خبر : مصر ذاهبة لبيت الطاعة .. أم لثكنة عسكرية..د.عبير عبد الرحمن ثابت

الأربعاء 06 يونيو 2012 12:33 م / بتوقيت القدس +2GMT
مصر ذاهبة لبيت الطاعة .. أم لثكنة عسكرية..د.عبير عبد الرحمن ثابت



خياران أحلاهما مُر ... تفصلنا عن إحداهما أيام قليلة .. ولتسدل الستار على ثورة 25 يناير وتبدأ مصر عهد جديد .. فإما تدخل لبيت الطاعة وعلى يمينها المرشح الإسلامي محمد مرسى وخلفه المؤسسة الإخوانية  تزفه بالفتاوى الدينية التى تبشر كل من انتخبهم  بدخول الجنة ، وتمنحهم صكوك الغفران .. وإما تذهب المحروسة لثكنة عسكرية على مقدمتها أحمد شفيق وتقود عجلاتها المؤسسة العسكرية .. وتبشر الشعب بأمن وأمان وسلامه واطمئنان  .   فقبل أيام بارك القضاء المصري لمبارك البالغ من العمر 84 عام .. على ما قام به على مدار ثلاثين عام ومنحه الموافقة على قضاء ما تبقى من عمره فى سجن خمس نجوم بمواصفات ملوكية كالذي يحبس الملوك طليقاتهم بها خوفا من زواجها مرة أخرى وإنجاب إخوة لولاة العهد . فلم يكن يحلم مبارك بمثل هذا السجن .. لو نجح انقلاب ابنه جمال الذى خطط له قبل الثورة بفترة وجيزة  مع أفراد من بطانة الرئاسة .. وكشفته المخابرات الإسرائيلية وأخبرت مبارك فى اللحظات الأخيرة ..  ولم يكتفي القضاء المصري بذلك بل قدم لهذا العجوز المخلوع  اعتذار ترجمه بتبرئة نجليه جمال وعلاء .. وأما عائلات الشهداء والمفقودين فلهم الله .. فالعدالة فقط فى السماء وعلى الأرض لا مكان إلا للظلم والإجحاف .. وقد خرج الألوف وقادة الثورة محمولين على الأكتاف يهتفون ويصرخون ويطالبوا برأس مبارك .. وحينما تعبوا من الهتاف عادوا لبيوتهم كالعادة .. فالقضاء قضى بكلمته وكل ما يحدث فقاعات لا قيمة لها .   وكانت تلك المحاكمة فرصة ذهبية للإخوان ليطبلوا ويزمروا فيخرج مرسى ويقول " الثورة لم تنتهِ بعد ويجب الاستمرار فيها حتى تحقيق كل أهدافها. . أطالب بمعاقبة كل الذين أطلقوا النار على ظهر المتظاهرين .. ووعد بالتأكد من أن تجرى محاكمة معادة لمن قتل الثوار وأفسد الحياة السياسية ..  وكذلك أشاعوا بأنه فى حال نجح شفيق سيفرج عن مبارك .. والذي سارع بدوره وقال أن المحكمة أثبتت بأنه لم يعد هناك أحد في مصر يقف فوق القانون ..  وفى الواقع لو نجح مرسى لن يستطيع إعادة محاكمة مبارك ، فالمجتمع الدولي والعربي والخليجي يريد هذا القرار لمبارك .. ولن يستطيع الإخوان فتح هذا الملف مرة أخرى لان أمامهم أرشيف من الملفات الاقتصادية والسياسة والدولية والاجتماعية أهم من مبارك وعهده . فكل ما يعنيهم الاستيلاء على الحكم ولا عوز لرأس الحاكم .   ولقد أثبتت الانتخابات بأن النجاح فقط للمؤسسات ، فكل المتابرين وصل منهم من تدفع به مؤسسة ، فالمباراة كانت بين مؤسستين الأولى مؤسسة الأخوان المسلمين والذي أثبتت جدارتها فى التنظيم والقدرة على كسب المعارك بالدين والكابونات والفتاوى ووعد الفقراء والجهلة بالجنة . والثانية المؤسسة العسكرية والتى تلوح بفلتان أمنى شامل سيحرق الأخضر واليابس لو انسحبت من الساحة السياسية وتركتها للبلطجية وقطاع الطرق .   واليوم طل علينا نتنياهو ليوجه نصائح للشعب المصري وتحدث عن الحكم الإسلامي ، وأبدى تخوفه منه ، والجميع يعلم بأن المرشح الإسلامي محمد مرسى صرح بأنه لا يرى في إسرائيل عدوا ، وكان شريكاً كممثل الإخوان في حركات علمانية لتغيير النظام ، في الهيئة السياسية التي أقامها محمد البرادعي ، وأثبت الإخوان بالتجربة فى عدة دول بأنهم لا يسعوا لتدمير إسرائيل بل يسعوا لتدمير أبناء جلدتهم المعارضة لهم وتكفيرهم وسحلهم بسَك من الأمير .   الجميع بانتظار أين سترسو سفينة النجاة بأرض الكنانة ... فمصر قلب الأمة العربية وحاملة هموم الدول المحيطة بها وخاصة القضية الفلسطينية  .. فالرئيس القادم لا يعنى ابن القاهرة والإسكندرية والصعيد فقط .. بل يعنى ابن غزة والخرطوم والرياض وعمان وكافة الدول العربية .   دعوتنا لجميع المصريين فى كل مكان بأن يصوتوا لمن بروه مناسبا وحريصا على مصلحة  مصر والعالم العربي .. ولمن يستطيع أن ينهض بمصر ويعيدها إلى قيادة  السرب .. وكان الله فى عون مصر وأهلها فى الأيام الضبابية القادمة .