القدس المحتلة / سما / كشفت صحيفة ’يديعوت أحرونوت’ العبرية عن أن فرقتين موسيقيتين من أيرلندا قامتا بإلغاء عروض كانت مقررة لهما في إسرائيل، وذلك رضوخًا لحملة مقاطعة الدولة العبرية التي تنامت كثيرًا في الآونة الأخيرة في هذه الدولة الأوروبية، والتي تتهما إسرائيل بأنها تقود الحملة الغربية لنزع الشرعية عن الدولة العبرية.وأفادت الصحيفة أن الحديث يدور عن فرقتي: درويش وبول سيت، والذي كان من المقرر أن تقوما بجولة عروض في القدس الغربية، وتل أبيب ومستوطنة نهلال في مرج ابن عامر، ولكن، عشية قدومهما إلى تل أبيب، قالت المصادر الإسرائيلية، قامت تنظيمات محلية في أيرلندا بممارسة الضغوطات عليهما لثنيهما عن الوصول لتقديم العروض في إسرائيل، لافتةً إلى أن صفحة فرقة (درويش) على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) غُمر بمئات الرسائل من مواطنين أيرلنديين، الذين هددوا بمقاطعة الفرقة الموسيقية في حال إصرارها على تقديم عروض في تل أبيب، وجاء في أحد الردود: ألا تخجلون من تقديم العروض في الدولة العبرية، إن تقديم عرضكم في إسرائيل هو بمثابة إهانة للأمة الأيرلندية، كُتب في إحدى الرسائل. ونشرت الصحيفة تعقيب المسؤول عن العلاقات الثقافية في وزارة الخارجية الإسرائيلية على إلغاء العروض، حيث قال إنه للأسف الشديد يُمارس في أيرلندا الأرهاب الثقافي والفكري ضد الفنانين، وأعرب أيضا عن امتعاضه الشديد من أن عشرات التنظيمات التي تُنادي بمقاطعة الدولة العبرية تتلقى التمويل من الحكومة الأيرلندية، على حد قوله. يُشار إلى أن رئيس الكنيست الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، من أقطاب حزب (ليكود) بزعامة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، كان قد اضطر مؤخرًا، كما كشفت ’هآرتس’ العبرية، عندما كان متجها للقاء الرئيس الأيرلندي إلى الدخول إلى مبنى البرلمان في العاصمة من أحد الأبواب الخلفية، ذلك أن التنظيمات المؤيدة للفلسطينيين، أعدت له استقبالاً مناهضا على شكل مظاهرة، الأمر الذي دفع المنظمين وقوات الأمن إلى إدخاله من باب خلفي لتفادي الصدام مع المتظاهرين الذين رددوا العبارات والهتافات المعادية لدولة الاحتلال.وأضافت المصادر الإسرائيلية أن المئات تظاهروا أمام مقر البرلمان الايرلندي في محاولة لمنع ريفلين من دخوله، وزادت أن المئات من المواطنين الأيرلنديين والعرب ومنظمات حقوقية أعربت عن رفضها لزيارة ريفلين وأبدت دعمها للشعب الفلسطيني وحقوقه، ورفع المتظاهرون أعلام فلسطين ولوحات كتبت عليها شعارات تندد بجرائم الاحتلال وحصار قطاع غزة. يذكر أن زيارة ريفلين تعد الأولى التي تقوم بها شخصية إسرائيلية رسمية لأيرلندا منذ 27 عاما.ووفقا لمصدر في السفارة الإسرائيلية في دبلن فإنه لم تتم دعوة أية مجموعة رقص أو تمثيل مسرحي أو مخرج أو موسيقي من الدولة العبرية لزيارة أيرلندا لأكثر من عقد من الزمان. وأضاف المصدر أن الأيرلنديين المهتمين بالحفاظ على العلاقات مع تل أبيب يخضعون لاعتداءات لفظية وخطابات تحريض، والتي يقودها الموسيقار الأيرلندي ريموند دين والمعروف أيضا باسم ضابط المقاطعة الثقافية لحملة التضامن الأيرلندي الفلسطيني.ونقلت الصحيفة العبرية عن مصادر سياسية رفيعة في تل أبيب قولها إنه في الأسبوع الأخير ظهرت فرقة جديدة على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، والتي طالبت المشاركين والمتصفحين بإلقاء الصخور الكبيرة على مبنى السفارة الإسرائيلية في دبلن، ولفتت إلى أن المجموعات الايرلندية المؤيدة للشعب الفلسطيني قامت بمهاجمة الحسابات الشخصية للدبلوماسيين والعاملين في السفارة الإسرائيلية على موقع التواصل الاجتماعي، وتابعت إن ايرلندا بدون أدنى شك تحولت إلى أكثر دولة أوروبية معادية لإسرائيل وتقوم بدفع الدول الأوروبية الأخرى لاتخاذ مواقف متطرفة وغير قابلة للتهاون ضد الدولة العبرية.