القدس المحتلة / سما / في أعقاب تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في إسرائيل التي أعلن عنها الليلة الماضية بعد اتفاق توصل إليه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مع زعيم المعارضة شاؤول موفاز, بدأت التكهنات مبكرا حول الخاسرين والرابحين من هذه الخطوة. وفي الحقيقة فإن حزب كاديما ورئيسه شاؤول موفاز هم أكبر الرابحين من إقامة حكومة الوحدة الوطنية فهذا الاتفاق الذي يسمح لهم بدخول الحكومة يمكنهم من ترميم الحزب لغاية إجراء الانتخابات, حيث تلقى أعضاء الحزب بارتياح شديد اتفاق الانضمام للحكومة في أعقاب استطلاعات الرأي التي بينت بأن ثلثي أعضاء الحزب تقريبا سيكونون خارج الكنيست, وأعضاء الحزب استعدوا للمحاربة من أجل البقاء. وبهذا الاتفاق فإن موفاز أخل بالتعهد الذي قطعه على نفسه بأنه لن ينضم إلى حكومة نتنياهو وقد أكد على ذلك مرارا وتكرارا, ولكنه يستطيع أن يسجل انتصارا يمحي هذه المواقف من الذاكرة إن استطاع أن يمرر قانون تغيير طريقة الحكم في إسرائيل, وإذا تم إقرار قانون تجنيد المتدينين, وبهذا يستطيع موفاز الحفاظ على ماء الوجه. وفي مكان متقدم من قائمة الرابحين يوجد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو فكل الدلائل كانت تشير إلى أنه سيكون رئيس الحكومة القادم لو جرت الانتخابات المبكرة, ولكنه يستطيع الآن أن يسجل لنفسه انجازا بأن يبقى رئيسا للحكومة التي يرأسها الليكود لفترة أربع سنوات ونصف. ويستطيع نتنياهو أيضا أن يسجل انجازا إضافيا في حال تم إقرار قانون تجنيد المتدينين, وأيضا إذا تم إقرار قانون تغيير طريقة الحكم. ومن خلف الأضواء يهتف إيهود باراك مرحبا بهذا الاتفاق, حيث بينت استطلاعات الرأي أخيرا بأن حزبه الاستقلال سيحصل على صفر كبير ولن يستطيع تجاوز نسبة الحسم. وكان باراك يعول على تحصين مكان له في قائمة الليكود في حال عدم دخوله الانتخابات بقائمة مستقلة, ولكن هذه الخطوة ووجهت بمعارضة قوية من أعضاء الليكود وبدا نتنياهو غير قادر على تمرير هذه الخطوة, وبالتالي كان باراك سيختفي من الحياة السياسية, والآن أعطت حكومة الوحدة الوطنية لباراك فرصة أخرى كي يبقى لعام ونصف إضافية وزيرا للجيش ليحاول خلالها ترميم مكانته السياسية. وفي قائمة الخاسرين توجد الأحزاب التي كان ظهورها مرتبط بالانتخابات ومنها حزب العمل الذي كان يعاني من حالة ضعف شديد وكانت الانتخابات ستضاعف قوته, والآن ستبقى رئيسة الحزب شيلي يحيموفيتش التي كان يتوقع أن تكون رئيسة الحزب الثاني في الكنيست, ستبقى كاحتياط في المعارضة وستحاول الحفاظ على القليل الذي لديها. وفي حزب ميرتس أيضا فرحوا عندما تقرر الذهاب إلى انتخابات مبكرة وحسب الاستطلاعات فقد كان من المتوقع أن يضاعف الحزب قوته ولكنهم لم يكنوا ينون الدخول في حكومة برئاسة نتنياهو وكانت ستبقى كتلة معارضة. خاسر آخر ظهر وهو يائير لبيد الذي انشغل مؤخرا في تكوين حزبه الجديد واختيار أعضائه والاستعداد للانتخابات والآن سيضطر للانتظار لعام ونصف لغاية الانتخابات القامة, فمن جانب سيبقى جميع أقواله وأفعاله عرضة للانتقاد الشعبي, ومن جانب آخر ليس في استطاعته الحفاظ على التأييد الشعبي الذي يحظى به الآن. ورد لبيد في صفحته على الفيس بوك على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الليلة الماضية, وقال "إن ما رأيناه اليوم هو السياسة القديمة القبيحة والتي حان الوقت أن تنتهي من حياتنا", وأضاف "إن هذه سياسة كراسي ومصالح شخصية ضد مصلحة الدولة وليست سياسة مبادئ". ويظهر أيضا في قائمة عضو الكنيست المستقيلة من كاديما "تسيفي ليفني" فمنذ إعلانها عن استقالتها أصبحت ليفني سلعة في السوق السياسي وأصبح اسمها على كل لسان, ولكنها الآن ستضطر لمراقبة أصدقائها الذين أصبحوا شركاء في الائتلاف من داخل بيتها. وأيضا من الخاسرين كل من علق آماله على الانتخابات القريبة فهناك من ترك منصبه ومن غير خططه ومن استدان واستأجر عمال واستأجر مكاتب استعدادا للانتخابات. عن عكا اولاين