خبر : العدو الاخطر / بقلم: نداف هعتسني / معاريف 19/4/2012

الخميس 19 أبريل 2012 04:11 م / بتوقيت القدس +2GMT
العدو الاخطر / بقلم: نداف هعتسني / معاريف  19/4/2012



 منذ وقت غير بعيد صدف لي أن دافعت عن سكان بلدة في قاطع بنيامين، تقع على مسافة ثلاث دقائق من القدس، علقوا في هجوم محكم من منظمات اليسار المتطرفة. ووصلت الى وسائل الاعلام صور سكان البلدة الذين ضربوا زعما مجموعة من رجال اليسار اللطفاء، الذين جاءوا لحماية عربي مسكين وسليب. الصور التي نشرت جسدت العنف، وانطلقت القصة الى رأس النشرات الاخبارية وانتشرت في أرجاء العالم. وارتبط بـ "المعتدى عليهم" البائسين "مفكرون" وبروفيسوريون بعثوا برسالة الى المستشار القانوني للحكومة. وفجأة مئات من السكان العاديين في البلدة الهادئة، وتدعى عناتوت، وجدوا أنفسهم في قفص الاتهام.             للدفاع عن السكان ضد الهجوم المتداخل اضطررنا الى النزول الى جذر الاحداث التي أدت الى المواجهة المصورة وبلورة المواد التي تؤكد كيف أن الصور التي نشرت في العالم تكذب وتعرض فرية مبيتة. وسرعان ما تبين كيف سقط سكان البلدة في فخ أعده خبراء الاستفزاز من اليسار. العربي المسكين تبين كمجرم جنس مدان ومنتظم، مشاغب ضد القانون، مخرب وعميل سابق. وقد استدعى الفوضويين من اليسار لمساعدته بعد أن منعوه من أن يبني بشكل غير قانوني داخل نطاق البلدة. ومع اصدقائه الجدد أجرى سلسلة من المحاولات الابداعية لايقاع سكان من البلدة في الفخ، الى أن نجحوا في اخراج الاستفزاز المناسب، تصويره وجعله فرية انتقائية وشوهاء. هكذا حققوا الهدف التكتيكي الذي سعوا اليه: نزع الشرعية. هدف أول في محاولتهم الشاملة لاقتلاع البلدة بأسرها من مكانها.             فقط كتجسيد صغير، احدى الفوضويات البائسات اللواتي وصلن الى عناتوت ادعت بان مشاغبين من البلدة عروها ومسوا بها في اطار الجلبة. غير أن الشهادات والصور من الطرف الاخر جسدت كيف تعرت السيدة بنفسها كي تتمكن من الادعاء بانهم مسوا بها جنسيا. وأكدت الأدلة كيف أن السكان من البلدية ركضوا نحو تلك الفوضوية مع ملابس كي يساعدوها على ستر نفسها، ولكنها رفضتهم باحتقار. بلدة عناتوت سقطت في الفخ الذي خطط له العدو الاكثر خطرا اليوم على دولة اسرائيل؛ عدو أخطر من حماس وايران، أخطر من فتح ومن الاخوان المسلمين.             في هذا الكمين سقط هذا الاسبوع ايضا نائب قائد لواء الغور ودولة اسرائيل باسرها. صورة الادانة للخبطة بالسلاح تجسد، بلا ريب كيف أن المقدم آيزنر لا يعرف كيف يسيطر على نفسه. الخطأ الذي ارتكبه سيضر به نفسه بلا شك، ولكنه سيلحق ايضا ضررا جسيما بنا جميعا. لنفكر فقط عن الجهود التي لا تحصى واستثمرت في محاولة صد عصبة المشاغبين الذين ارادوا احداث الشغب في المطار، في بيت لحم وفي بلعين ليعرضون جميعا أمام العالم كمضطهدين وكعنيفين. وتتوجت الجهود بنجاح كبير الى أن جاء نائب قائد اللواء غير المتفكر وأوقعنا جميعا في فخ اعد جيدا.             تحليل آلية قضية الرحلة الجوية والحدث مع عصبة راكبي الدراجات في الغور يجسد كم نحن سذج وعديمي الوسيلة. كم نحن نعاني من متلازمة دفعت أمم كبرى لان تفقد كل ما كان لديها. نحن لا نفهم من هو العدو الحقيقي ولا نقدر على نحو سليم قوته وذكاءه. واذا لم يكن هذا بكاف – فان قسما من العدو يسكن في اوساطنا.             في بداية هذا الاسبوع انشغلت وسائل اعلام اسرائيلية كثيرة بمحاولات تسخيف الاستعداد الشرطي استقبالا لـ "الجدات من باريس" اللواتي كن يفترض ان يهبطن من السماء. وجاءت قضية الغور وجسدت كم من الذكاء يكمن في المعركة التي يديرها ضدنا "نشطاء السلام". حرب تقضم من مجرد شرعية دولة اسرائيل في العالم كل يوم. واذا لم نصحو ونفهم "تحالف السلام" هذا بفصائله الخارجية والداخلية، وأنه مطلوب تصدٍ واسع، ذكي، مصمم ومتعدد الجوانب، فانه سيطيرنا جميعنا من هنا.