خبر : بحث جديد: وضع إسرائيل على جميع الجبهات سوداوي والحكومة لم تبلور إستراتيجية عمل سياسي ناجعة لتبريد مراكز التوتر وتحدياتها زادت

الأربعاء 18 أبريل 2012 12:17 ص / بتوقيت القدس +2GMT
بحث جديد: وضع إسرائيل على جميع الجبهات سوداوي والحكومة لم تبلور إستراتيجية عمل سياسي ناجعة لتبريد مراكز التوتر وتحدياتها زادت



القدس المحتلة / سما / في بحثٍ جديدً أعده معهد أبحاث الأمن القومي، التابع لجامعة تل أبيب جاء أنه حدث تدهورًا ملحوظَا آخر في السنة الأخيرة لوضع إسرائيل الاستراتيجي، وبما أن كانت الحكومة الإسرائيلية لم تبلور إستراتيجية عمل سياسي ناجعة لتبريد مراكز التوتر، فقد زادت جدا التحديات التي تواجهها الدولة، وفي المقابل يحظى زخم دبلوماسية السلطة الفلسطينية بالمناصرة والتأييد المهم اللذين يثبتان أكثر عزلة إسرائيل الدولية التي أخذت تزداد. وتابع البحث قائلاً إن مسيرة نزع الشرعية مستمرة وتفضي إلى أضعاف ملحوظ لمكانة إسرائيل السياسية والى قيود شديدة على حرية الجيش الإسرائيلي في عملياته. علاوة على ذلك، أشار البحث إلى أن ضعف مكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط والعلاقات العكرة بين إدارة اوباما وحكومة نتنياهو تسلب إسرائيل عنصرا رئيسا من صورتها الردعية. ويُمكن هذا الوضع جهات أخرى من محاولة لعب دور في الشرق الأوسط بصورة لا تخدم مصالح إسرائيل. مشيرًا إلى أنه على خلفية عدم وجود تقدم في الجهد لردع المشروع الذري الإيراني، يزداد خطر أن تتجه دول أخرى في المنطقة إلى المسار الذري، وبحسب معدي البحث فإن هذه الوثيقة هي الأكثر سوداوية وتهديدا منذ بدأ المعهد ينشر تقديراته في 1983. البحث يتنبأ بأن الدولة العبرية في السنين القريبة ستجابه الحاجة إلى اتخاذ قرارات في شؤون الأمن القومي المركزية، وستفعل هذا في واقع سيكون تركيبه أكبر كثيرا. أو كما يقول مدير المعهد، د. عوديد عيران: فراغ عظيم نشأ في الشرق الأوسط نتاج ثلاث ظواهر: الربيع العربي الذي حدث على خلفية انهيار مسيرة السلام الإسرائيلية العربية، وضعف الولايات المتحدة الشديد، مشددًا على أن الجمع بين العوامل الثلاثة قد يؤدي بإسرائيل إلى كارثة عظيمة. ويضيف: هذا ما يحدث في الوقت الذي توجد فيه العلاقات بين إسرائيل ومحيطها في الحضيض، وفي حين أن التصور المهيمن في العالم العربي، وفي الساحة الدولية أيضا، هو أن سياسة إسرائيل الرافضة مسؤولة بقدر حاسم عن الطريق المسدود، مشددًا على أنه بخلاف الميل الذي ساد إسرائيل إلى نسبة المسؤولية عن جزء كبير من التطورات في الشرق الأوسط، إلى إيران، فإن قدرة طهران على توجيه الأحداث محدودة أما الباحث شلوم بروم، الذي شارك في إعداد الوثيقة فقال إنه في الأماكن التي نجحت فيها الثورة أيضا لا يزال من غير الواضح أي سلطة وأية طريقة ستحلان محل النظام القديم، ولن يكون التحول إلى الديمقراطية سهلا. لافتًا إلى أن إسرائيل، قد تكون المتضررة المباشرة لمحاولة تعليق جميع المشكلات في مشجب عدو خارجي. وكل هذا يحدث في واقع تضعف فيه القوة العظمى، الولايات المتحدة، ولا توجد أية جهة خارجية تستطيع مساعدة دول المنطقة على التغلب على الأزمة الاجتماعية ـ الاقتصادية الشديدة. وتابع بروم: رسخ في إسرائيل طراز تفكير يقول إن الدول العربية في السنين القريبة ستكون مشغولة بشؤونها الداخلية، ولن تتفرغ للعلاقات مع إسرائيل. وحذرنا نحن في المعهد في بداية المظاهرات قائلين إن العكس هو الصحيح، فقد نبعت التمردات من شعور الجماهير العميق بالذل، ولعبت العلاقات مع العالم الخارجي دورا مهما في تأجيج الاحتجاج، وغذت معاملة الغرب للعالم العربي على مدى سنين الشعور بالظلم، وفي ضمن ذلك العلاقات بإسرائيل. وتابع: إن عدد قوات الجيش الإسرائيلي لم يُبن منذ اتفاقات السلام لمواجهة جبهتين، واستنتاجنا أنه ينبغي الحذر من قرارات متسرعة لا حاجة إليها الآن، وان تغيير مقدار القوات سيفضي إلى تغيير شامل في الدولة ولسنا حتى الآن بمكان يوجب هذا. ويوجد هنا شأن آخر وهو خطر النبوءة التي تحقق نفسها، فإذا استعددنا لحرب مع مصر ستعلو هناك الأصوات أننا نبحث عن ذرائع للسيطرة على سيناء من جديد. وتابع التقرير: سُجل في السنتين الأخيرتين في العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين تدهور شديد قياساً إلى تمهيد الطريق في مطلع التسعينيات، ولا يمكن أن يتم اليوم حوار مباشر بسبب عدم الثقة المتبادل العميق، كما أن رؤية العلاقات بأنها (لعبة نتيجتها صفر) عادت لتهيمن على كل شيء، في حين أن القصد عند الطرفين أن يمنع كل واحد منهما الطرف الثاني الأرباح، يوجه السياسة، حتى لو سبب لهم ذلك ضررا في نهاية الأمر. ويقول بروم: كلهم مذنبون فيما حدث، نحن والفلسطينيون والاتحاد الأوروبي الذي لم يكد يحرك ساكنا والأمريكيون. لو كان أحد الأطراف غير اتجاهه وأصبح حكيما بدل أن يكون عادلا فلربما ظهر الأمر كله بمظهر مختلف، مشيرًا إلى أن تل أبيب غير قادرة اليوم على أن تقترح على السلطة الحد الأدنى المطلوب لها لتستطيع الرجوع عن المطالب التي طلبتها شرطا لتجديد التفاوض: وهي موافقة إسرائيلية على تسوية على أساس خطوط 1967 مع تبادل أراض. ومن جهة ثانية فان الفلسطينيين غير قادرين على الاستجابة لمطلب الاعتراف بإسرائيل باعتبارها دولة الشعب اليهودي. وبحسب البحث فإنه حتى لو كانت توجد قيمة عسكرية للعمق الاستراتيجي، ففي الواقع الجغرافي لإسرائيل تبلغ الصواريخ التي يطلقها حزب الله أو حماس كل هدف في البلاد تقريبا، وبالتالي فإن تحدي إسرائيل المركزي هو تثبيت مكانها في المنطقة التي هي في أساسها عربية ومسلمة، مع الحفاظ على مشايعة الجماعة الدولية لها. وهذا التأييد ضمان لوجود إسرائيل ونمائها. منوهًا إلى أنه في حال بقاء الصراع مع الفلسطينيين فلن تستطيع إسرائيل أن تدفع إلى الأمام بعلاقات صادقة مع الدول العربية. ولا تستطيع تلك التي ترغب في التعاون ايضا أن تفعل هذا، والأمر المفاجئ هو أن الإسرائيليين والفلسطينيين والأمريكيين يدخلون المفترق نفسه للمرة الثالثة أو الرابعة ويكررون الأخطاء نفسها بالضبط. ويشمل البحث التطرق للمسيرة التي تزيد في نزع الشرعية عن إسرائيل، والاستنتاج النهائي هنا أيضا بائس: إن الهدف الذي نصب لحملة نزع الشرعية هو عرض إسرائيل بأنها دولة تُخل على الدوام بالقانون الدولي وبحقوق الإنسان وبجميع القيم السائدة، وبأنها دولة تستعمل الفصل العنصري وتتحمل تبعة جرائم حرب بصورة واسعة وجرائم على الإنسانية، وأن هدف الحملة الدعائية هو أن تصبح إسرائيل دولة منبوذة، وهو ما يفضي إلى عزلتها المطلقة في مجالات الدبلوماسية والاقتصاد والثقافة والأكاديمية والفن. ويقول البحث أيضًا إن تحسين العلاقات مع روسيا ودول في أمريكا اللاتينية، أو بالصين لن يعوض إسرائيل مما تخسر إذا ساءت علاقتها مع الولايات المتحدة، كما يُحذر من أنه ينشأ في أوروبا توجه فرض قطيعة مدنية مع إنتاج إسرائيل حتى لو لم يكن مصدره المستوطنات، وينبغي عدم الاستخفاف بالضرر الذي قد تحدثه لا بالتصدير المباشر فحسب بل بأمور الاستثمارات الأجنبية أيضا. بالنسبة لإيران، يقول البحث: لا توجد إستراتيجية تفاوض فعالة ولا إرادة حقيقية لعملية عسكرية، لا في إسرائيل ولا في أمريكا، وأن فرض عقوبات واستخدام وسائل التخريب قد يؤخر تقدم إيران نحو السلاح الذري، لكن لن يغير مصلحتها الأساسية، وأن الاعتماد على عمل لوقف التقدم الإيراني أو رؤية ذلك خطوات تسبب تغييرا داخليا في إيران، خطأ شديد.