غزة / سما / انطلقت في جامعة الأقصى في قطاع غزة صباح اليوم الأحد، 06/أيار/2012، فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الرابع " مؤتمر الإمام الشافعي" الذي تنظمه كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجامعة، بحضور كلا من الدكتور سلام الأغا القائم بأعمال رئيس الجامعة، والدكتور أسامة المزيني وزير التربية والتعليم العالي، والدكتور عدنان الكحلوت عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية ورئيس المؤتمر، والدكتور محمد العمور رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر والعمداء ورؤساء الأقسام والعشرات من الباحثين والمهتمين ورؤساء وعمداء الجامعات والكليات في قطاع غزة وممثلي المؤسسات الرسمية والمنظمات الأهلية في فلسطين، وأعضاء من المجلس التشريعي، وممثلي القوى الوطنية والإسلامية. ورحب د. الأغا بالحضور معرباً عن تضامن جامعة الأقصى مع الأسرى في معركة الأمعاء الخاوية . وقال رئيس الجامعة في كلمته إن مؤتمر الإمام الشافعي الذي تعقده كلية الآداب والعلوم الإنسانية يأتي ضمن اهتمام جامعة الأقصى بالعلماء والبحث العلمي على حد سواء. و أضاف أن الجامعة في تطور مستمر بفعل التناغم بين إدارات الجامعة حيث تم الانتهاء من وضع الخطط الدارسية مشيراً إلى توجه الجامعة لإنشاء بعض الكليات الحديثة وهي كلية العلوم الطبية وكلية الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات وكلية العلوم الشرعية مضيفاً أن كل كلية بها ثلاث أقسام نوعية. وأشار الى أنه سيتم افتتاح برنامج ماجستير لتخصص النحو والصرف منوهاً الى انه وبعد عقد اتفاقيات تعاون مع عدد من الجامعات المصرية فان الجامعة تدرس فتح برنامج لدراسة الطب. واستعرض رئيس الجامعة العديد من المشاريع التطويرية التي نفذتها الجامعة أو تنوي تنفيذها في الفترة المقبلة ومنها مشروع بناء مبني ضخم لخدمة الهيئة التدريسية والطلاب ومشروع بناء المكتبة الذي ينتظر دخول مواد البناء ومشروع بناء المسجد الذي تبرع بجزء منه فاعل خير من السعودية . وقال أن الجامعة لا تولي اهتمامها للمباني فقط وإنما تسعى جاهدة لتطوير الكادر الأكاديمي والإداري بالجامعة لتغطية الإعداد المتزايدة من الطلبة. من جانبه، وجه الدكتور أسامة المزيني وزير التربية والتعليم العالي في كلمته تحيه للأسرى المضربين عن الطعام في سجون وزنازين الاحتلال. وقال د. المزيني إن هذا المؤتمر له طعم خاص لأنه يتناول حياة واحد من العلماء المسلمين الذين حملوا الإنارة للعالم لسنوات طويلة في مجالات متعددة مثل علوم القران والسنة والفقه و الحديث الطب والفلك والإمام الشافعي نموذجا لعلماء هذه الأمة التي نفخر بالانتماء إليها. وأضاف وزير التربية والتعليم العالي إن إحياء تراث الإمام الشافعي يأتي في اطار محاولات طمس الحقائق ونسب العلم للعلماء الغربيين الذين تعلموا على أيدي علماء المسلمين منوهاَ الى ان أجيال هذه الأيام لا يعرفون شيئا عن علماء المسلمين الذين أضاءوا الدنيا نورا وعلما ومن هنا تأتي أهمية هذا المؤتمر لتعريف هذه الأجيال بهذا الإمام العلامة الذي علم الدنيا واحد أهم العلماء المجددين. من جهته، أوضح الدكتور عدنان الكحلوت رئيس المؤتمر إن اختيار الإمام الشافعي ليكون محور الدارسة خلال هذا المؤتمر كان لأثر الإمام الشافعي في علوم القران والحديث و التربية والسلوك وغيرها من العلوم. وأضاف إننا إذ نفتتح اليوم مؤتمر الشافعي نعاهد أنفسنا أن نحيي سيرة رجالات فلسطين كالعسقلاني و الغزالي. وقال أن الإمام الشافعي هو مجدد القرن الثاني الهجري فقد جاء ووجد خلافا كبيرا بين أهل الحديث في مكة وأهل الرأي في العراق فكان له مدرسته الخاصة التي جمعت بين هاتين المدرستين . وألقى د. العمور كلمة رحب فيها بالضيوف والمشاركين في المؤتمر، مشيراً إلى 12 مشاركة (74) باحثاً من الجامعات الفلسطينية والعربية والإسلامية والمؤسسات والوزارات الفلسطينية في المؤتمر حيث تناولوا بأبحاثهم شخصية إمام الزمان الإمام الشافعي. وأوضح إن جلسات المؤتمر ستعقد في ثلاثة أيام ابتداءً من يوم الأحد 06/05/2012 إلى يوم الثلاثاء 08/05/ 2012 في أحد عشر جلسة لعرض الأبحاث ومناقشتها في المحاور التالية: محور التفسير وعلوم القرآن، ومحور الحديث الشريف وعلومه، والمحور الفقهي والسياسي. والمحور العقدي والدعوي، والمحور اللغوي، والمحور التربوي، والمحور الثقافي والجغرافي والتاريخي. وقال أن المؤتمرين سيناقشون الجوانب المتعددة لشخصية إمام الزمان الذي حباه الله من الخلال ما جعله ممن يندر بهم الزمان موقفًا وموقعًا ومقامًا، فمن ذا يجاري الشافعي في تعبده وهو الذي يُقَسِّم الليلَ إلى ثلاثةِ أجزاء: ثُلُثٌ للعلم، وثلثٌ للعبادة، وثلثٌ للنوم. ومن ذا الذي يدانيه في زهده وهو القائل "ما شبعتُ منذُ ستَ عشرةَ سنة، ومن ذا الذي يساويه في ورعه وهو الذي سُئل عن مسئلة، فسكتَ فقيل له: ألا تجيبُ رحمكَ الله!، فقال:" حتى أدري، الفضلُ في سُكوتي أو في جوابي؟. وأضاف في هذه اللحظات التى يحدونا فيها الأمل أن تكون مؤتمرات جامعتنا وشقيقاتها في غزة أكثر قبولا للراعين وأهل المال من مؤسساتنا الوطنية!! التى نسجل أننا طرقنا أبوابها جميعا من أبناك وشركات اتصال فكانوا فينا وفي الشافعي من الزاهدين، ولا عجب فقدرنا أن نعيش في زمان شغف فيه أهل المال فرادى ومؤسسات بالمرأة والكرة والغناء !!!! وأسجل أن المؤسسة الوحيدة التي دعمت المؤتمر هي البنك الوطني الإسلامي الذي تبرع بمبلغ ألفي دولار. وتمنى أن تكلل هذا المؤتمر بالنجاح، وأن تكون الأبحاث العلمية والمداخلات خلال يومي انعقاد المؤتمر قد حققت الفائدة المرجوة. واختتم بالقول اليوم مؤتمرا للإمام الشافعي في مسقط رأسه غزة هاشم، وغدا مؤتمرا لابن حجر العسقلاني في عسقلان وقد عانقت الحرية وبعد غد مؤتمرا لابن قدامة المقدسي المولود بالعزيزة نابلس والقائمة تطول ولله الحمد. وكان المؤتمر بدأ بآيات من الذكر الحكيم ومن ثم قراءة الفاتحة على أرواح الشهداء والسلام الوطني الفلسطيني.