خبر : الوضع الراهن انتصر../ اتفاق وقف الاضراب: منتصرون اساسا ومهزومون قليلون../هآرتس

الثلاثاء 15 مايو 2012 01:38 م / بتوقيت القدس +2GMT
 الوضع الراهن انتصر../ اتفاق وقف الاضراب: منتصرون اساسا ومهزومون قليلون../هآرتس



الاتفاق الذي ادى الى انهاء الاضراب عن الطعام للسجناء الفلسطينيين الى جانب البادرة الطيبة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) والتي تنطوي عليها اعادة جثامين مائة مخرب، يبشران بقدر أقل عن تقارب هام بين الطرفين وبقدر اكبر لمحاولة الحفاظ على الهدوء النسبي في الضفة وفي وقطاع غزة. بعد الرغم من أن استئناف المفاوضات السلمية لا يبدو في الافق، ففي السلطة، في حماس وفي اسرائيل معنيون بازالة تهديدات محتملة على استقرار المنطقة. وهكذا، بينما يواصل الشرق الاوسط الاشتعال (البحرين، سوريا، لبنان وغيره)، فبالذات في أحد الايام التي اعتبرت في الماضي ذات الطاقة الكامنة الاكبر للصدامات العنيفة في المناطق، ينجح جهاز الامن العام "الشاباك" – المخابرات وزعماء السجناء في السجن في التوصل الى صفقة معناها – الكثير من المنتصرين والقليل من المهزومين. في المخابرات شددوا "انجازهم" الهام – موافقة السجناء على التوقيع على وثيقة يلتزمون بها بعدم العودة الى الانشغال بالارهاب من داخل جدران السجن. لا ينبغي للمرء أن يكون محللا امنيا كبيرا كي يفهم بان بعضهم سيعودون بل وسيعودون.الانجاز الحقيقي هو آخر – مجرد تفكيك القنبلة المتكتكة التي هي نحو 1.500 سجين مضرب عن الطعام. صحيح أن الجمهور الفلسطيني بقي في معظمه غير مكترث وفي شوارع الضفة لم يظهر عشرات الاف الاشخاص الذين يتظاهرون من أجل السجناء. ومع ذلك، فان ارتباط "يوم النكبة" مع الاضراب عن الطعام برموز الكفاح الفلسطيني الذين بات بعضهم في حالة صحية متردية، كان من شأنه أن يؤدي الى اشتعال ولا سيما اذا ما توفي أحد منهم في السجن. ووفقا للتطورات، يكتفي الفلسطينيون في الضفة بمهرجانات رمزية فقط بمناسبة يوم النكبة. اما رئيس وزراء حماس، اسماعل هنية، فيطلق من جهته في غزة ميراتون خاص بمناسبة يوم النكبة. اتفاق السجناء يشكل انجازا معينا لحماس وللسلطة على حد سواء. وقد كان لاجهزة الامن الفلسطينية دور هام في التوسط على طريق الاتفاق وهم سينالون ما يستحقون من نقاط في الرأي العام. ومع ان حماس لم تقد الاضراب – رجال الجهاد الاسلامي فعلوا ذلك – ولكن الموافقة الاسرائيلية على السماح بزيارات العائلات للسجناء من غزة يشكل خطوة اخرى في تفكيك سياسة العزل الاسرائيلية بين غزة والضفة. منذ انتصار حماس في انتخابات كانون الثاني 2006 لم يُسمح لعائلات السجناء في غزة بالخروج الى اسرائيل. وها هي اسرائيل بقدر ما تعترف (بتأخير) بالحكم الجديد في القطاع ورويدا رويدا ينسج على الارض تعاون بين السلطات على جانبي الجدار. معظمه يتم من تحت الطاولة، مثل التشكيل السري لجهاز امن حماس في غزة الذي يعمل على منع نار الصواريخ نحو اسرائيل. واحيانا فوقها ايضا – مثلما في حالة النشاط التجاري في معبر كرم سالم. حصار حقيقي على غزة لم يعد قائما، باستثناء القيود على التصدير والتي تتآكل هي ايضا مع الزمن. المنتصرون الاساسيون في الاتفاق هم السجناء أنفسهم وزعماؤهم في السجن وبما يتناسب مع ذلك، العنوان الرئيس لموقع الاخبار "معا" قال هذا المساء: "انتصار للسجناء". وقف سياسة العزل تشكل انجازا ليس فقط للسجناء بل وايضا لزعمائهم، بمن فيهم مروان البرغوثي. هذا الاخير كان مشاركا في حل الازمة وهذه المرة خلافا للانتفاضة الثانية، دون استخدام العنف. وذلك رغم أن معظم سجناء فتح لم يشاركوا على الاطلاق في الاضراب. وكلمة اخرى عن مصر. بعد عشرة أيام ستنتهي الجولة الاولى من الانتخابات للرئاسة. ولا يزال المرشحون منشغلين بالتصريحات الحماسية ضد اسرائيل، ولا سيما المرشح الاسلامي المعتدل عبدالمنعم ابو الفتوح. ومع ذلك، فقد كانت القاهرة شريكة ايضا في بلورة هذا الاتفاق. المخابرات المصرية العامة، مثلما في صفقة شليط وفي حالات اخرى، اصبحت المفكك المنتظم للازمات بين اسرائيل وحماس والسلطة، سواء كان الحديث عن انهاء اضراب السجناء عشية "يوم النكبة" ام انهاء جولة عنف اخرى في غزة.