غزة / سما / في تاريخ النضال الفلسطيني لعبت المرأة الفلسطينية دوراً بارزاً ومؤثراً؛ حيث كانت ولا تزال ركناً مهماً من أركان المقاومة التي لم يقتصر دورها فيها على حمل السلاح بل والنضال بالكلمة والقلم بالصوت والصورة.وعلى شرف يوم الصحفي العالمي اتجهت بوصلة برنامج "المرأة والمجتمع" الذي تعده وتقدمه الصحافية حنان أبو دغيم عبر أثير إذاعة الإيمان وينفذه مركز شؤون المرأة بغزة إلى موضوع المرأة والإعلام وإشكاليات عمل المرأة في حقل "الألغام". الكاتبة الصحفية سعاد أبو ختلة تطرقت خلال الحلقة للحديث عن الإشكالية التي تعاني منها الإعلامية الفلسطينية والتي ترتبط ارتباط بنظرة المجتمع السلبية والصورة النمطية التي كرسها الإعلام العربي والفلسطيني عن المرأة بشكل عام. وقالت أبو ختلة خلال حديثها:"صحيح أن نظرة المجتمع تغيرت إلى حد كبير عن قبل عشر أوخمسة عشر سنة إلى المرأة الإعلامية وأصبح هنالك جيش من النساء العاملات في حق الإعلام لكن هذا لا يعني أن المرأة حصلت على كامل حقوقها". وتساءلت": كم عدد النساء اللاتي يشغلن منصب رئيس تحرير في صحيفة رسمية أو على الأقل مدير تحرير أوسكرتير تحرير، وكذلك في الإذاعة والتلفزيون، كل المناصب ذات الأهمية يستحوذ عليها الرجل دون المرأة بالرغم من كفاءة المرأة الإعلامية وقدرتها على الإدارة". وأشارت أبو ختلة في خضم حديثها إلى جملة من صنوف المعاناة التي تكابدها الإعلامية والتي تنبع من التمييز بينها وبين الرجل الإعلامي الذي تحابيه المؤسسة وتخصه دون المرأة بالسفر والحوافز والمكافآت والتدريبات وحتى في طبيعة التكليفات الموكلة إليه رغم أن المرأة قد تكون أكثر قدرة وكفاءة على العمل. وعبر الهاتف أكدت الإعلامية المحاضرة بجامعة القدس ناهد أبو طعمية الارتباط الوثيق بين أوضاع الإعلاميات وأوضاع المرأة الفلسطينية بشكل عام فقالت:" إن واقع الإعلامية الفلسطينية هو جزء من واقع المرأة الفلسطينية الاجتماعي والسياسي والثقافي والاقتصادي، وهو واقع لازالت تعاني فيه المرأة الأمرين نتيجة وجود الاحتلال الإسرائيلي من ناحية والوضع الداخلي المتأزم بسبب الانقسام السياسي من ناحية أخرى الذي لربما كان من بين أكبر أسباب المعاناة التي كابدتها الإعلامية كما جل الجسم الصحفي الفلسطيني وانعكس على الأداء المهني". مضيفة:" هنالك أيضاً جملة من العادات والتقاليد التي تبرز النظرة السلبية للمرأة والتي اختزلت الأبعاد الإنسانية والاجتماعية للمرأة وكرست دورها على أنه امتداد للرجل فتبرزها كتابع لا كشريك الأمر الذي امتد لوجود المرأة الإعلامي داخل المؤسسات فنجدها غالبا منفذة سياسيات لا صانعة لها". وأشارت أبو طعيمة إلى محدودية المواضيع التي يمكن للإعلامية الخوض فيها أو القضايا التي تستطيع طرحها بحرية مرجعة ذلك إلى ثقافة المجتمع (المحافظة) والتي تفرض هيمنتها على الحريات الصحافية فتوجه الإعلاميات نحو قضايا معينة وتمنعها عن الخوض في قضايا أخرى من باب العيب والحرام. وخلال مشاركتها عبر الهاتف توجهنا بالسؤال للصحافية أمينة الحسنات عضو مجلس إدارة نقابة الصحفيين ومسئولة لجنة شؤون الصحفيات في النقابة حول انعكاس مشكلة النقابة كأحد صور وإفرازات حالة الانقسام على عمل الإعلاميات فردت بالإجابة:"النقابة تحاول قدر الإمكان العمل من أجل النهوض بواقع الإعلاميات يتم الاتصال بهن لاستقطابهن فيس ورش العمل والمؤتمرات والفعاليات المختلفة". ووجهت الحسنات اتهاماتها للصحفيات أنفسهن معتبرة إياهن متقاعسات عن المطالبة بحقوقهن المهنية والنقابية مؤكدة التزام النقابة واستعدادها للوقوف إلى جانب أي صحفية تتعرض لأي انتهاك ونسعى بالتواصل مع مختلف الجهات لحل أي مشكلة".ضيفات الحلقة أجمعن على أنه ورغم كل الصعوبات والعقبات التي تواجه عمل الإعلاميات إلا أنهن ينجزن ويبدعن ويحصلن على الجوائز من مختلف الجهات والهيئات المحلية والعربية والعالمية.