في أثناء اللقاءات الثلاثة التي أجراها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع رئيس كديما شاؤول موفاز أول أمس عني الرجلان بتوسع في مسألة النووي الايراني. فقد طلب نتنياهو ان يفهم هل يؤيد موفاز السياسة التي يقودها والطريقة التي يتعين بها وقف ايران في الطريق الى النووي. واتفق موفاز مع نتنياهو بالنسبة للطريقة التي يجب من خلالها وقف البرنامج النووي الايراني وفي موضوع الهجوم الاسرائيلي المحتمل في ايران. "موفاز في ذات الرأس مع نتنياهو"، قال أمس مصدر سياسي كبير، اطلع على الاتصالات بين الرجلين. ومعنى الامر – تعزيز لموقف نتنياهو وباراك في محفل الثمانية في هذه المسألة الصعبة. موفاز نفسه يقول في محادثات مغلقة انه يعتزم أن يكون عنصرا مؤثرا في المسألة الايرانية، سواء في محفل الثمانية (الذي سيغير اسمه الى "التسعة")، أم في المداولات الاضيق. نتنياهو "حدد" للرئيس الامريكي اوباما زمنا حتى الخريف القادم ليحل بالوسائل الدبلوماسية مسألة النووي الايراني. الجدول الزمني الاسرائيلي لهجوم عسكري يوجد حيثما هو في محيط ايلول – تشرين الاول وقبل الانتخابات للرئاسة الامريكية، التي ستعقد في تشرين الثاني. اما الجدول الزمني الامريكي فأبعد. نتنياهو أوضح لاوباما بانه لا يتنازل عن حق اسرائيل في حل المشكلة بوسائل عسكرية. نتنياهو وافق على ادراج موفاز في المحفل الوزاري غير الرسمي والضيق المسمى "الثمانية"، حيث يوجد لرئيس الوزراء معارضة غير بسيطة من جانب وزراء مثل بيني بيغن، دان مريدور ويحتمل أيضا موشيه بوغي يعلون، الذين يعارضون الهجوم في ايران. وعليه فان لموقف موفاز في هذه المسألة أهمية كبيرة. ولما كان هناك فارق كبير بين المواقف العلنية التي يطلقها السياسيون غالبا وبين مواقفهم التي يعبرون عنها من خلف الكواليس في المداولات المهنية، فقد طلب نتنياهو أن يفهم ما هو موقف موفاز من الموضوع. حتى هذا الاسبوع حذر موفاز من الموقف الذي عبر عنه نتنياهو وباراك في هذه المسألة. ودرج موفاز على مهاجمتهما وشدد على أنهما يخوضان حملة تخويف كي يصرفا انتباه الجمهور عن مشاكل المجتمع الاسرائيلي. موفاز درج على القول في المقابلات في وسائل الاعلام ان الخيار العسكري يجب أن يكون الاخير. غير أن نتنياهو عرف، أغلب الظن، بان هذه الهجمات ليست بالضرورة تعكس الموقف الحقيقي لموفاز في المسألة وان موفاز ملزم بان يظهر زعامة في المنافسة مع لفني، ولهذا فقد فسر بطريقة مختلفة هذه التصريحات لموفاز. بين نتنياهو وموفاز توجد علاقة طويلة السنين، رغم انه في فترات عديدة هاجما الواحد الاخر. موفاز شارك في عملية عنتيبة التي قتل فيها يوني، شقيق نتنياهو. وعين موفاز رئيسا للاركان بينما كان نتنياهو رئيس الوزراء في ولايته الاولى، بل ان موفاز شارك في كل احتفالات الذكرى التي اجريت منذ 76 ليوني نتنياهو وكان على علاقة ممتازة مع والد رئيس الوزراء الراحل، بنتسيون نتنياهو. اوريت، زوجة موفاز، شاركت على مدى السنين في دائرة التوراة التي كان يقدمها والد سارة نتنياهو، شموئيل بن آرتسي. خلافا للمشادات الصاخبة التي كانت بين نتنياهو وموفاز حتى الايام الاخيرة حقا، فان محافل اطلعت على محادثات جرت بين الرجلين أول أمس رووا بانه تسود بين الرجلين علاقات حميمة وتفاهم كبير.