القدس المحتلة / سما / ضمن التقارير الصحافية والتعليقات الدولية المتوالية على تصدي اسرائيل للمتضامنين الدوليين مع الشعب الفلسطيني في اطار حملة "أهلاً بكم في فلسطين" نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" اليوم الاثنين تقريراً من مراسلتها ايزابيل كيرشنر هذا نصه: "انتشر مئات من افراد الشرطة الاسرائيلية في مطار بن غوريون الدولي الاحد ضمن تحرك اسرائيل لمنع عشرات من النشطاء المؤيدين للفلسطينيين من دخول البلاد. وقال منظمو الحملة المؤيدة للفلسطينيين إن أكثر من 1،500 من الأجانب من 15 دولة على الأقل يعتزمون السفر إلى بيت لحم في الضفة الغربية للقيام بما وصفوه بأسبوع من النشاطات السلمية تضامنا مع الفلسطنيين. وبحلول مساء الأحد استطاع ثلاثة منهم فقط الوصول إلى بيت لحم. ومنع العشرات من الدخول او أعيدوا جوا إلى البلدان التي قدموا منها أو احتجزوا تمهيذا لإبعادهم. ولكن في تكرار تقريبا لمحاولة مماثلة قام بها ناشطون أجانب للوصول إلى بيت لحم في تموز (يوليو)، فإن معظمهم أوقفوا عند نقاط المغادرة، بعد أن أمرت اسرائيل الخطوط الجوية الأجنبية بعدم السماح لهم بالصعود لإتمام رحلاتهم. وزودت اسرائيل شركات الطيران بأسماء مئات من الأشخاص الذين قالت الحكومة انهم يواجهون الإبعاد الفوري. وبمجرد اطلاع شركات الطيران على الأسماء فإنها ستتحمل المسؤولية عن إعادة المسافرين إلى بلدانهم وتكاليف ذلك. ووصف المسؤولون الاسرائيليون الناشطين بأنهم مستفزون، هدفهم إثارة الفوضى، وقالت الشرطة إنها مستعدة للحيلولة دون حدوث اضطرابات متوقعة في المطار. وطلبت سلطات الهجرة من عدد من الزوار التوقيع على تعهدات بأنهم لن يتصلوا بمنظمات مؤيدة للفلسطينيين، أو يشاركوا في أي نشاطات مؤيدة للفلسطينيين أو احتجاجات في نقاط التماس الفلسطينية- الاسرائيلية. لكن منظمي حملة "اهلاً بكم في فلسطين" قالوا ان لا خطط لديهم للقيام بمظاهرات. وقال منسق متطوع اسمه عبد الفتاح أبو سرور إن النشاطات المخطط لها تشمل وضع الأساس لمدرسة ورسومات جدارية في مخيمات اللاجئين، ومساعدة القرويين الفلسطينيين في غرس الاشجار وحضور ندوات ثقافية وفنية. كما طلب منظمو الحملة من الناشطين أن لا يكذبوا حول سبب الزيارة. وقال أبو سرور، وهو أستاذ في جامعة بيت لحم، كما أنه ممثل وكاتب مسرحيات: "أننا نرى مشكلة في حمل الناس على الكذب. نحن نريد أن يحضر الناس وان يكونوا صادقين، وأن يستقبلوا بشكل محترم وبكرامة". وفي مؤتمر صحافي في بيت لحم قدمت واحدة من الناشطين الثلاثة الذين وصلوا الى المدينة نفسها باسم تانيا، وهي مواطنة فرنسية من مدينة ليون. وقالت إن 90 شخصا من ليون حاولوا التوجه جوا من جنيف لكن نصفهم مُنعوا من الصعود إلى الطائرات. واضافت: "لا اعرف بالضبط لماذا انا هنا" وعرضت صورة مشوشة للأوامر التي طلب منها مسؤولون اسرائيليون في المطار تنفيذها. وتابعت قائلة :"انتهى بي الأمر في اسرائيل". والمجموعات المنتمية إلى منظمات غير حكومية المشاركة في الحملة تعمل خارج إطار السلطة الفلسطينية، ولها نشاطات في جوانب مختلفة من حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية. ولم تظهر وسائل الإعلام الفلسطينية الرئيسية اهتماما كبير بما وصفه الاسرائيليون بكلمة flytillaK اي الاسطول الجوي- في اشارة الى اسطول السفن التي تحدت الحصار الاسرائيلي المفروض على غزة. في المقابل، فإن وسائل الإعلام الاسرائيلية وفرت تغطية كاملة للأحداث في المطار بعد أيام من تجمع حشود الناشطين. ومرة أخرى، وكما حدث في تموز (يوليو) انتقد عدة معلقين اسرائيلين الحكومة بسبب أسلوبها في التعامل مع القضية قائلين أنه يقترب من الهستيريا. وقال إيتان هابر، وهو مسؤول سابق في وزارة الدفاع في صحيفة "يديعوت احرونوت" أمس: "بدلا من انتظار الناشطين وتقديم باقات الزهور لهم ونقلهم في الحافلات إلى مقصدهم في بيت لحم، فإن رؤساء المؤسسة العسكرية وقوى الأمن فقدوا الكثير من صوابهم. وبسببنا نحن فقط أصبحت الحملة الجوية قصة دولية وسيرافق عشرات من المصورين السيدة العجوز من ليفربول التي تصل على أي طائرة". واحتج معلق آخر هو بن درور في صحيفة "معاريف" بانه كان على الحكومة الاسرائيلية استغلال وصول الناشطين لكشف طبيعة المنظمات التي دعتهم، وهي منظمات قال إنها تعارض حل الدولتين ودولة فلسطينية بجوار اسرائيل، لكنها تؤيد إقامة دولة واحدة هدفها إبادة اسرائيل". وأضاف: "منظمو الحملة الجوية لديهم هدف واحد وهو تصوير اسرائيل على انها تحول دون وصول ناشطي السلام. والمأساة هي أنهم سيحققون هذا الهدف". والتغير الوحيد الملحوظ هو الرسالة التي اصدرها مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي والموجهة للناشطن. ولم تكن الرسالة موقعة، لكن كان عليها شعار اسرائيل. وكانت بداية الرسالة مؤنبة: "نتفهم أنكم اخترتم اسرائيل موضوعا لمخاوفكم الإنسانية. ونعرف أن هناك خيارات عديدة أخرى". ثم قالت الرسالة إنه كان بإمكان الناشطين الاحتجاج على الحكومة السورية أو الإيرانية أو حكم "حماس" في غزة. وأضافت: "من أجل ذلك نحن نقترح عليكم أن تحلوا مشاكل المنطقة أولا، ثم تحضروا وتشاركونا خبرتنا. نتمنى لكم رحلة ممتعة". لكن حملة العلاقات العامة لم تنته. وهناك منسقة آخرى للحملة في بيت لحم هي أميرة مسلَم التي قالت إن أحداث الاحد تناقض ادعاء اسرائيل بأنها الديموقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط. ووصفت الرسالة بأنها "سخيفة" واضافت: "الناس ليسوا على هذا القدر من الغباء".