نيويورك / وكالات / أعلن وزراء خارجية دول عدم الانحياز في ختام مؤتمرهم في شرم الشيخ المصرية اليوم الخميس، عن تأييدهم للمطالب الفلسطيني بإدراج قضية الأسرى على طاولة الجمعية العامة للأمم المتحدة، واستصدار فتوى حول المركز القانوني للأسرى بصفتهم أسرى حرب من محكمة لاهاي الدولية. وحمل الوزراء في البيان الختامي للمؤتمر، إسرائيل المسؤولية عن كل ما يحدث من انتهاكات لحقوق الأسرى داخل سجون الاحتلال، ودعوا إلى إطلاق سراح جميع الأسرى والانصياع الكامل لبنود اتفاقية جنيف ذات الصلة. ودعوا المجتمع الدولي للتصدي بشكل عاجل للوضع الذي يمر به الأسرى الفلسطينيون المضربون وإنقاذ حياتهم. وشدد البيان على إلزام إسرائيل باحترام اتفاقية جنيف الرابعة التي تنطبق على الأرض الفلسطينية والأسرى الفلسطينيين وأن ما تقوم به إسرائيل من ممارسات ضد الأسرى يرقى إلى جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية. وطالب بدعم الجهود المتواصلة لزيادة الوعي بقضية الأسرى وحشد التأييد لجهود الشعب الفلسطيني وقيادته لمواجهة الاختراقات الإسرائيلية ضد الأسرى. وطالب الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان بالتصدي للوضع المأساوي للأسرى داخل سجون الاحتلال. وأيد الوزراء في بيانهم مطالبة وزير الأسرى بإدراج قضية الأسرى على طاولة الجمعية العامة للأمم المتحدة واستصدار فتوى حول المركز القانوني للأسرى بصفتهم أسرى حرب من محكمة لاهاي الدولية. ودعا البيان الأطراف المتعاقدة لاتفاقيات جنيف الرابعة للانعقاد وإلزام إسرائيل بالاعتراف باتفاقيات جنيف على المعتقلين في سجون الاحتلال. وكان وزير شؤون الأسرى والمحررين عيس قراقع، قد طالب في كلمته في المؤتمر، بتحرك عاجل وسريع من وزراء خارجية دول عدم الانحياز لإنقاذ حياة الأسرى المضربين عن الطعام منذ 73 يوما والضغط على إسرائيل للاستجابة لمطالب الأسرى العادلة. وركز قراقع على أهمية إلزام إسرائيل باحترام القوانين الدولية والإنسانية في تعاملها مع الأسرى وإرسال لجان تحقيق دولية لمحاسبة إسرائيل على أعمالها وانتهاكاتها. وشكر وزراء خارجة ’عدم الانحياز’ على تخصيص جلسة لمناقشة أوضاع الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي وإعطاء هذه المساحة الدولية الهامة للاطلاع على ظروفهم ومعاناتهم لا سيما في ظل تواصل إضراباتهم المفتوحة عن الطعام احتجاجا على تردي أوضاعهم الانسانية ولمواجهة السياسات العنصرية الظالمة التي تطبق بحقهم وتتناقض مع كافة شرائع ومواثيق حقوق الانسان. وأوضح قراقع في كلمته إن الاعتقال الإداري التعسفي المطبق على الأسرى الفلسطينيين هو جزء من المشهد المخيف الذي يعانيه 4800 أسير فلسطيني يقبعون في سجون الاحتلال. حيث بدأ عدد كبير من الأسرى (ما يقارب من 1300 أسير) منذ تاريخ 17 نيسان الماضي إضرابا مفتوحا عن الطعام احتجاجا على أوضاعهم اللاإنسانية وتجريدهم من أبسط حقوقهم الانسانية والمعيشية. وبدأت أوضاعهم الصحية بالتدهور، ونقل جزء كبير منهم الى المستنشفيات، وما زالت الأوضاع ساخنة وخطيرة، وتتفاقم يوما بعد يوم. مما يتطلب الاسراع في وقف حريق يندلع، وانفجار قد يتسع ويترك انعكاسات كبيرة في المنطقة برمتها. ودعا إلى تحرك عاجل وسريع لإنقاذ حياة الأسرى المضربين عن الطعام والذين يتهددهم خطر الموت الآن في سجون الاحتلال الاسرائيلي، وممارسة الضغط على حكومة اسرائيل للاستجابة لمطالبهم العادلة والمشروعة وتحميلها المسؤولية عن ممارساتها اللاإنسانية التي قادت الى هذه الأوضاع الكارثية والمأساوية متمنيا أن يصدر بيانا خاصا عن اجتماع وزراء خارجية ’عدم الانحياز’ حول ذلك. كما طالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية وتحت رعاية الأمم المتحدة للتحقيق في الأوضاع التي يعيشها الأسرى وما يتعرضون له من انتهاكات مخالفة للقوانين الدولية، وكذلك دعم التوجه الفلسطيني والعربي بوضع قضية الأسرى على طاولة الجمعية العامة للأمم المتحدة لاتخاذ قرار باستصدار فتوى قانونية من محكمة لاهاي الدولية حول المركز القانوني للأسرى بصفتهم أسرى حرب وفق اتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة وتحديد الالتزامات القانونية الناشئة على عاتق المحتل الإسرائيلي بشأنهم ودور والتزامات المجتمع الدولي لمواجهة الانتهاكات والخروقات الإسرائيلية لحقوق المعتقلين وفق قواعد وأحكام القانون الدولي الانساني. ودعا قراقع إلى إطلاق حملة قانونية وإنسانية وتشكيل ائتلاف دولي لوقف سياسة الاعتقال الاداري التعسفية التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا، والى إعادة النظر في الاتفاقيات الثقافية والاقتصادية والتجارية والأكاديمية المعقودة مع دولة إسرائيل بسبب استمرار انتهاكاتها لحقوق الأسرى الفلسطينيين. وقال إن تقاعس المجتمع الدولي عن القيام بمسؤولياته القانونية تعتبره إسرائيل تشجيعا لها للاستمرار في ارتكاب جرائمها بحق الشعب الفلسطيني، مهيبا بالمشاركين في المؤتمر باسم الإنسانية والمعذبين في الأرض، وباسم القانون الدولي الانساني أن تساعدونا على فتح أبواب السجون وإضاءة شموع الحرية لأسرانا ورحيل الجلادين عن حياتنا للأبد. واختتم قراقع كلمته بمقولة السيد المسيح عليه السلام، ’ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان’، فنحن شعب لا نريد سوى الحرية والكرامة.