ان يوم ذكرى المحرقة والبطولة هو تاريخ خاص لجماهير شعب اسرائيل. ففي وقت الصافرة نقف جميعا جري حياتنا الذي لا ينتهي ونحني هاماتنا في حزن لذكرى الملايين الستة. لكن هذه الذكرى بالنسبة إلي أنا التي أُدير سلطة حقوق الناجين من المحرقة، هي يومية وكذلك ايضا مواجهة الثكل والذكرى والألم والرعب. يستعين نحو من 90 ألف ناجي من المحرقة بخدمات السلطة بالحصول على رواتب تقاعد ومخصصات أو مساعدة نفسية أو مصاحبة للناجي وتقديم مساعدة بحيث يستطيع ان يستنفد حقوقه. توليت منصبي عن علم بأهميته الكبيرة والحساسية التي يجب علينا باعتبارنا سلطة حكومية خاصة ومجتمعا عامة، أن نُظهرها نحو الناجين من المحرقة. ان احدى المشكلات المركزية هي العزلة. فالناجي أو الناجية يبقيان وحدهما لأن أبناءهما وأحفادهما يُقللون من زيارتهما في الفترة التي يحتاجان اليهم فيها حقا. وللتخفيف من عزلتهم نحرص على ان نرسل اليهم العاملات الاجتماعيات المخلصات ليزرنهم والمتطوعين الذين يعملون معنا. ان كل ناجي هو عالم كامل ولكل واحد مشكلاته التي تضاف على المشكلات المشتركة. وهدف السلطة هو ان تخيط لكل واحد البدلة التي تلائمه؛ فالسكن للناجي الذي ليس له بيت، والقرض للناجي الذي تحتاج زوجته الى عملية جراحية عاجلة أو للناجي الذي ينبغي ان يتم تخليصه من وضع مالي صعب وقد تلقى تحذيرا من سلطة المصادرة، وزيارة الناجي الذي عولج في مستشفى ولا يوجد من يزوره. وقد فاجأنا هذا الاخير في غرفته مع الشوكولاتة والازهار. من المهم ان نُبين ان ليس كل شيء ورديا. فقد نجحنا في الحقيقة في ان نلبي في زمن قصير نسبيا آلاف المطالب وفي ان نجعل الناجي في المركز، لكن هذا غير كاف. فمواجهة الشيخوخة وأحداث المحرقة صعبة على أكثر الناجين، فهناك الكوابيس التي توقظهم في الليل والجسم العاجز المريض الذي يؤودهم في النهار. ولهذا جمعنا المنظمات والجمعيات الخمسين التي تعمل من اجل الناجين من المحرقة وفتحنا مركز معلومات لتعجيل اجراءات استنفاد الحقوق. وأحلم بأن ننجح في ان نصل الى كل الناجين وأن نمنح كل واحد منهم عناية دعم. ويؤسفني أننا لم ننجح حتى الآن في ذلك. لكننا لم نكل ولم نُزح أقدامنا عن دواسة البنزين ولن نستريح الى ان ننجح بمساعدة هؤلاء الناجين القدّيسين الذين أصبحت دولة اسرائيل موجودة بفضلهم.