خبر : العين الثالثة الكاميرا، عدو الشعب / بقلم: ايتان هابر/ يديعوت 22/4/2012

الأحد 22 أبريل 2012 01:02 م / بتوقيت القدس +2GMT
العين الثالثة الكاميرا، عدو الشعب / بقلم: ايتان هابر/ يديعوت 22/4/2012



معركة غولاني على الاستحكام السوري في النقيب، على الشاطىء الشرقي من بحيرة طبريا، في الليلة بين 16 و 17 اذار 1962، كانت عسيرة للغاية ومضرجة بالدماء. ساد في تلك الليلة ظلام دامس كان يمكن للمرء كما يقال أن يلمسه بيده. فجأة، من داخل النار والظلام الشديد، نهض شخص، وأشعل نور كاميرا، لالفية ثانية ليس أكثر، وشتيمة قائد القوة، الرائد تسفيكا عوفر كان يمكن للجنود المهاجمين ان يسمعوها حتى في ضجيج الرصاص.  والشخص مع الكاميرا كان ابراهام فيرد، المصور الحربي لصحيفة "بمحنيه" والصورة اياها، مع ضوء الكاميرا، كشفت للسوريين مكان قوة غولاني (لاحقا، بالمناسبة، دخل ذات الصورة في البوم الصور الحربية، وحصل فيرد على وسام رئيس الاركان، وتسفيكا عوفر، لشدة الاسف، قتل في أثناء مطاردة للمخربين). بودي أن أقول: قبل سنوات جيل كانت الكاميرا عدو النشاط القتالي للجيش الاسرائيلي. (ولكن في الاجيال ما بعد ذلك شكر التاريخ ابراهام فيرد وأمثاله. ماذا كان سيفعل التاريخ لولا اولئك المصورين؟). تذكرت هذه القصة العتيقة عندما وقع الاسبوع الماضي نائب قائد لواء الغور، شالوم آيزنر في يد عدسات الكاميرات. أمامنا دليل آخر، اذا كان أحد ما يحتاج اليه، على أن القتال والكاميرا لا يمكنهما أن يتعايشا تحت سقف واحد. في نظر الكثيرين أصبحت الكاميرا عدو الشعب. نحن ننتصر في المعركة ونخسر في الحرب على الرأي العام في العالم.  سيكون من يقول، كما نقل على لسان آيزنر: المهامة تسبق كل شيء. مع كل الاحترام للكاميرا، لم يولد بعد جندي، لا في الجيش الاسرائيلي ولا في جيوش اخرى، يراعي الكاميرا حين يكون يكافح في سبيل حياته. صحيح جدا: المهامة تسبق كل شيء آخر، حتى لو لم نظهر على نحو جميل على الشاشات في العالم. وبكلمات صحيحة بقدر لا يقل: عشية يوم الاستقلال الـ 64 لدولة اسرائيل نحن لا نزال نكافح في سبيل حياتنا هنا. كل عمل فيه ما يساهم في أمننا الشخصي والوطني جدير. اذا كان الخيار هو بين خدش لجندي من الجيش الاسرائيلي، فما بالك موت، او صورة قاسية في "نيويورك تايمز"، فلتتفضل الصحيفة الامريكية بالذهاب الى الجحيم.  يوجد الكثير جدا من التملق وازدواجية الاخلاق في الادعاءات ضدنا باضرار زائدة لا داعي لها، ولا سيما بحق المدنيين، في اوقات القتال. لم يولد بعد في العالم قائد يمكنه أيضا أن يقاتل وكذا ان يمتنع عن اصابات زائدة بالارواح. كل قائد يريد – ومن لا يريد؟ - أن يحمي حياة مرؤوسيه، يعرف انه في ظل انعدام البديل سيدفع مدنيون ايضا من الجهة الاخرى الثمن الباهظ. هذه حرب وليست نزهة.  هنا بالضبط المشكلة، وربما ايضا حلها الجزئي: محقون آيزنر وآخرون ممن يعتقدون بان المهامة تسبق كل شيء، ولكن السؤال هو اين مهامة. في 64 سنة من وجود اسرائيل كان لنا دوما فقط، ولكن فقط، حل واحد لكل مشكلة سياسية، وبالتأكيد أمنية: الجيش الاسرائيلي. فقط الجيش الاسرائيلي. دارج عندنا القول: "العرب لا يفهمون الا لغة القوة". هراء. نحن الذين نعرف كيف نعمل ببعد واحد: القوة فقط، الجيش الاسرائيلي فقط. الحل دوما، كل حل هو من خلال الجيش، احيانا أيضا من أجل زراعة البندورة وتعليم العبرية.  لا مفر: في 2012 تبدلت النوازع والناس هنا ملزمون بان يغيروا القرص: لا للهجوم على كل مشكلة تحتاج الى حل فوري، يكون دوما بالقوة، والفهم باننا نعيش في عالم آخر تماما. في العالم الجديد الحل ليس فقط بفرق الدبابات وأسراب الطائرات. احيانا كاميرا رقمية واحدة قادرة على أن تحطم جيشا بأكمله. في العالم الجديد هذا لن يشكو أحد اذا ما أمسكنا بقوة الذراع سفينة سلاح للمخربين، ولكن كل العالم سيصرخ علينا اذا ما هاجمنا اسطولا تركيا من سفينة بلا سلاح، فنقتل تسعة أشخاص، و "نريهم".  ماذا "نريهم"؟ هذا لم يعد يتقرر في القدس او في وزارة الدفاع. ولهذا فاننا نبدو على هذا النحو. ليست الكاميرا هي عدو الشعب. انه نحن، ضمن امور اخرى، الذين نقاتل بالسلاح الباهظ والاكثر حداثة ليوم أمس. انه نحن، الناس في القيادة الذين يكلفون الجيش الاسرائيلي بحل كل "مهامة" بالقوة، او بمزيد من القوة. فهل نحن الذين قيل عنا ذات مرة "شعب حكيم"؟.