في تركيا توصلوا الى الاستنتاج بانه رغم استعداد ايران لخوض مفاوضات مع القوى العظمى على برنامجها النووي، فانها لا تعتزم التنازل. هذا هو السبب الذي جعل أنقرة تطلق تحذيرا لطهران بانها اذا لم تجلب معها اقتراحا ايجابيا للمحادثات مع القوى العظمى الستة في بغداد الاسبوع القادم، كبيرة الاحتمالات بان تتعرض للهجوم من اسرائيل. في أوساط المحافل ذات الصلة بالمباحثات مع ايران لا توجد أوهام بان طهران تعتزم الاستجابة حتى لمطالب الحد الادنى للاسرة الدولية والتي تتضمن وقف تخصيب اليورانيوم الى درجة اعلى من عشرين في المائة، اخراج المادة المخصبة الى هذه الدرجة من الدولة، تجميد النشاط في المنشأة المحصنة قرب مدينة قم، وادخال المراقبين الى ايران. وكل هذا اذا لم تتلقى مسبقا من القوى العظمى تعهدا بتجميد العقوبات ضدها. محاولة التسويف في الوقت حسب دبلوماسي اوروبي ذي صلة بالاتصالات، فان الرسالة التركية نقلت الى ايران للضغط عليها كي توافق على مطالب القوى العظمى على خلفية التخوف من ان يكون الايرانيون يحاولون التسويف في الوقت والوصول الى جولة محادثات ثالثة دون تقدم حقيقي. وحذر الاتراك ايران من أن الاسرة الدولية من شأنها أن "تحطم الاواني" وتشدد العقوبات عليها. جولة المحادثات التالية ستجرى في 23 ايار بين ايران والقوى العظمى الستة (الولايات المتحدة، روسيا، فرنسا، بريطانيا، المانيا والصين). وكانت الجولة الاولى جرت قبل نحو ثلاثة اسابيع في اسطنبول ومنذئذ أجرى ممثلو القوى العظمى مباحثات لبلورة موقف مشترك. هذا الاسبوع التقى في باريس ممثلة القوى العظمى، اولغا شميت، والمندوب الايراني علي بجيري، في حديث أول منذ لقاء اسطنبول وذلك للفهم ما الذي تستعد ايران لعرضه في بغداد. دبلوماسيون اوروبيون اطلعوا على مجريات اللقاء بين شميت وبجيري واشاروا الى ان الايراني رفض القول اذا كانت بلاده ستوافق على تجميد مواصلة تخصيب اليورانيوم الى عشرين في المائة واوضح بان ايران معنية بتجميد العقوبات ضدها ولا سيما حظر النفط الذي سيدخل حيز التنفيذ في 1 تموز.