خبر : خطة عنان للسلام تنهار: الثوار السوريون يطالبون بالتدخل../هآرتس

الثلاثاء 05 يونيو 2012 03:45 م / بتوقيت القدس +2GMT
خطة عنان للسلام تنهار: الثوار السوريون يطالبون بالتدخل../هآرتس



أعلن الجيش السوري الحر أمس بان لم يعد يلتزم بصيغة وقف النار لكوفي عنان ودعا مبعوث الامم المتحدة نفسه الى الاعلان عن فشل الخطة. كما دعا الثوار الى اقامة مناطق عزل آمنة داخل سوريا واستخدام المراقبين الدوليين ليس كقوة مراقبة بل كقوة عسكرية بكل معنى الكلمة، بموجب البند السابع من ميثاق الامم المتحدة. بالمقابل، في لقاء عقد أمس في سان بطرسبورغ بين ممثلي الاتحاد الاوروبي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوضح الاوائل بان لا بديل في هذه الاثناء عن خطة عنان. وانضم اليهم أيضا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي دعا الرئيس السوري بشار الاسد الى الايفاء بالتزامات الصيغة. ولكن عمليا يوم السبت تنكر الجيش السوري الحر لالتزامه عدم الهجوم على أهداف عسكرية وبلغ أمس عن مقتل نحو مائة جندي سوري بنار قواته في نهاية الاسبوع. ولكن الجيش السوري الحر ليس سوى واحدة من القوى التي تخوض الحرب داخل سوريا والى جانبه، ولكن دون تنسيق معه تعمل "مجالس عسكرية" محلية يقودها الجنرال الفار مصطفى الشيخ. بين قائد الجيش السوري الحر، الجنرال رياض الاسعد، وبين الشيخ يوجد خلاف عميق في مسألة الموقف من خطة عنان. وبينما يطالب الشيخ بمنح حرية عمل للمجالس العسكرية التي تعمل في مناطق مختلفة في سوريا بشكل مستقل وتقرر بشكل مستقل اذا كانت سترد على هجمات الجيش السوري أم المبادرة بنفسها في العمليات ضده، طالب الاسعد حتى الان التمسك بخطة عنان.  هذا مجرد القليل من هامش القوى المركب داخل المعارضة السورية. الاسعد والشيخ لا يقبلان باملاءات المجلس الوطني السوري، منظمة المعارضة الاكبر التي تعمل خارج الدولة وبذلك يصبح من الصعب على المعارضة السياسية في المنفى عرض موقف وقيادة موحدة يمكنها أن تكون بديلا للنظام. الخلافات بين القوات المسلحة داخل سوريا، وبينها وبين المعارضة خارج الدولة هو أحد أسباب التوافق بين الاتحاد الاوروبي، روسيا، الادارة الامريكية والناتو على أن في هذه اللحظة لا يوجد بديل حقيقي لخطة عنان. وذلك رغم أنه لا يرى أي طرف في خطة عنان أكثر من قطعة ورق لا معنى لها. ففي ظل انعدام قيادة بديلة متفق عليها وبدون قوة عسكرية موحدة يمكنها أن تعمل بشكل هام ضد قوات الاسد، لا يمكن لاي هجوم جوي أن يحدث التغيير وحده.  وواصل الجيش السوري امس قصف مدينتي إدلب ودرعا. قواته أطلقت النار ايضا في ضواحي دمشق وحلب. حتى ساعات المساء بلغ عدد القتلى 31 شخصا. وحسب خطاب الاسد في البرلمان أول أمس، لا توجد للنظام السوري أي نية لسحب قواته، بل لتوسيع الهجوم. وعن الحوار السياسي بين المعارضة والنظام السوري لا احد يتحدث، وذلك لان المعارضة في المنفى هي الاخرى منقسمة.  إقامة مناطق فصل داخل سوريا هي خيار يحظى بدعم بعض الدول العربية مثل السعودية، الكويت وقطر. تركيا هي الاخرى مستعدة لتبني هذا الخيار شريطة أن يتخذ كقرار من الامم المتحدة. ومثله أيضا مطلب تفعيل البند السابع في ميثاق الامم المتحدة، والذي يسمح للمراقبين باستخدام القوة العسكرية للحفاظ على الهدوء في الدولة. ولكن طالما كانت روسيا والصين تعارضان التدخل العسكري، فلن يكون ممكنا اتخاذ مثل هذا القرار، ولهذا فان هذا الخيار ايضا يبقى حاليا على الورق.