اريحا / سما / قد تختلف الأماكن ما بين القدس و الاغوار الا انه على ما يبدو أن اهميتهم لدى دولة الاحتلال واحدة ولا تقل احداهم عن الأخرى، وهذا ما عبر عنه رئيس دائرة شؤون القدس، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احمد قريع " ابوالعلاء" قائلا: "الأغوار هي قضية تتعلق بمشروع عملية قتل الدولة الفلسطينية ففي القدس تسعى دولة الاحتلال الاسرائيلية الى قطع رأس الدولة وبالمقابل في الأغوار تسعى الى قطع قدميها هذه الاجراءات التعسفية التي تقوم بها "اسرائيل" تسعى من خلالها الى المحافظة على علاقاتها الخارجية للحدود القريبة من الأغوار مقنعتهم بحجج امنيه واهية، وذلك كله يرمي الى منع اقامة دولة فلسطينية متواصلة الأطراف وذات سيادة مستقلة’". تنامت مكانة القدس عبر التاريخ كمركز سياسي وثقافي هام، بالاضافة الى مكانتها الدينية باعتبارها مركز للديانات السماوية الثلاث، وبفعل هذه المكانة المتميزة شهدت القدس العديد من الصراعات للسيطرة عليها، ومنذ بداية الاحتلال الاسرائيلي في العام 1967، سعت حكومات الاحتلال المتعافبة جاهدة لتحقيق أهدافها السياسية بـأسرلة القدس الشرقية وذلك بهدف بات واضح لتغير الطابع والملامح العربية للمدينة وخلق واقع جيوسياسي جديد من اجل السيطرة على الأراضي والتحكم بالتطور والنمو السكاني ومرجعيتها في كامل أنحاء المدينة. تبلغ مساحة الاغوار حوالي 1664 كيلومتر مربع وتشكل 27% من مساحة الضفة الغربية، يوجد بها 37 مستوطنة اسرائيلية غير شرعية تم بناؤها على مساحة 38كم2 ، ويسيطر الاحتلال الاسرائيلي على أكثر من 87% من اراضيها من خلال المستوطنات ومناطق التدريب العسكرية مقسمة على النحو التالي : 9% مناطق مزروعة بالالغام و 25% محميات طبيعية، 2.3% مستوطنات اسرائيلية، 2.8% مناطق تحتلها قواعد عسكرية و بالاضافة الى 47.9% مناطق عسكرية مغلقة بالاضافة الى السيطرة على جميع الموارد الطبيعية واهمها احواض المياه الرئيسية، وتبلغ مساحة الاغوار الشمالية حوالي 231.7كم2 يعيش فيها والي 5200 نسمة من الفلسطينين في 12 تجمع سكاني في المقابل يبلغ عدد البؤر الاستيطانية 8 مستوطنات ويبلغ عدد المستوطنين حوالي 1570 مستوطن، كما تبلغ مساحة الاراضي المصنفة "ب" في الأغوار الشمالية 15 كم2 . تشابه قرارات الاخطار والهدم قامت سلطات الاحتلال بتوجيه العديد من الاخطارات وصل عددها خلال العام 2011 في محافظة طوباس و الأغوار الشمالية 137 اخطار منهم 15 اخطار لمنطقة الرأس الأحمر و 41 بمنطقتي الحديدية، مكحول، سمرة، و 25 بمنطقة الفارسية و 19اخطار بمنطقتي الحلوة، المالح و 12 بقرية العقبة و 25 بخربة يرزة ، و 32 اخطار ترحيل و اخطار مصادرة واحد، وعقب محافظ طوباس مروان الطوباسي على ذلك" في الفترة الأخيرة يقوم الإحتلال الإسرائيلي بتنفيد حملات مسعورة واسعة النطاق والمتمثلة, بالإنتهاكات ضد المواطنين والإستمرار في توسيع المستوطنات الزراعية, وتوجيه العديد من إخطارات الهدم والترحيل للسكان, والتي زادت نسبتها خلال عام 2011 الى 25% ، وعلى الصعيد ذاته اصدرت بلدية الاحتلال في القدس أوامر اخلاء لغرض المصادرة وصل مساحة الاراضي الى 117 دونم في شهر كانون الثاني2012. مصادرة الاراضي وفيما يتعلق بمصادرة الاراضي قامت قوات الاحتلال الاسرائيلية خلال العام 2011 بمصادرة 1824 دونم منهم 1800 دونم تم نقلها الى دائرة اراضي "اسرائيل" من منطقة سهل قاعون باراضي بردلا بغية إقامة المستوطنات ومعسكرات التدريب عليها و 24 دونم بمنطقة المالح، وفيما يتعلق بمدينة القدس صادقت اللجنة المحلية للتنظيم والبناء في بلدية الاحتلال على مصادرة 2759دونم و 850م2 . سياسة الاغلاق ومن جهة اخرى تمارس سلطات الاحتلال سياسة اغلاق منطقة الأغوار الشمالية عسكريا من أجل تدريبات جيش الاحتلال في تلك المنطقة وتقدر المساحات المغلقة بألاف الدونمات حيث المساحات المغلقة في منطقة المالح 900دونم، يرزا 1000دونم و 700 دونم بمنطقة الحديدية و 500دونم بمنطقة حمصة و 500 دونم بمنطقة عاطوف، وبالمقابل في مدينة القدس ايضا تفرض قوات الاحتلال الاسرائيلية العديد من القيود التي تعيق حركة المواطنين المقدسيين. الحواجز وضعت سلطات الاحتلال الحواجز و الخنادق والبوابات الحديدية والتي لا تقل خطرا عن جدار الفصل العنصري الذي يفصل بين مدينة القدس والضفة الغربية، حيث أقيم بوباتان حديديتان و وخندق طوله 45 كم بمنطقة الحديدية و نفق آخر بمنطقة عاطوف طوله 5كم نهايك عن وضع 3 حواجز دائمة بمختلف مناطق الأغوار. وكعادتها لم تقتصر قوات الاحتلال على هذا وحسب وانما راح ضحيت المخلفات التي تركها جيش الاحتلال ورائه من ما يقارب الـ10 اصابات و 6 شهداء هذا ما أكده رئيس مجلس عاطوف عبد الله بشارات قائلا: عاطوف محاطة بالمستوطنات من كل الجهات تبلغ مساحتها 196 الف دونم, ولم يبقى منها سوى 20 الف دونم ما بين وعر وسهل, فهي مستهدفه بشكل مباشر, إضافة الى ذلك وجود بعض الأراضي والتي تحتوي على مخلفات للالغام, وراح ضحيتها 73 اصابة من عام 1997, واستشهاد 6 مواطنين وكان اخرها عام 2008, ومن بينهم اخي مصطفي بشارات"، وقد لا يختلف الامر كثيرا في مدينة القدس حيث يوضع اكثر من 634 حاجز أمني عسكري ناهيك عن" الحواجز الطيارة" التي توضع بشكل مفاجئ يوميا. إن السياسات التي تنتهجها دولة الاحتلال و تترجمها الى انتهاكات على ارض الواقع تتعارض تماما مع كافة قواعد القانون الدولي و الانساني ومع كافة المواثيق الدولية حيث تنص الفقرة 23من اتفاقية لاهاي للعام 1907: " تحظر على اي قوة احتلال تدمير أو مصادرة املاك العدو باستثناء الحالات التي تقضي بها الضرورة العسكرية". وخلافا لما ورد في هذ الاتفاقية وغيره ووفقا لم تنص عليها هذه المعهدات، فان اي خرق لاي ب من بنود ذه المعاهدات يعتبر خرقا صريحا لبنوها ويعتبر انهاكا خطيرا يرتقى لمستوى "جريمة الحرب".