خبر : صحيفة اميركية: حل الدولتين – هل انتهى ام لا تزال فيه حياة؟

السبت 12 مايو 2012 12:27 ص / بتوقيت القدس +2GMT
صحيفة اميركية: حل الدولتين – هل انتهى ام لا تزال فيه حياة؟



القدس المحتلة / سما / تقول صحيفة "لوس انجيليس تايمز" في مقال افتتاحي ان واقع الامر يؤكد ان مسيرة السلام طويلة وصعبة ومثبطة للعزائم. وان التخلي عن المفاوضات بسبب الجدار والحواجز، او حرب استنزاف لا نهاية لها، هو عمل غير مسؤول بقدر ما هو كارثي، حسب قول الصحيفة الاميركية. وفي ما يلي نص المقال: "يصعب على المرء ان يتصور ذلك الان، الا ان اقامة علاقات ودية شاملة بين الاسرائيليين والفلسطينيين كانت ذات يوم لا تبدو ممكنة فحسب بل حتمية ايضا. ففي اواسط تسعينات القرن العشرين اكتسب حل الدولتين تأييد الطرفين. وكان نفوذ "حماس" و"الجهاد الاسلامي" قد أخذ في التلاشي. كما كانت اسرائيل تسلم مدن الضفة الغربية الى السيطرة الفلسطينية. وبدا ان قرار وضع نهاية للصراع الذي امتد لخمسين عاما ليس بعيدا. ولكن هذا لم يحدث طبعاً. اذ تهاوى السلام عشية اغتيال رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحق رابين والتفجيرات الفلسطينية من بين امور اخرى. ولكن، هل معنى ذلك ان بالامكان اعادة الحياة الى المسيرة أم ان حل الدولتين لا يمكن ان ينجح؟ الواقع هو ان عملية السلام طويلة وصعبة ومثبطة للعزائم، يقوم عليها طرفان متعاديان لا يثق احدهما بالاخر. غير ان التخلي عن المفاوضات بسبب الجدار والحواجز او حرب استنزاف لا نهاية لها، هو عمل غير مسؤول بقدر ما هو كارثي. وكان هذا هو السبب في شعورنا باليأس لدى قراءة مقال الاسبوع الماضي للنائب الاميركي جو وولش، الجمهوري عن ولاية الينوي، الذي حمل وجهة نظر قاتمة ومتشائمة. وقد يبدو غريبا ان ننفرد بشجب اراء نائب جمهوري غير معروف تماما من "حزب الشاي". لكن مقاله حمل وجهة نظر تردد الكثير من المعلقين المؤيدين لاسرائيل في التصريح بها. ولذا فانها تستحق التفنيد. قال وولش في مقاله ان كل من "يظل متعلقا بوهم حل الدولتين مخبول". وسار على درب بعض الفلسطينيين الاكثر راديكالية الذي اعلنوا ايضا ان حل الدولتين قد انتهى اجله، فدعا الى حل الدولة الواحدة. ومفهومه لهذه الدولة الواحدة هو اسرائيل واحدة "من نهر الاردن الى البحر الابيض المتوسط". ولما كان ذلك يعني ابتلاع معظم فلسطينيي الضفة الغربية (وربما قطاع غزة ايضا) وضم كل ذلك الى اسرائيل، فان وولش يقترح على الفلسطينيين الذين لا تروق لهم هذه الخطة ان ينتقلوا الى الاردن، اما من يبقى فيعرض عليهم "حقوق محدودة للتصويت" (الى جانب حقوق اقتصادية ومدنية اخرى). وفي سبيل توضيح الصورة اكثر، فان ما يقترحه وولش ان بامكان الفلسطينيين اما ان يلموا عزالهم ويغادروا مساكنهم او يقبلوا بصفة مواطنة دائمة من الدرجة الثانية، بما فيها حقوق تصويت محدودة – ايا كان ما يعنيه ذلك التعبير – داخل اسرائيل موسعة. كانت فكرة قيام اسرائيل الكبرى الممتدة من النهر الى البحر شائعة بصورة كافية في اعقاب حرب 1967، خلال فترة حكم مناحم بيغن و"غوش مونيم" والايام الاولى من حركة الاستيطان. الا ان منحى التفكير هذا تلاشى معظمه في السنوات الماضية، او صار على الاقل خفياً. اذ اضحى معظم الاسرائيليين يدركون ان هناك شعبا فلسطينيا في الحقيقة وان للفلسطينيين في الواقع حقا في تقرير المصير، مثل غيرهم من الشعوب. وادرك الاسرائيليون، الى جانب ذلك، ان السيطرة على شؤون ملايين الفلسطينيين الذين يفضلون حكم انفسهم بانفسهم ليس مسارا معقولا للوصول الى امن على المدى البعيد. ان هذه الايام ايام قاتمة بالنسبة الى عملية السلام. اذ شُلت المحادثات. وتدهورت صحة العديد من الفلسطينين المضربين عن الطعام بعد اكثر من شهرين من دون طعام. وقامت اسرائيل باضفاء الشرعية على ثلاث بؤر استيطانية مثيرة للجدل في الضفة الغربية بأثر رجعي. وتسيطر حركتا "حماس" و"فتح"، المتنافستان منذ مدة طويلة، على قطاعات منفصلة من الاراضي الفلسطينية. ثم ان الربيع العربي جعل موقف اسرائيل في المنطقة اقل أمنا. نشر وولش مقاله المفزع قبل يوم من اطلاق سرح هاغاي عمير من السجن في اسرائيل. وعمير هو شقيق قاتل رابين وقضى 16 سنة وراء القضبان لدوره في مؤامرة اغتيال رئيس الوزراء الاسرائيلي، وهي مؤامرة استهدفت ايقاف مسيرة السلام وابعاد حل الدولتين عن مساره. وخرج عمير من السجن وهو يلوح باشارة النصر ويقول "انني فخور بما قمت به". وما فعله هو انهسبب جرحاً عميقاً لعملية كانت تتقدم بصورة مضطردة الى الامام، ونأمل الا يكون قد اصابها بمقتل.