هذا التنكر أن ديكل يفهم بانه اذا ما اتفقت مع ما قيل صمتا، فان صوت الجيش يخسر المبرر الوحيد لوجوده، الضرائب التي تموله، تسوية الخدمة المريحة لجنوده. اذا كان صوت الجيش هو عمليا مثل كل محطة خاصة، فقد حان الوقت لان تكف ضرائبنا عن تمويله ويكف جنودنا المجندون في جيش الدفاع الاسرائيلي عن الخدمة فيه. والان يتبقى ان نرى اذا كان مقدمو البرامج بل وربما حتى مستمع واحد آخر يفهمون هذه الامور.