خبر : يسار، كارثة ونهضة بقلم: بن – درور يميني معاريف 24/4/2012

الأربعاء 25 أبريل 2012 08:43 ص / بتوقيت القدس +2GMT
يسار، كارثة ونهضة  بقلم: بن – درور يميني  معاريف 24/4/2012



د. هي نشيطة يسارية. أرفض أن أنسى للحظة أنه عندما بدأ اصدقاؤها حياة مهنية مغرية في الولايات المتحدة، قامت بعمل ما. هاجرت الى اسرائيل. فعل صهيوني فائق. لا شيء في ارائها المثيرة للغضب يمكنه أن يمحو حقيقة أنها صهيونية. فقد وصلت الى هنا بقرار واعٍ وبوعي متطور. عندي معها جدالات لاذعة. ولكنها جزء من المشروع الصهيوني. وكذا المحاضر في العلوم السياسية من جنوب امريكا، ل، الذي هاجر الى اسرائيل ونشر مقالات جرت تعقيبا فظا من جانبي، ليس مناهضا للصهيونية. هو مخطيء. هم مخطئون. ولكنهم جزء من المعسكر. هم ليسوا خارج المعسكر. اليسار الاسرائيلي أقام الدولة. اليسار الاسرائيلي، في أصله، سعى الى أن يخلق هنا وطنا قوميا للشعب اليهودي. الوطن قام. رغم علله يزدهر. غير أن بعضا من اليسار، ليس كل اليسار، يشكك في مجرد شرعية هذا الوطن. يجدر بنا الا نتشوش بين يسار ويسار. يمكن ان نعطي لليسار اللاسامي مؤشران: رفض مجرد وجود شعب يهودي؛ رفض حق وجود دولة اسرائيل كوطن قومي للشعب اليهودي؛ تغذية الانطباع بان اسرائيل هي وحش يهدد السلام العالمي. أو، بتعبير آخر اليسار الذي يفعل لاسرائيل اليوم بالضبط ما فعله ذات مرة اللاساميون باليهود. الوصم بالشيطنة ورفض حق الوجود. يدور الحديث عن أقلية، حتى داخل اسرائيل. أقلية تفعل الكثير من الضجيج والكثير من الضرر. أقلية تسير في مسار اللاسامية، وتأثيره في العالم شديد وسيء. في ضوء هذه الظاهرة، فان فلاسفة هامين، معظمهم من رجال اليسار أنفسهم، خلفوا التعبير "اللاسامية الجديدة". وهم محقون. غير أنه الويل لنا اذا أدخلنا الجميع في مكان واحد تحت مظلة واحدة. مع بعض من اليسار يوجد جدال لاذع وحامي الوطيس. الجدال مشروع. الجدال الذي هو جزء لا يتجزأ مما يجب أن يكون وضروري أن يكون في المجتمع الديمقراطي. وبالتأكيد في المجتمع الذي يواجه معاضل اسرائيل. مع القسم الحقير من اليسار الجدال انتهى. بالضبط مثلما لا يوجد جدال مع النازيين الجدد او مع الجهاديين. أقوال الهرر نشرت بمناسبة يوم الكارثة. والصدمة مزدوجة. لان درس الكارثة ينبغي ويجب أن يكون مزدوجا. عالميا وقوميا. نعم لحقوق الانسان واحترام الآخر. ونعم لحق الوجود للبيت القومي لليهود في اطار سيادة واستقلال. الهرر، في أقواله، ضم نفسه لاولئك الذين وقف ضدهم. الدرس من الكارثة ليس كراهية الآخر والمختلف. وهو ليس ارسال احد ما الى اوشفتس حتى وان كان هذا ارسالا استفزازيا ولفظيا فقط. الدرس من الكارثة ليس الوصم بالشرانية ونزع الشرعية. لان الكارثة تعلمنا بان للكلمات قوة. الوصم بالشرانية ونزع الشرعية أعدا الخلفية لعمل حقيقي. هذا ما فعلوه لليهود. هذا ما محظور علينا، محظور ببساطة فعله لاي أحد آخر. ولا حتى "فقط" لفظيا. لان الكلمات تؤدي الى الافعال. هذه هي الحجة التي من الواجب أن نرفعها أمام اولئك الذين يفعلون الوصم بالشرانية ونزع الشرعية باسرائيل. هذه هي الحجة تجاه الهرر والجهاد اليهودي الذي ينبت في هوامشنا، وتجاه كل من يجعل كل العرب أو كل المسلمين كائنات حيوانية. فعلوا هذا لليهود. يفعلون هذا لاسرائيل. محظور أن نفعل هذا للاخرين. نحن بين الكارثة والاستقلال. الحدثان الاكثر اهمية في التاريخ اليهودي في الزمن الحاضر. بشكل اكثر اذهالا، الشعب اليهودي ولا سيما لاجئي الكارثة، لم يخلدوا لجوءهم. لم يتوجهوا الى الثأر، ولا الى الجهاد العالمي والارهاب. اختاروا الحياة. وليس الكراهية. اختاروا الدرس المزدوج. انسانيا وعالميا وفي نفس الوقت قوميا. يجدر بدودو الهرر، وكذلك باولئك الذين يبعث بهم الى اوشفتس ان يتعلموا الدرس المزدوج.