غزة / سما / دعا الدكتور محمد الهندي نائب رئيس المؤتمر الوطني للحفاظ على الثوابت "العودة أقرب" وعضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي الفصائل الفلسطينية لبناء برنامج وطني يتجاوز اتفاقية أوسلو التي فرطت بالعديد من الثوابت الفلسطينية . وطالب الدكتور الهندي خلال كلمة ألقاها خلال المؤتمر الذي يقام بمناسبة مرور 64 عاماً على النكبة الشعب الفلسطيني بالبراءة من المسيرة السياسية التي تتفاوض مع الاحتلال والتمسك بخيار المقاومة حتى تكون العودة أقرب للأراضي التي طرد منها , داعياً في الوقت ذاته الأمة العربية الإسلامية لأن تكون فلسطين هي البوصلة التي تحكم لهم سياساتهم وتكشف من يحمل الحب لوطنه عن غيره . وأوضح الدكتور الهندي أن شروطاً بجب الالتزام بها حتى تكون العودة أقرب ومنها الاستبشار بانتفاضة الأمة , ومواجهة الاحتلال , والتمسك بأخلاق الأمة التي تخلى عنها الزعماء العرب , الأمر الذي ساهم في نصر الاحتلال عليهم في كل مواجهة بينه وبينهم , مشدداً على ضرورة تمسك الشعب الفلسطيني بخيار المقاومة لتحرير فلسطين . وعن العنوان الذي اتخذه المؤتمر "العودة أقرب " أكد الدكتور الهندي أن الهدف من المؤتمر هو التصدي لكل محاولة للتفريط بأرضنا وثوابتنا الفلسطينية التي لطالما تمسك بها الآباء والأجداد منذ العام 1948 وحتى الوقت الحاضر , فداء للأرض والإسلام . ولخص الدكتور الهندي نكبة الشعب الفلسطيني عام 48 بعبارة قصيرة قائلاً :" الغرب زرعوا الكيان العنصري الصهيوني في قلب الأمة العربية والإسلامية لينوب عنهم في بلاد المسلمين " , مؤكداً أن زرع الكيان الصهيوني وسط فلسطين لم يستهدف الأمة الفلسطينية وحدها بل كل الأمة العربية والإسلامية , وذلك لدحض أي حضارة للمسلمين , خاصة بعد التاريخ الذي بدأ من غار حراء وانتهى بإسقاط الخلافة في اسطنبول". وأشار الهندي في حديثه إلى ان كيان الاحتلال أنشأ أنظمة عربية حاكمة ليس بينها وبين العقيدة الإسلامية أي صلة , وقد تخلت عن القومية العربية الأمر الذي واجه الحضارة الإسلامية وعمل إلى دحضها للوراء . وأوضح الدكتور الهندي أن المواجهة الأولى بين الشعب الفلسطيني بشكل عام والدولة الكيان كان بانتفاضة الحجارة عام 1987 والتي حققت انجازاً كبيراً للفلسطينيين , إلا أن المؤامرة كانت أكبر بالإعلان عن اتفاقية أوسلو التي أضاعت حقوق الشعب الفلسطيني . وواصل الدكتور الهندي كلمته بالحديث عن مسيرة الشعب الفلسطيني النضالية حيث انتفاضة الأقصى عام 2000 والتي جاءت رفضاً لكافة التحديات التي يحيكها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني , مؤكداً أنها جسدت قوة وإرادة الشعب الفلسطيني . وأكد الدكتور الهندي أن الشعب الفلسطيني سينتصر على الاحتلال بالمواجهة الدائمة حتى لو لم يكن النصر سريعاً , مشدداً على أن الانتصار يكون بخطوات متراكمة تكون نهايتها انتصار القضية الفلسطينية العادلة . وشدد الهندي على أن انتفاضة الأقصى واجهت نفس التحديات التي واجهت انتفاضة عام 1987 حيث المسيرة السياسية مع الاحتلال , منوهاً إلى ضرورة التمسك بخيار المقاومة لدحض الاحتلال عن الأراضي الفلسطينية . من جهته أكدّ عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" محمود الزهار أنّ التغيرات التي طرأت على مصر بعد الربيع العربي ودعم الشعب المصري للمقاومة الفلسطينية سيجعل العودة وتحرير أرض فلسطين أقرب مما مضى. واضاف الزهار وهو رئيس المؤتمر الوطني السابع للحفاظ على الثوابت إن الشعبين الفلسطيني والمصري ينتظران رئيسًا مصريًا يخدم القضيتين المصرية والفلسطينية، ويعمل على استعادة الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال أن الثوابت الفلسطينية لا تتغير بمرور الوقت ولا بتغير المكان، "فمن يتعرض لنا ولحقوقنا يمس ثوابتنا، ولا يوجد أي فلسطيني على هذه الأرض يقبل بأن يتنازل عن عودته لأرضه ومقدساته، ومن يقول إن عودتنا تتم في حدود 1967 فهو لا يفهم الثوابت". وأوضح أنّه لا يمكن وضع قضية المقدسات والثوابت الفلسطينية على طاولة المفاوضات مع الاحتلال تحت أي بند من البنود مشيرا إلى أنّ النواب الأوروبيون وأعضاء البرلمانات في الخارج بدأوا يتحدثون عن فلسطين وضرورة تحريرها، محذرًا من حصر قضية فلسطين وأرضها في قطاع غزة فقط. وقال الزهار :"وقوف كتائب الشهيد عز الدين القسام بجوار سرايا القدس وبقية الفصائل الفلسطينية جنبًا إلى جنب، وانتصار الأسرى داخل السجون وانتصار الشعب الفلسطيني خلال الحرب على غزة أواخر 2009، كل ذلك سيجعلنا للعودة أقرب".