غزة / سما / لا يزال الاسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي يواصلون اضرابهم التاريخي والمصيري عن الطعام منذ خمسة عشر يوما وذلك لانتزاع حقوقهم المسلوبة من قبل إدارة مصلحة السجون الاسرائيلية ورفضا لسياسة الاذلال التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحقهم وحق ذويهم. وقد دخل الاسرى اليوم اسبوعهم الثالث في "معركة الكرامة..معركة الامعاء الخاوية"، وسط فعاليات تضامنية متواصلة في الأراضي الفلسطينية المحتلة نصرة لهم. وطالب الاسير المحرر، مازن فقهاء، المتحدث الاعلامي باسم اللجنة العليا لنصرة الاسرى، في تصريحات لوكالة الانباء القطرية في غزة بفتح كل الخيارات امام الشعب وفصائله وأن يكون هناك تعامل جدي مع هذه القضية..موضحا أن الحديث يدور عن أناس قد يفقدون حياتهم في كل لحظة والواجب يتطلب انقاذ حياتهم بكافة السبل المتاحة عسكريا وسياسيا واعلاميا وشعبيا وقانونيا. وأضاف "يجب ان لا تغلق هذه الخيارات وتحدد بسقف معين، لأن العدو الان يمارس سياسة القتل البطئ لهؤلاء الاسرى، والقتل يجب أن يقابله القتل بخيارات متعددة ومفتوحة"..مستدركا بالقول "يجب أن لا تنحصر خياراتنا بخيار واحد أو اثنين، فكل الخيارات يجب أن تكون مفتوحة ومتاحة للجميع"..مطالبا كافة التشكيلات السياسية والعسكرية والقانونية أن تخرج للميدان لإنقاذ حياة وكرامة الاسرى الذين ضحوا بحياتهم وسنين عمرهم من أجلنا. واكد ان هناك اصرار من قبل الاسرى على تحقيق كافة مطالبهم العادلة منوها إلى محاولات فاشلة لمصلحة السجون لكسر الاضراب أو اخراج بعض الفصائل منه ومنع امتداده إلى سجون أخرى لمعرفتها بالثمن الذي ستدفعه في حال انتصر الاسرى في معركتهم الانسانية العادلة. وقال "اساليب القمع داخل السجون تتنوع الان، عن طريق النقل والعزل والاقتحام المتكرر للسجون، ومصادر الاشياء والملح، ومنع العلاج إلا عن طريق الابتزاز، ويضاف إلى ذلك عزل قيادات الاسرى وإثارة الشائعات بأن بعض الاسرى فكوا اضرابهم في محاولة لتحطيم إرادة السجناء و لكنها جميعا باءت بالفشل". وتابع ان الاسرى اصحاب تجربة وخبرة حقيقية وما يجري هي معركة حقيقية على المستوى النفسي والبدني بين مصلحة السجون والاسرى لاضعاف عزيمتهم وسط الالتفاق الجماهيري حول مطالب الاسرى والتي تقويهم وتدفعهم باتجاه الصمود والثبات.واضاف ان الجميع مطالب بالوقوف ومؤازرة الاسرى من اجل تحقيق انتصارهم في هذه المعركة لانه انتصار للتاريخ الفلسطيني وعدالة قضيته وعدالة الانسان..محذرا من نتائج سلبية وكارثية في حال فشل الاضراب وهزم الاسرى في معركتهم. وبين فقهاء، ان هذا الاضراب تاريخي ومصيري فاق التصور لم يمر به سوى خضر عدنان، الذي صمد اكثر من 66 يوما وهي حالة تثير الاعجاب داخل السجون من حيث قدرة الاسرى انفسهم على الاستمرار في الاضراب لأيام طويلة. واشار إلى ان هناك ثلاثة من الاسرى المعتقلين اداريين مهددين بالموت الحقيقي وهم بلال ذياب وثائر حلاحلة وحسن الصفدي والذين قضوا أكثر من 64 يوما في اضراب متواصل عن الطعام..موضحا أن مطالبهم تنحصر في الحرية والخروج من الاعتقال الاداري. ولفت إلى ان هؤلاء الاسرى حتى لو أنهوا اضرابهم اليوم فسيعانون من مشاكل صحية متواصلة على المدى الطويل. واستنكر فقهاء صمت العالم على الجريمة التي تقترفها اسرئيل بحق الاسرى الفلسطينيين، مذكرا باحتجاز عدد من عمال المناجم في امريكا اللاتينية العام الماضي، عندما فتحت وكالات الانباء مكاتب اعلامية حول المكان لاثارة القضية، فيما اليوم يدور الحديث عن آلاف الاسرى الذين يجوعون ويتعرضون للموت البطئ فيما يصمت هذا العالم غير العادل امام هذه المأساة والجريمة المروعة. ونوه إلى أن 105 من اسرى حركة فتح في سجن ايشل انضموا للاضراب فيما يرفض الاسرى المرضى تناول الدواء والطعام تضامنا مع المضربين متوقعا ان يعم الاضراب الشامل كافة السجون خلال الساعات والايام القادمة. ويبلغ إجمالي عدد الاسرى في السجون الإسرائيلية نحو 4700 آلاف أسير، وقرروا الدخول في الإضراب على مراحل، بدأه المعتقلون إداريًا من دون محاكمة، ثم المحكومون بالسجن فترات طويلة على أن يتبعهم باقي الأسرى تدريجًيا.ويطالب الأسرى بإنهاء عزل أسرى آخرين منذ سنين طويلة وصلت لدى البعض الى 12 عامًا متواصلة، والسماح لذوي الأسرى من قطاع غزة بزيارتهم ووقف سياسة التفتيش الليلي ووقف سياسية الاعتقال الإداري الذي يجري من دون محاكمة. وتحتجز سلطات السجون الإسرائيلية بين 12 و20 أسيرًا جلهم من قادة الأسرى مثل قادة الجهاز العسكري في حركة "حماس" كعبد الله البرغوثي وعباس السيد والأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات في زنازين عزل انفرادية، لا يخرجون منها سوى لمدة ساعة في اليوم وهم مقيدي الأيدي والأرجل. وتشن سلطات السجون مداهمات ليلية لغرف الأسرى بحجة التفتيش والبحث عن أجهزة اتصال خليوي. وبدأت الاحتجاجات في السجون بإضراب فردي من الأسير خضر عدنان الذي امتنع عن تناول الطعام مدة 66 يوماً، تبعته الأسيرة هناء شلبي التي أضربت عن الطعام نحو 50 يومًا، ثم تبعهما عدد من الأسرى الذين يتواصل إضرابهم منذ نحو شهرين حتى وصل عدد المضربين عن الطعام الى أكثر من 1300 أسير. وتشهد الضفة الغربية وقطاع غزة فعاليات واسعة مع الأسرى المضربين عن الطعام، شملت نصبت خيام واعتصام في الميادين الرئيسة في المدن والقرى والمخيمات وتجري تظاهرات شبه يومية أمام معسكرات التوقيف القريبة من المدن، خصوصا معسكر عوفر قرب رام الله، اضافة إلى أنشطة تضامنية أخرى في أوروبا.