باريس / وكالات / بقاء المضرب عن الطعام على قيد الحياة يصبح غير مؤكد اذا تخطت مدة اضرابه الشهرين، بحسب ما يؤكد خبير تغذية فرنسي، وذلك في الوقت الذي دخل فيه اضراب اثنين من الاسرى الفلسطينيين المعتقلين في اسرائيل يومه الـ71.وقال البروفيسور جان كلود ميلشيور الخبير في التغذية في مستشفى ريمون بوانكاريه في غارش قرب باريس، ان "شخصاً يتمتع بصحة جيدة ويضرب عن الطعام بطريقة ذكية لا يدخل دائرة الخطر، حكماً، قبل شهرين" من الصيام المتواصل.واضاف، انه في حال كان الاضراب عن الطعام صارماً اي عدم اكل اي شيء بتاتاً والاكتفاء بالماء حصراً، فإن الجسم يحرق رويداً رويداً مخزونه من الدهون ويستهلك ايضاً قسماً من كتلته العضلية، ولاسيما في البداية، لتغذية الدماغ.واضاف الخبير، ان "الجسم يتأقلم ويستهلك بهدوء كتلته الدهنية التي ستذوب. وحتى اذا لم يكن الانسان سميناً فإن لديه في جسمه ما يكفيه للبقاء على قيد الحياة 60 يوماً".ولكن بعد مدة الشهرين هذه يصبح المضرب عن الطعام امام خطر الموت بسبب "نوع من القصور العام في الاستقلاب" اي في عملية تحول الغذاء في الجسم، مشيراً الى ان الطب لم يستطع حتى الآن فهم السبب الكامل لهذا الامر.واضاف، "لا نعرف جيداً ماذا يجري، الناس يموتون من الانهاك، كشمعة تنطفئ، مع انهم لم يستنفدوا كل مخزونهم من الانسجة الدهنية".وبالنسبة الى المعتقلين المضربين عن الطعام فإن حالهم تشبه الى حد كبير حالة الصيام عن الطعام لفترة طويلة لأن المعتقل لا يتنقل كثيراً وبالتالي فإن جسمه لا يستهلك الكثير من الطاقة.واضاف، "ولكن المشكلة تكمن في ان المعتقلين في الغالب يعانون اصلاً من سوء تغذية وبالتالي فإن اجسامهم لا تكون في وضع جيد جداً عند البدء بالإضراب".وعند انتهاء الاضراب عن الطعام يجب ان تتم عملية اعادة التغذية بشكل تدريجي للغاية، بأطعمة خفيفة جداً، ليس فيها الكثير من الدهون او السكريات، وبكميات ضئيلة وبفارق زمني بين الوجبة والاخرى.وغالباً ما يشعر الصائم او المضرب عن الطعام بأن معدته تقلص حجمها وبأنه يشبع سريعاً جداً. وبحسب الخبير فإن هذا الامر ناتج عن العودة التدريجية لعملية الهضم المعقدة الى وضعها الطبيعي.واضاف الخبير، انه اذا كان المضرب عن الطعام في صحة جيدة واتبع الطريق الصحيح في التوقف عن الطعام، ولاسيما الامتناع عن تناول العصائر او الاغذية السكرية، "فليس هناك من سبب لأن يعاني من مشاكل".وخضر عدنان العضو في حركة الجهاد الاسلامي الذي افرج عنه في 17 نيسان بقرار من القضاء الاسرائيلي بعدما اضرب عن الطعام لمدة 66 يوماً (كان في حينه الرقم القياسي لاضراب معتقل فلسطيني عن الطعام) يبدو اليوم انه يستعيد عافيته من دون مشاكل بعدما اضطر للخضوع لعملية جراحية.